الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الميثاق
القيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الباب الأول
المقدمة
*******
لقد أطل القرن العشرين على الوطن العربي و هو يرزخ تحت حكم رجعي إقطاعي لا زال في عصر القرون الوسطى في مشرق الوطن العربي ، وسيطرة احتلال استعماري غربي في شمال إفريقيا و الشواطئ الجنوبية للجزيرة العربية . وفي تلك الحقبة كانت العناصر العربية التي أتاحت لها ظروفها المادية و الاجتماعية فرصة التعليم قد بدأت تبحث عن ذاتها متخذة طابع الاتجاه القومي في المشرق لمواجهةحكم رجعي إقطاعي يستعمر باسم الخلافة و الدين ، فكان التحرك العربي الضيق ممثلاُ بالعناصر المثقفة النابعة من أصول البرجوازية الوطنية المميزة اجتماعياً على أساس شبه إقطاعي أو قبلي .
و اتخذت عناصر التحرك العربية في المغرب العربي و شمال إفريقيا طابعاً دينياُ باسم الجهاد ومحاربة الكفرة تحركه مراكز العلم الديني ضد الاستعمار الغربي ،كالأزهر و الزيتونة و جمعيات العلماء .
و بذلك الوقت كانت تترع أفكار الاستعمار على أساس عنصري ، خاصة في أوربا ، والتي تميز الأجناس وتبني نظريات التوسع الاستعماري الإقليمي على حساب الأجناس الأخرى ، كنظريات المجالات الحيوية ، مهد النظريات النازية و الفاشية فيما بعد ، ونظريات الاحتلال في إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية لتأمين مصادر الثروة و احتلال المسالك إليها تحت قناع الحضارة و محاربة القرصنة و الرق و المذابح القبلية.
لقد كانت هذه النظريات و تطبيقها العملي نتيجة طبيعية لحركة التاريخ تمثل ثمة الاستعمار الرأس مالي المرتكز على نهب ثروات الشعوب . واستبعادها بقوة السلاح و مدافع الأساطيل . ولقد تجلت بشاعة الاستعمار . واستغلاله في مصر حيث حول اقتصاد الدول لزراعة القطن لمصلحة مصانع النسيج في لانكشاير فسخر كل المرافق لخدمة هذه الغاية من ري و إقطاع و نظام قنانة ومؤسسات مالية و افتراضية ونظام الوسطاء .
في مثل هذا الجو في أوربا نمت وترعرعت الحركة الصهيونية على أسس عنصرية دينية و بدأت تخطيط استعمارها الاستيطاني كما حدث في جنوب إفريقيا و روديسيا و الجزائر و بلاد إفريقية أخرى ، واتجهت بأنظارها و جهدها للاستعمار الاستيطانيفي فلسطين . وكان من الطبيعي أن تبدأ المساومات و الضغط و مناورات شراء الضمائر في ضمائر الدول العثمانية المتداعية ، وبدأت بهجرات محدودة وبشكل سلمي ظاهرياُ إلى فلسطين في أوائل هذا القرن ، ولكن الصهيونية لم تتخذ وضعاً أو صفة رسمية إلا بعد حصولها على وعد بالفور سنة 1917 ، ما يثبت فكرة إقامة وطن صهيوني في فلسطين مرتبطة أساسياً بالتخطيط الاستعماري لخدمة أهداف الاستعمار و مصالحه في منطقة الوطن العربيالذي أمسى آنذاك قاب قوسين أو أدنى من قبضة القوى الاستعمارية و التي كانت قد بدأت بتقسيم المنطقة بينها سلفاً بمعاهدات سايكس بيكو السرية ،و الذي كان الاستيطان اليهودي في فلسطين جزءً مخططاً منه لخدمة أهداف الاستعمار و غاياته.
لم يكن الشعب العربي بجماهيره مستسلماً للاستعمار فبعد الحرب العالمية الأولى ، اشتعلت الانتفاضة و الثورات في مختلف أرجاء الوطن العربيفي العراق سنة 1920، في مصر سنة 1919 ، في سورياسنة1925، في ليبيا سنة 1932، في الجزائر، في المغرب ، في تونس في لبنان وفي فلسطين سنوات 1920، 1922، 1929، وسنة 1936 حينما شاركت جماهير الشعب الفلسطيني و تعاطفت الجماهير العربية في هذه الانتفاضة لتحويلها إلى ثورة اشتركت فيها معظم الجماهير ،غير أن أصابع الاستعمار الخفية عن طريق أعوانه أطفأت جذوة الثورة و أحبطت مسيرتها بمختلف الأساليب و الحجج و الوعود ، لمصلحة الاستعمار الذي كان مقبلاً على الحرب العالمية الثانية .
هذا و لم تتوقف موجات الهجرة و التسلل الصهيوني إلى فلسطين تحت حماية الاستعمار و رعايته ، وبأعداد كبيرة ضمن المخطط الاستعماري الكبير الهادف إلى توطين اليهود في قلب الوطن العربي و استعمال هذا الوطن المصنع لمصارعة حركة التقدم العربية الحتمية .
كانت الحركات العربية بالمواجهة ، تضيع بواسطة تحكم عناصر الرجعيةو الإقطاع و الزعامات القبلية و الإقليمية في مقدرات التحرك الوطني بحيث لم يتيح لهذه الانتفاضات و الثورات أن تحقق المدى المطلوب ، وكانت تحبط قبل أن تأخذ بتفاعلها الطبيعي مع الجماهير الذي سيؤدي إلى ضياع مصالح الطبقات المستغلة، إذ أن أي ثورة تتفاعل جماهيريا و تنطلق،ستصل حتمياً إلى أن تأخذ أبعاداً اجتماعية و بالتالي قسم الصراع الداخلي الناتج عن تناقض المصالح بين الطبقات المختلفة بما يؤثر بشكل أساسي على تماسك الموقف في مواجهة الاستعمار ، الذي يكتسب حلفاء جدد بحكم ترابط المصالح التي يقوم عليه الاستعمار و الرأسمالية . وفي كل ثورة أو تحركثوري تحاول القوى المستغلة و الاستعمارو قوى التقاليد الجامدة، أن تحد من حركة الثورة المضادة من الداخل . ولعل أخطر ما يواجه العمل العربي الآن، و العمل الفلسطيني بالذات ، أن هناك حركات مشبوهة تحكها قوى الثورة المضادة باسم العمل الوطني وقصر العمل على صيغ ضيقة ، لتسقط بواستطها شعارات النضال القومي العربي وتدوس بأقدامها أهداف الجماهير في الوحدة و الحرية ،الأهداف التي فشل الاستعمار في إزالتها ، وفشل سوء التطبيق و سوء العمل الذي ارتكب باسمها من بعض الفئات بإسقاطها كشعارات الثورة المضادة لتسقطها بأقلمة القضية الفلسطينية و بمرحلة النضال تحت شعار العمل الوطني و بالانفصام عن مسيرة التقدم العربية ، وبتفريغ العمل الثوري من محتواه الاجتماعي و العودة بأسلوب العمل إلى هلامية انتفاضات النصف الأول من هذا القرن والى أسلوب الزعامات الفردية المشابهة لزعامات المخاتير و العمد و الوجهاء ، و بالتالي تهجين المسيرة و تفريغ المحتوى الفكري لحركة المقاومة وتحويله أية المشابهة لزعامات المخاتير و العمد و الوجهاء ، و بالتالي تهجين المسيرة و تفريغ المحتوى الفكري لحركة المقاومة وتحويله إلى حركات آلية تضغط على الزناد دون وعي . تكاد تكون محترفة لهذا النوع من النضال دون امتداد أفقيو عامودي يترابط عضوياً و فكرياُ مع الجماهير و حركتها و أمانيها . لقد بقي العمل النضالي العربي قائماً على ردود الفعل الناتجة عن الأحداث ، دون أن يتواجد الناتج الأصيل الذي يسير بمنطلق حركة التاريخ و يستعد لها ، وضاع الفكر في الجدل بين الفكر المرتبط بالماضيو الواقع الاجتماعي ، وبين أفخاخ الإصلاحية و الليبرالية ، ثم بينه وبين التقدمية الهادفة لمصلحة الأغلبية المتمثلة بالطبقات الكادحة الفقيرة المستغلة .
لم تكن في التاريخ العربي الحديث ، الثورات الناجمة تنفيذاُ أو مرحلياً إلا تلك التي ارتكزت وقامت على أكتاف جماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بالثورة مثل مرحلة الكفاح المسلح ، بالجزائر و الجنوب العربي .
لقد تخلصت معظم أقطار الوطن العربي بشكل أو بآخر من نير الاستعمار المباشر إلا أن امتيازات الاستعمار الجديد و نفوذه ، لاتزال تخيم على الوطن العربي تهدده وتتحداه وتؤثر به .
أولاً : عن طريق ما تركه الاستعمار من آثار بصماته البشعة بتقسيمه الوطن العربي إلى أجزاء متفرقة ، مثيراً بينها عوامل التشكيك و الفرقة المصطنعة و الإقليمية العمياء الهادفة لحماية مصالح القلة المستغلة كي يبقي الأمة العربية مفككة ، ويحرمها من القوة ، متحدة متراصة كالبنيان المرصوص ، فتسهل السيطرة عليها ، وابتزاز خيراتها ونهب ثرواتها ، وابقائها على تخلفها و تقسيمها ، مستعيناً باصطحاب المصلحة الفردية الاستغلاليين الذين ترتبط مصالحهم و مصالح طبقتهم مع الاستعمار و بوجود نفوذه.
ثانياُ:عن طريق زرعه لجيب سرطاني صهيوني عنصري خبيث في قلب الوطن العربي ، احتل أرض فلسطين بعد أن شرد أهلها ، ويسعى للامتداد و التوسع مهدداُ بذلك الوجود العربي و حركة التحرر و التقدم العربية .
إن الوحدة العربية ، طريق التكامل و النصر ، وبدايتها الوحدة الوطنية بين أطراف العمل النضالي المكافحة و جماهير الشعب ، إن الصهيونية العنصرية ، أداة من الأدوات التي ساعدت الاستعمار على خلقها ليستعملها مخلباُ من الهجوم على مسيرة التقدم العربية ، وعقبة في طريق التحرر من النفوذ و الاستغلال ، مستعيناُ بها في تثبيت مصالحه و امتيازاته ونفوذه و طبيعي أن لا يقتصر الاستعمار على أداة واحدة بل يستعملها الأدوات العديدة لضرب الحرية و القوى الساعية إليها ، ولذلك فإن هذه القوى أياُ كانت ، التي تقاوم الثورة العربية و تمنع النضال من أجل الحرية و المساواة ، إنما هي أدوات أخرى بيد الاستعمار تشكل عنصر من عناصر الثورة المضادة .
و الشعب الفلسطيني كمسؤول أول عن قضيته ، وكجزء من ثورة أمته ملزم بالثورة المسلحة وتمنع النضال من أجل الحرية و المساواة ، إنما هي أدوات أخرى بيد الاستعمار تشكل عنصراً من عناصر الثورة المضادة .
و الشعب الفلسطيني كمسؤول أول عنقضيته ، كجزء من ثورة أمته ملزم بالثورة المسلحة على الاحتلال و القهر ، ملتزم بالثورة المسلحة من مواقعه المختلفة ، واجب أول عليه أن يشعل الثورة ، و أن يزيد صرامتها ضراوة ليحرق لهيبها الاحتلال الغاصب ، و الاستعمار الناهب ، وليحرر أرضه و من يعيشون عليها .
و هذا الميثاق ، يطرح هنا على الجماهير العربية ظهيرة الثورة و مالكتها ، و الجماهير الفلسطينية مادة الثورة و صاحبة الفعل الأول فيها ، وعلى كل الثوار و المناضلين الشرفاء ، ليكون منطلقاً يمكن البدء من خلاله لمحاولة الوصول إلى لقاء حقيقي بين العاملين و المخلصين ، و الثوار الحقيقيين ، وخاصة أن القضية الفلسطينية في وضعها الحاضر ، أصبحت قضية وجود أو لا وجود بالنسبة للأمة العربية كلها .
إن هذا الميثاق ، أساس تلتزم به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكنه من صنع الإنسان و ليخدم إنسانيته ، وقد وضع دليلاً ومرشداً و معبراً عن طريقه ، ولكنه لم يضع قيداً محدداً ، أو سلسلة من الحلقات تربط قدرة الجبهة عن التحرك متقيداً بحرفيته و ألفاظه ، فهو قابل للتطويرو التطوير ليكون مواكباً لحركة النضال ، قادراً على سد الحاجات التي وضع من اجلها .
من الميثاق:
–الثورة الفلسطينية جزء عضوي من الثورة العربية مرتبطاً مصيراً بها .
-الثورة الفلسطينية تهدف تحرير الأرض و الإنسان.
-الثورة الفلسطينية تقوم على أكتاف المصلحة الحقيقية بها .
-قضية الثورة واحدة ...
-الثورة العربية الفلسطينية منطلق الثورة العربية الشاملة على الاستعمار و الاستغلال و التجزئة.
[/center]
الباب الثاني
القضية الفلسطينية عربياً
المادة الأولى :
إن الشعب العربي في كل مكان ، وفي مقدمته الفلسطينيون ، يرى أن الثورة المسلحة على العدوان و الاحتلال الصهيوني للأرض العربية و على تحدي الاستعمار الذي يكرس هذا الاحتلال و العدوان ، وهي طريقه الوحيد وهي حق مقدس وطبيعي له ، وليس لأحد أن يسلبه هذا الحق أو يمنعه عن مزاولته إلا إذا كان مناصراً للعدوان أو معادياً لهذا الحق وداعياً للاستسلام .
المادة الثانية :
إن قضية فلسطين قضية قومية عربية ، وإن الثورة الفلسطينية مرتبطة ارتباطاً عضوياً ومصيريا بالثورة العربية وتشكل عضواً أساسياً من عناصرها وجزءً منها لا يمكن فصله عن صلب الثورة العربية ضد الإمبريالية و الاستعمار الذي تشكل إسرائيل رأس جسر و مخلباً لها في الوطن العربي .
المادة الثالثة
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنظيم ليس له انتماء إلا القضية العربية التي يأتي في طليعتها تحرير فلسطين . لذلك فإن الجبهة الشعبية تستمد طاقتها ، وقدرتها المادية و البشرية و المعنوية من جماهير الشعب العربي . وتعتبر نفسها ملتزمة أمام هذه الجماهير وحدها ، منها تستمد العونو أمامها تحمل المسؤولية .
المادة الرابعة :
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وهي تسير في طريق الثورة المسلحة، لتعمل بالتناسق و التعاون مع جميع القوى و الأنظمة في الوطن العربي التي تعتمد هذا الطريق خطاً لها تترجمه واقعياً و تحتذيه ، مستهدفة تحرير الوطن المحتل . والجبهة في سبيل ذلك تعتمد ، بالإضافة إلى الأسلحة الميدانية أسس ثلاث هي:
1-وعي قائم على اقتناع علمي نابع من فكر مستنير وناتج عن مناقشة حرة تمردت علىسياط التعصب و الإرهاب .
2-حركة سريعة طليقة تستجيب للظروف المتغيرة التي يجابهها النضال العربي على أن تظل ملتزمة بأهداف النضال و بمثله الأخلاقية .
3-وضوح في رؤية الأهداف و متابعتها باستمرار . وتجنب الانسياق الانفعالي إلى الدروب الفرعية التي تبتعد بالثورة عن طريقها وتهدد جزءً كبيراً من طاقتها .
المادة الخامسة :
إن الجبهة لشعبية لتحرير فلسطين تؤمن أ ن العدو الصهيوني هو عدو للثورة العربية أينما وجد ، ولذلك فهي تقاتله في كل ارض عربية يحتلها و في كل مكان يتواجد فيه سواء في فلسطين أو في سيناء أو في الجولان أو في أي بقعة أخرى .
الباب الثالث
الجبهة الشعبية هويتها علاقته بالجماهير
المادة السادسة :
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن إيماناُ راسخاً إن الثورة التي تعمل من أجلها ، هدفها تحرير الوطن من المحتل الغاصب و تحرير المواطن من قيود الاستغلال و ذلك بإقامة عدالة اجتماعية مرتكزها الكفاية و العدل ، وتدرك الجبهة أن قوى الثورة المضادة و إن تعاطفت بحدود ضئيلة مع قضية الثورة الفلسطينية ، فإنما تفعل ذلك مرحلياً و بقصد السيطرة على الثورة وتسييرها لخدمة مصالحها الفردية ، وهذه المصالح التي إن قوى الثورة المضادة و إن تعاطفت بحدود ضئيلة مع قضية الثورة الفلسطينية ، فإنما تفعل ذلك مرحلياً و بقصد السيطرة على الثورة و تسييرها لخدمة مصالحها الفردية ، هذه المصالح التي تعرضت للضياع تدفع بأصحابها إلى ربط مسيرتهم بخط الثورة المضادة وذلك باسم العمل الوطني المجرد من المحتوى الاجتماعي و الذي يرتكز على القوى الإمبريالية و الاستعمارية المستغلة .
المادة السابعة :
لما كانت الثورة تقوم على أكتاف أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة ، وهي عناصر قوى الشعب من عمال و فلاحين ومثقفين ثوريين وبرجوازين وطنيين مؤمنين بالعدالة الاجتماعية و منسلخين عن صفوفهم القوى المستغلة و أذنابها التي يعيشون على فتاتها ، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تكرس نفسها تنظيماً جماهرياً مستقلاً يرتكز أولاً على انفتاحه الكامل لكل تلك العناصر الشريفة العربية المناضلة ، وليس تنظيماً مغلقاً متقوقعاً على نفسه . وثانياُ عدم ارتباطه بأي حزب أو حركة سياسية أخرى ، ولا يقبل عضويته أي عضو أو عنصر ملتزم مع أي حزب أو حركة أو تنظيم آخر ، ولكنه يقبل انضمام أي عنصر يلتزم فقط بمبادئ الجبهة و يتقيد بأنظمتها و يخلص لقضية الثورة من خلال إخلاصه لمبادئ الجبهة و سلوكياتها .
المادة الثامنة :
تؤمن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن وحدة العمل العربي نحت هدف الثورة ضد الاحتلال و القوى المساندة له ، إنما هي أساس في طريق التحرير . كما تؤمن أن وحدة النضال و الكفاح المسلح الفلسطيني عنصر هام في اختصار هدف النصر لهدف التحرر . لذلك فهي تسعى جادة ومؤمنة لتوحيد أهمل بين المنظمات الفدائية الحقيقية العاملة على أسس و مبادئ واضحة لخدمة هدف تحري الأرض و الإنسان و تؤمن الجبهة إن الغاية من ذلك هي تحقيق وحدة العمل الفدائي أو تنسيقه على أرض القتال و بين المقاتلين و المناضلين و الثوار الشرفاء.
المادة التاسعة :
إن دعم الثورة الفلسطينية حق وواجب على كل فلسطين و عربي شريف . وأن على الشعب الفلسطيني أن يتحمل ضمن قدراته ومن مواقعه المختلفة واجب الدعم الأول بشرياُ و معنوياُ و مادياً . وأن على الشعب العربي أن يؤازر و يدعم بكل طاقاته الممكنة الثورة المسلحة في فلسطين ، و أن كل عناصر الجبهة الشعبية ، وكل الثوار و الشرفاء و المناضلين الحقيقيين ، و القوى الشعبية أن تراقب مسيرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وأن تتفاعل معها لتصعيد خطى الثورة ، ولتقوم خط سيرها إذا احتاجت لذلك .
المادة العاشرة :
تؤمن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بأنها تنظيم يقوم على جماعية القيادة كتأكيد الديمقراطية على المستويات ، وكضمان للاستمرار الدائم المتجدد ، وكتأكيد لرفض نزعات السيطرة الفردية ، وعاصم من جموح الفرد . وعلى هذا فإن السلطة العليا بالجبهة هي الجهة المكلفة بالمسؤولية جماعياً أمام مؤتمرات الجبهة .
المادة الحادية عشر:
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن أن قيمة العمل الفدائي تزداد بمقدار ارتباطه و نشاطه وتفاعله في أرض الوطن المحتل بحيث تكون جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة العماد الحقيقي للثورة و حتى نتمكن من ضرب العدو في أعماقه وأحشائه.
المادة الثاني عشر :
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن أن السلوك النضالي الشريف أساس من أسس العمل الثوري ، ولذلك فإن عناصرها تلتزم المسؤولية الأخلاقية في سلوكها وتترابط هذه العناصر برباط أخوة النضال و انضباطية الثوار . وتلتزم الجبهة الشعبية الصدق أمام الجماهير ببياناتهو منجزاتها . كما يلتزم أعضاؤها بالتضحية و الإخلاص في خدمة قضية الثورة ، ويتعاهدون على التحلي بأخلاق العربي الكريمة الجديرة بكل مناضل و مقاتل شريف.
الباب الرابع
عام
المادة الثالثة عشر :
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحترم القوانين و الأنظمة الموضوعة في كل قطر عربي تتواجد فيه طالما أن هذه القوانين و الأنظمة تحترم حق الشعب الفلسطيني في الثورة على الاحتلال و طالما كانت هذه القوانين لا تتعارض و تمكن الجبهة من القيام بنضالها ضد العدو المحتل بالكفاح المسلح . وتعتبر الجبهة الشعبية أي حكم أو نضال أو جهة تحد من قدرتها على أداء مهمة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الصهيوني أو تحاول منعها من أدائه ، إنما تشكل ظهيراً للاحتلال و تضعها الجبهة في مصاف أعداء الثورة .
المادة الرابعة عشر:
إن الثورة العربية الفلسطينية التي تستهدف الأرض و الإنسان ، تواجه تحالفاً إمبريالياً صهيونياً استيطانياً ، لذلك فهي ترتبط بحركات التحرر في العالم ، وتعتبر أن قضية الحرية واحدة و أن العدو المشترك لهذه العملية واحدة ، هو الاستعمار القوى المرتبطة به في العالم أجمع . وتؤمن الجبهة أن كرامة الإنسان حق مشروع ، وأن أوطان الشعوب المحتلة أو المسلوبة حق مشروع لها أن تقاتل من اجل استعادتها و تحريرها.
المادة خامسة عشر :إن حرية المعتقدات الدينية و الروحية حق مقدس لكل إنسان و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن بالله و برسالته ، وترفض و تشجب أي استغلال الدين بأي شكل من الأشكال أو استعماله ستاراً لأي تحركات سياسية .
كانون ثاني 1969