السُكرُ في كَنَفِ الحَبيبِ عِبادةٌ

عَيْنيكِ بحرٌ والجُفونُ شواطئٌ عينك لُغزٌ حَولَها أسرارُ
عينيك بحر من الشعر يلهمني عينيك قافية يسمو بها الشُعارُ
عينيك تاريخ البلاد ورسمها عينيك مجد يرنو له الثوارُ
تزدان عينك بالكرامة هيبة وكأنها موج عتيٍ ما همه بَحّارُ
في قلب عينيها جب يوسف إذ غدا بحرا وقبرا وقصرا يزينه الوقارُ
في مهد عينك نطق المسيح كأنه أعجوبة الموتى إذا نطق الجدارُ
في وصف عينيها تموت قبائل ويقاتل الفرسان بعضَهمُ لأيهم القرارُ
فالعينُ عينك والبحور بلادنا والرأي رأيك والطريق يُدارُ
إن كانت الرؤيا لعينك حرمت فلقد حرمت الناس أجرا لا يماثله الفخارُ
فعينك اليمنى تضيء كنجمة تخفي ضياء الشمس إذ يجللها نهارُ
وعينك اليسرى سفينة غارق و ابتسامة عاشق ليس يخفيها الخمارُ
ففي عينيك أسياف تسل كأنها الموت المحدق في الورى والورى أحجارُ
فسواد عينك مثل مرآة محدبة تروي حكاية فارس يعذبه الفِرارُ
ودموع عينك مثل برق وامض أنار دربا كما الظلام يُنارُ
رموش عينيك أهداب معلقة كجسر بابل إذ نطق الزمانُ يَحارُ
عينيك ورد والورود كأنها الثمر الوحيد إذ الورود ثمارُ
ما بين عينيك رسم بت أحفظه فالله راسمه والرسم للعالمين منارُ
عينيك نقش بأحجار مُكَرَمَةٍ ولولا أنَّه كفر لكان لعينيكِ المزارُ