منتديات بيت عنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى العناني
 
الرئيسيةالاستقبالالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلاً وسهلاً بك يا زائر ،منوّر منتديات بيت عنان البيت بيتك

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
»  برج العذراء اليوم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 05:50 pm من طرف امل حسون

»  تسنيم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 05:24 pm من طرف امل حسون

»  برج الميزان اليوم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 05:16 pm من طرف امل حسون

» برج الجدي اليوم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 12:22 pm من طرف امل حسون

»  تهنئة عيد الأضحى رسمية بالاسم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 12:05 pm من طرف امل حسون

»  عبارات تخرج قصيرة
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 11:55 am من طرف امل حسون

»  معايدة لزوجي بعيد الاب
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 11:42 am من طرف امل حسون

»  تهنئة التخرج
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime06/05/24, 11:33 am من طرف امل حسون

» كلمات لزوجي في عيد الأب
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 10:52 pm من طرف امل حسون

»  المذيع عادل عيدان
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 01:19 pm من طرف امل حسون

»  زوجة أحمد حسن كوكا
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 01:07 pm من طرف امل حسون

»  طلاق هنا الزاهد
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 12:46 pm من طرف امل حسون

» نواعم
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 12:26 pm من طرف امل حسون

»  النافع
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime04/05/24, 09:35 am من طرف امل حسون

»  بهارات المندي
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime03/05/24, 11:17 pm من طرف امل حسون

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
امل حسون
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_vote_rcapمقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_voting_barمقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_vote_lcap 
شهداء بيت عنان
أسرى بيت عنان

.: عداد زوار المنتدى تم تركيبه في 1\1\2016


 

 مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
wesroa
عناني أمير
               عناني أمير
wesroa


تاريخ التسجيل : 28/03/2010
عدد المساهمات : 1342
الجنس : ذكر
العمر : 54
الموقع : السويد
العمل/الترفيه : بلا عمل
المزاج : حسب
نقاط : 54896
وسام التميز على لوحة الشرف وسام العضو المميز
أحترام قوانين المنتدى : مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان 111010

مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان   مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime17/12/10, 04:47 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
في
الإسلام ، فضلاً عن العقائد التي تعد أساس الدين ، عبادات تنظم علاقة
الإنسان بربه ، ومعاملات تنظم علاقة الإنسان بأخيه ، وإذا صحت العبادات
ارتقت المعاملات ، وكان ارتقاء المعاملات مؤشراً على صحة العبادات ،
والعبادات تهدف أول ما تهدف إلى السمو بالإنسان نفساً وقولاً وعملاً ، عن
طريق إحكام الصلة بالله رب العالمين ، والاهتداء بهديه ، والتنعم بقربه ،
والتقلب في رحمته ، والارتشاف من عذب شرابه ، وقطف ثمار فضله ، ومن هذا
المنطلق شُرعت العبادات الشعائرية ، كالصلاة والصيام والحج .
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، وهو
عبادة مالية ، بدنية شعائرية ، وهو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار ،
ينتقل فيها المسلم ببدنه ، وقلبه إلى البلد الأمين الذي أقسم الله به ، في
القرآن الكريم ليقف في عرفات ، وليطَّوَّف ببيت الله الحرام ، الذي جعله
الإسلام رمزاً لتوحيد الله ، ووحدة المسلمين ، ففرض على المسلم أن يستقبله
كل يوم خمس مرات في صلواته ، قال تعالى :

" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ "

[سورة البقرة الآية : 144]
ثم فرض عليه أن يتوجه إليه بشخصه ، ويطوف به بنفسه في العمر مرة واحدة .
إن هذا البيت العتيق هو أول بيت وُضع للناس ،
هو أول بيت أُقيم في الأرض لعبادة الله، ومجدِّدُ بنائه الخليل إبراهيم
وولده الذبيح إسماعيل ، وهما الرسولان الكريمان اللذان جعل الله من ذريتهما
هذه الأمة المسلمة ، واستجاب دعوتهما الخالصة ، وهما يُشيدان هذا البناء
العتيد ، قال تعالى :

" أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ،
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "

[سورة البقرة الآية : 127]
قال صلى الله عليه وسلم :

((أنا دعوة إبراهيم وبُشرى عيسى ابن مريم))

[ابن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر]
والحج برهان عملي يقدمه المؤمن لربه ولنفسه ،
على أن تلبية دعوة الله بدافع محبته وابتغاء رضوانه ـ أفضل عنده من ماله ،
وأهله ، وولده ، وعمله ، ودياره ، ومما تتميز به هذه العبادة أنها تحتاج
إلى تفرغ تام ، فلا تؤدى إلا في بيت الله الحرام .
إذاً لا بد من مغادرة الأوطان ، وترك الأهل ،
والخلان ، وتحمُّل مشاقِّ السفر ، والتعرض لأخطاره ، وإنفاق المال في سبيل
رضوانه ، وإذا صح أن ثمن هذه العبادة باهظ التكاليف فإنه يصحُّ أيضاً أن
ثمرة هذه العبادة باهرة النتائج ، حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما
رواه البخاري ومسلم :

((من حجَّ فلم يرْفُثْ ولم يفْسُقْ رَجَعَ من ذنوبه كيومَ ولدته أمه))

[رواه البخاري 1449 ، ومسلم 1350]
وقال أيضاً :

((الحج يهدم ما قبله))
و

((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))
و

((الحجاج والعُمَّار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم))
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :

((تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب))

[رواه الترمذي والإمام أحمد عن ابن مسعود ]
و

((أن النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله))
يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام ، ويُخلِّف
في بلدته هموم المعاش والرزق ، هموم العمل والكسب ، هموم الزوجة والولد ،
وهموم الحاضر والمستقبل ، وبعد أن يُحرم من الميقات يبتعد عن الدنيا كلياً ،
ويتجرَّد إلى الله عز وجل ويقول :" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك
لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " .
هذه التلبية كأنها استجابة لنداء ودعوة يقعان
في قلبه ، أن يا عبدي خلِّ نفسك وتعال ، تعال يا عبدي ، لأريحك من هموم
كالجبال ، تجثم على صدرك ، تعال يا عبدي لأطهرك من شهوات تُنغِّص حياتك .
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمته مسؤول ؟
تعالَ يا عبدي ، وذق طعم محبتي .. تعال يا عبدي ، وذق حلاوة مناجاتي .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " .
تعال يا عبدي لأريك من آياتي الباهرات ،
تعالى لأريك ملكوت الأرض والسماوات ، تعالى لأضيء جوانحك بنوري الذي أشرقت
به الظلمات ، تعال لأعمر قلبك بسكينة عزت على أهل الأرض والسماوات تعال
لأملأ نفسك غنىً ورضىً شقيتْ بفقدهما نفوس كثيرة ، تعال لأخرجك من وحول
الشهوات إلى جنات القربات ، تعال لأنقذك من وحشة البعد إلى أُنس القرب ،
تعال لأخلصك من رُعب الشرك وذل النفاق إلى طمأنينة التوحيد وعز الطاعة .
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " .
تعال يا عبدي لأنقلك من دنياك المحدودة ،
وعملك الرتيب ، وهمومك الطاحنة إلى آفاق معرفتي ، وشرف ذكري ، وجنة قربي ،
تعال يا عبدي وحُطَّ همومك ومتاعبك ، ومخاوفك عندي ، فأنا أضمن لك زوالها ،
تعال يا عبدي واذكر حاجاتك ، وأنت تدعوني فأنا أضمن لك قضاءها " ، إن
بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوارها هم عُمارها ، فطوبى لعبد تطهَّر في
بيته ثم زارني ، وحقَّ على المزور أن يكرم الزائر " ..
فكيف يكون إكرامي لك إذا قطعت المسافات ،
وتجشمت المشقات ، وتحملت النفقات ، وزرتني في بيتي الحرام ، ووقفت بعرفة
تدعوني ، وتسترضيني .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد ، والنعمة لك ، والملك ، لا شريك لك".
تعال يا عبدي ، وزرني في بيتي ، لتنزاح عنك الهام ، ولتعاين الحقائق ولتستعد للقاء ، فـ

((إن عبداً أصححتُ له جسمه ، ووسَّعت عليه في المعيشة ، فمضت عليه خمس أعوام ، لم يفد إليَّ لمحروم))
تعال يا عبدي ، وطُف حول الكعبة طواف المحب
حول محبوبه ، واسعَ بين الصفا والمروة سعي المشتاق لمطلوبه ، تعال يا عبدي ،
وقبِّل الحجر الأسود ، يميني في الأرض ، واذرُف الدمع على ما فات من عمر
ضيعته في غير ما خُلقت له ، وعاهدني على ترك المعاصي والمخالفات على
الإقبال على الطاعات والقربات ، " وكن لي كما أُريد لأكن لك كما تريد " كن
لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ، فإذا سلَّمت لي فيما أريد كفيتك ما
تريد ، وإن لم تُسلِّم لي فيما أُريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما
أريد خلقت لك ما في الكون من أجلك فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ،
فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عما افترضته عليك .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " .
تعال يا عبدي إلى عرفات ، يوم عرفة فهو يوم
اللقاء الأكبر ، تعالى لتتعرض لنفحة من نفحاتي تطهر قلبك من كل درن وشهوة ،
وتُصفي نفسك من كل شائبة وهم هذه النفحات تملأ قلبك سعادة وطمأنينة ،
وتشيع في نفسك سعادة لو وُزِّعت على أهل بلد لكفتهم ، عندئذ لا تندم إلا
على ساعة أمضيتها في قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال .
تعال لعرفات يوم عرفة ، لتعرف أنك المخلوق
الأول من بين كل المخلوقات ، ولك وحدك سخرت الأرض والسماوات ، وأنك حُمِّلت
الأمانة التي أشفقت منها الجبال والأرض والسماوات ، وأني جئت بك إلى
الدنيا لتعرفني ، وتعمل عملاً صالحاً يؤهلك لجنة الخلد ، تعال إلى عرفات
يوم عرفة ، لتعرف أن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ،
وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر ، وأنك إن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فُتُّك
فاتك كلُّ شيء.
وبعد أن يذوق المؤمن في عرفات ، من خلال
دعائه ، وإقباله ، واتصاله ، روعة اللقاء ، وحلاوة المناجاة ، ينغمس في لذة
القرب ، عندئذ تصغر الدنيا في عينيه ، وتنتقل من قلبه إلى يديه ، ويصبح
أكبر همه الآخرة فيسعى إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وقد يُكشف للحاج في
عرفات أن كل شيء ساقه الله له مما يكرهه ، هو محض عدل ، ومحض فضل ، ومحض
رحمة ، ويتحقق من قوله تعالى :

" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ "

[سورة البقرة : الآية : 216]
وبعد أن يفيض الحاجُّ من عرفات ، وقد حصلت له
المعرفة واستنار قلبه ، وصحت رؤيته يرى أن السعادة كلها في طاعة الله ،
وأن الشقاء كله في معصيته عندئذ يرى عداوة الشيطان، وكيف أنه يَعِدُ
أولياءه بالفقر إذا أنفقوا ، ويخوفهم مما سوى الله ، إذا أنابوا وتابوا ،
ويعدهم ، ويمنيهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، قال تعالى :

" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ
اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا
كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ
فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا
بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "

[سورة إبراهيم الآية : 22]
عندئذ يُعبِّر الحاج عن عداوته للشيطان
تعبيراً رمزياً برمي الجمار ، ليكون الرمي تعبيراً مادياً ، وعهداً موثقاً
في عداوة الشيطان ، ورفضاً لوساوسه وخطراته .
يقول الإمام الغزالي : " اعلم أنك في الظاهر
ترمي الحصى في العقبة ، وفي الحقيقة ترمي بها وجه الشيطان ، وتقصم ظهره ،
ولا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله تعالى " .
وحينما يتجه الحاج لسوق الهدي ، ونحر الأضاحي
، وكأن الهدي هدية إلى الله تعبيراً عن شكره لله على نعمة الهدى ، التي هي
أثمن نعمة على الإطلاق ، وكأن ذبح الأضحية ذبح لكل شهوة ، ورغبة لا تُرضي
الله ، وتضحية بكل غالٍ ورخيص ، ونفس ونفيس في سبيل مرضاة رب العالمين ،
قال تعالى :

" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ "

[سورة الحج الآية : 37]
ثم يكون طواف الإفاضة تثبيتاً لهذه الحقائق ،
وتلك المشاعر ، ثم يطوف طواف الوداع لينطلق منه إلى بلده إنساناً آخر
استنار قلبه بحقائق الإيمان ، وأشرقت نفسه بأنوار القرب ، وعقد العزم على
تحقيق ما عاهد الله عليه ، وإذا صحَّ أن الحج رحلة إلى الله ، فإنه يصحُّ
أيضاً أنه الرحلة قبل الأخيرة ، لتجعل الرحلة الأخيرة مُفضية إلى جنة عرضها
السماوات والأرض .
وبعد أن ينتهي الحجاج من مناسك الحج يتجهون
إلى المدينة المنورة ، التي هي من أحب بلاد الله إلى الله ، يتجهون إليها
لزيارة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي " .

[رواه البيهقي بلفظ " كمن زارني في حاتي " وضعفه وقال :
إن طرقه كلها لينة لكن يقوي بعضها بعضاً ، وانظر الفوائد المجموعة للشوكاني
ص131]
وقد عُلِّقت في مكان بارز من الحجرة الشريفة الآية الكريمة :

" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا
اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا "

[سورة النساء الآية : 64]
وقد أشار القرطبي إلى أن الآية تصدق على
زيارة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته ، وليس هذا لغير النبي
صلى الله عليه وسلم .
وقد أورد القاسمي في تفسيره أن في هذه الآية
تنويهاً بشأن النبي صلوات الله وسلامه عليه ، فالرجل حينما يظلم نفسه
بمعصية ربه ، من خلال خروجه عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن
يستغفر الله ، وأن يعتذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تتم التوبة
إلى الله ، ولا تُقبل إلا إذا ضمَّ إلى استغفار الله استغفار رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عين طاعة الله ،
ورفض سنة النبي صلى الله عليه وسلم عين معصية الله وإرضاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم هو عين إرضاء الله ، يستنبط هذا من إفراد الضمير في قوله
تعالى عند كلمة يرضوه :

" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ "

[سورة التوبة الآية : 62]
هكذا بضمير المفرد .
ولا أدل على ذلك من قول الله تعالى :

" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا "

[سورة النساء الآية : 80]
ومن قوله تعالى :

" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ "

[سورة آل عمران الآية : 31]
ولعل سرَّ السعادة التي تغمر قلب المسلم
حينما يزور مقام النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما إن يرى معالم المدينة حتى
يزداد خفقان قلبه ، وما إن يبصر الروضة الشريفة حتى يجهش بالبكاء ، وعندئذ
تُصبح نفس الزائر صافية من كل كدر ، نقية من كل شائبة ، سليمة من كل عيب ،
منتشية بحبها له صلى الله عليه وسلم وقُربها منه ، وهذه حقيقة الشفاعة
التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "من جاءني زائراً ، لم
تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة "
.

[رواه ابن خزيمة في صحيحه والبزار والدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما ]
وإذا شئت الدليل القرآني على ما يشعر به
المسلم من سكينة وسعادة حينما يتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو أو
بآخر ، فهو قوله تعالى :

" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

[سورة التوبة الآية : 103]
وقال الرازي في تفسيره : إن روح محمد صلى
الله عليه وسلم كانت روحاً قوية صافية مشرقة باهرة لشدة قربه من الله ،
ولأن قلبه الشريف مهبط لتجليات الله جل وعلا ، فإذا ذكر أصحابه بالخير
والود ، أو ذكره المؤمنون بالحب والتقدير فاضت آثار من وقته الروحانية على
أرواحهم ، فأشرقت بهذا السبب نفوسهم ، وصفت سرائرهم ، وهذه المعاني تفسر
قوله تعالى :

" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا "

[سورة الأحزاب الآية : 56]
رُوي أن بلالاً رضي الله عنه سافر إلى الشام ،
وطال به المقام ، بعد وفاة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، ولقد رأى وهو
في منامه وهو بالشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : " ما هذه
الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورني " ؟ فانتبه حزيناً ، وركب راحلته ،
وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده كثيراً .
فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما وجعل
يضمهما ، ويقبلهما فقالا : نشتهي أن نسمع أذانك ، الذي كنت تؤذن به لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأصرّا عليه ، فصعد وعلا سطح المسجد ، ووقف
موقفه الذي كان يقفه .
ولما بدأ بقوله : الله أكبر .. وتذكر أهل
المدينة عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجَّت المدينة ، وخرج المسلمون
من بيوتهم فما رأيت يوماً أكثر باكياً وباكيةً في المدينة بعد وفاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم .
لقد صدق أبو سفيان رضي الله عنهم حينما قال :
ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً .. وهذه الحقيقة ينبغي أن
تنسحب على كل مؤمن إلى يوم القيامة ، يقول صلى الله عليه وسلم :

((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين))

[رواه البخاري ومسلم44]
لقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع خطبة جامعة مانعة تضمنت مبادئ إنسانية سيقت في كلمات سهلة سائغة ،
كيف لا وقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ، فلقد استوعبت هذه
الخطبة جملة من الحقائق التي يحتاجها العالم الشارد المعذب ليرشد ويسعد ،
قال تعالى :

" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ
عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ
فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى "

[سورة طه الآية : 123]
إن الله جل وعلا ربى محمداً صلى الله عليه
وسلم ليُربي به العرب ، وربى العرب بمحمد صلى الله عليه وسلم ليُربي بهم
الناس أجمعين ، قال تعالى :

" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ
اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ
أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي
هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا
بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "

[سورة الحج الآية : 78]

فمن المبادئ التي انطوت عليها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :
1ـ الإنسانية متساوية القيمة في أي إهاب تبرز ، على أية حالة تكون وفوق أي مستوى تتربع ..

" أيها الناس ، إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم ، وآدم من تراب
، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى ، ألا
هل بلَّغت ؟ اللهم فاشهد "

[من خطبة الوداع راجع شرح النووي على صحيح مسلم 8/182-184 ، والبداية والنهاية لابن كثير 172-174 ]
2 ـ النفس الإنسانية ما لم تكن مؤمنة بربها
مؤمنة بوعده ووعيده مؤمنة بأنه يعلم سرَّها وجهرها ، لأن النفس الإنسانية
تدور حول أثرتها ، ولا تُبالي بشيء في سبيل غايتها ، فربما بنــت مجدها على
أنقاض الآخرين ، وبنت غناها على فقرهم ، وبنت غزها على ذلهم ، بل ربما بنت
حياتها على موتهم ، لذلك قال الرسول الكريم في حجة الوداع :

((أيها الناس إن دماءكم وأموالكم ، وأعراضكم عليكم
حرام إلى أن تلقوا ربكم إنما المؤمنون إخوة ، لا يحل لامرئ مالُ أخيه إلا
عن طيب نفس منه ، وإنكم ستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا هل بلغت ؟
اللهم فاشهد))
3 ـ والمال قوام الحياة ، وينبغي أن يكون
مُتداولاً بين كل الناس ، وأنه إذا ولد المالُ المال من دون جهد حقيقي يسهم
في عمارة الأرض وإغناء الحياة ، تجمَّع في أيدٍ قليلة ، وحُرمت منه الكثرة
الكثيرة ، عندها تضطرب الحياة ، ويظهر الحقد ، ويُلجأ إلى العنف ، ولا يلد
العنف إلا العنف ، والربا يسهم بشكل أو بآخر في هذه النتائج المأساوية
التي تعود على المجتمع البشري بالويلات ، لهذا قال المصطفى صلى الله عليه
وسلم في خطبة الوداع :

((ألا وإن كل رباً في الجاهلية موضوع ، وإن لكم
رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون ، قضى الله أن لا رباً وأول رباً أبدأ
فيه - أي أسقطه - ربا عمي العباس بن عبد المطلب))
4 ـ النساء شقائق الرجال ، ولأن المرأة
مساوية للرجل تماماً من حيث إنها مكلفة كالرجل بالعقائد والعبادات
والمعاملات ، والأخلاق ومساوية له من حيث استحقاقُها الثواب والعقاب ،
وأنها مساوية له تماماً في التشريف والتكريم ، لهذا قال صلى الله عليه وسلم
في خطبة حجة الوداع :

((اتقوا الله بالنساء واستوصوا بهن خيراً ، ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ...))
ثم يُتابع خطبته فيقول :

((أيها الناس لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم
رقاب بعض ، أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يُعبد في أرضكم هذه ، ولكنه
رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونـه من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم ،
وقد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلـن تضلوا أبداً ، أمراً بيناً : كتاب
الله وسنة نبيه ، وإنكم ستسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد
بلغت ، وأديت ، ونصحت فجعل يُشير بإصبعه المسبحة إلى السماء ثم إلى الناس
وهو يقول : اللهم اشهد ، اللهم اشهد))والحمد لله رب العالمين









مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان Pdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دولة جنين
عناني أمير
               عناني أمير
دولة جنين


تاريخ التسجيل : 09/10/2010
عدد المساهمات : 6229
الجنس : انثى
العمر : 28
الموقع : jordan
العمل/الترفيه : Student
المزاج : good good
نقاط : 58701
وسام التميز على لوحة الشرف .
أحترام قوانين المنتدى : مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان 111010

مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان   مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime17/12/10, 06:19 pm

يسلموا يا خالي المميز
وجزاك الله كل خيرر
وشكرا على المعلومات القيمة
وجعلها في ميزان حسناتك
ربي يديمك


المينا ب يــــــــــــافا مشتاقلي
سوارك عكا تشهدلي
جبال الكرمل تندهلي عودي يـــــــــــــــــــــا أغلى حبيـــــــــــــب
♥️ ♥️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
wesroa
عناني أمير
               عناني أمير
wesroa


تاريخ التسجيل : 28/03/2010
عدد المساهمات : 1342
الجنس : ذكر
العمر : 54
الموقع : السويد
العمل/الترفيه : بلا عمل
المزاج : حسب
نقاط : 54896
وسام التميز على لوحة الشرف وسام العضو المميز
أحترام قوانين المنتدى : مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان 111010

مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان   مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان I_icon_minitime05/01/11, 12:30 am

شرارة المنتدى انرت مصفحتي بمرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقاصد الحج وعلاقته بحقوق الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقاصد سوره طه
»  مقاصد سورة النساء
» هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟
» الاعجاز العلمي في تحنيك المولود وعلاقته بمرض السكر
» الحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيت عنان :: المنتديات العامة  :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: