قصة دموع الأرض للشاعرة جزيرة الورد

دموع الارض
يحكى في يوم من الاْيام
كان فلاح فلسطيني يملك قطعة ارض صغيرة وعلى حافة الارض يوجد نبعة مياه
يروي ضماْ الزرع منها
اما الارض فلم تكن في يوم ما تبخل عليه في عطائها وجودها وكرمها
والفلاح لم يحرمها من حنانه وعطفه عليها وحبه الكبير لها
كان في كل صباح عند بزوغ الفجر يحمل معوله والمنجل وما تحضره له زوجته من الزوادة
وزوّادة
الفلاح الفلسطيني عبارة عن قرص من الجبن وبعض ثمار البندورة وراس من البصل
الحراق وارغفة من خبز الطابون الفلسطيني الطازه وأبريق من الفخار به ماء
من البئر
يذهب الى الاسطبل ويعتلي جواده ويشق دربه عبر الطريق الوعر
عن اعين الاعداء المحتيلن
الى حضن عشيقته الدافئ الحنون
ويجد ويكد من التعب ويداه تدمي من المعول وقدماه تنزف دمائها وهو لا يشعر
من شدة عشقه للارض الطيبة
حيث جسده يتصبب العرق منه يكاد يروي التراب والزرع ويفجر الارض ويطرح السنابل
وما اْن يرحل الفجر
تشرق الشمس باْشعتها الذهبية وترسل نغماتها الحارقة على راْس الفلاح المسكين

حتى
يغرق في بحر من العرق ويكاد جسده ينهار من شدة التعب واْشعة الشمس
الحارقةياْخذ الفلاح قسطا من الراحة ويجلس قرب تبعة الماء تحت شجرة التفاح
ويفتح الزوادة
ويتناول زاده من الزعتر والزيت والزتون وبعض حبات البندورة
ويطعم جوادة
ويدخن بعض السجائر وهو يسرد حكايته اليومية مع الارض ويسامره
افي الحديث وينضر اليها وهو يبتسم ونضراته لا تفارقها
ويستعد الى مغادرة الاْرض بعد ان قطف ما جنته يداه من ثمارها
وهو شاحب الوجه من التعب يحكي عذاب والام الشعب الفلسطيني
للناضرين عن معاناتهم اليومية مع الاحتلال الصهيوني
حيث البسمة لا تفارق وجهه رغم الحزن والاسى الذي يعتصر قلبه
يحمل ما جنته يديه من ثمار وسنابل
كي يبيع محصوله في اسواق مدينة القدس بعد سفر ومشقة طويله تعترض دربه
والحواجز الصهيونية التي يمر بها
حتى يصل الى ماْربه
ويذوق هذا الفلاح الفلسطيني اشكال المعاناة التي يعانيها
من شتى الالام في اْرض الكوميديا السوداء
من ملحمة التاريخ واْساطير المجازر اليومية
يبيع ثماره بعد منتصف النهار تكون قد تلفت بعد مشقة السفر
ورحلة العذاب الطويلة التي يواجهها مع الاحتلال ليجلب نقود ما باع
لشراء بعض حاجات اْسرته الكبيرة ويسد رمق جوعهم وعطشهم
وهنا
تمضي الفصول الاْربعة بحلتها وفرحها وحزنها
والفلاح الفلسطيني يمارس طقوس الاْلام والمعانة اليوميه في ارضه مع الاحتلال
ويسرد حكاياته لاطفاله
وتمضي السنين باْهات مؤلمة في ملحمة التاريخ والشهادة من اجل الارض
وفي صباح ذات يوم من الايام
بعد زراعة الارض
قرر الفلاح ان يذهب الى ارضه ويتفقد الزرع
ويا لدهشة والصدمة الكبرى التي كانت تنتضره
صعق الفلاح الفلسطيني
مما راْت عينيه
وماذا راْى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
راْى غبار الموت يعانق الاْرض التي لبست ثوب الفرح الذهبي
ارسلته لها اْشعة الشمس
وتشيع ثمارها من بقايا قطرات النبعة الحزينة
جلس الفلاح يسامرها والبسمة سرقت من شفتيه
وغرق في صمت الغربة وعقد الذنب والخوف من الماضي والحاضر الذي يحاصره في كل مكان
وكانت الحياة تتغلغل في شرايين الفلاح
رغم بواكير المعاناة من المحراث والمعول والمنجل والجدران الاْسمنتيو والاشياك الحديدية التي تعترض طريقه كل يوم
اشتاحت
اْرضه وسرقت اْحلامه وحطمت اماله واْغلقت منافذ الحياة الاْساسية لنبعية
المياه الت سرقها العدو الصهيوني وحولها الي بيوتهم وارضهم
ولم يتبقى من فردوس الفلاح الا بقايا ذكرياته فوق الارض الصفراء الجرذاء ونبعة المياه
وشجرة التفاح المغبرة المتساقطة اوراقها
ودموعها الحزينة على الارض
قصة:
دموع الاْرض
بقلم: الشاعرة جزيرة الورد...

شكرااااااااااااااااااا لك عزيزتي
كم اسعدني مرورك العطر
تحياتي لك
عزيزتي