تاسيس المسجد الاقصى

موضوع: تاسيس المسجد الاقصى 12/10/09, 01:32 pm

تأسيس المسجد الأقصى

روي البخاري ، ومسلم وأحمد عن أبي ذر الغفاري قال : قلت يا رسول الله أي المساجد وضع في الأرض اولا ؟ قال : المسجد الحرام . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى . قلت : كم كان بينهما ؟ قال : اربعون سنة .

هذا الحديث يجيب عن السؤال : متى أسس المسجد الأقصى ؟ لقد أسس المسجد الأقصى ، بعد تأسيس المسجد الحرام في مكة ، بأربعين سنة . ومتى أسس المسجد الحرام في مكة ؟

الجواب : لقد أسس المسجد الحرام في مكة ، قبل زمن إبراهيم عليه السلام أو قبل زمن هجرته إلى أرض الشام ، وقبل إسكان ابنه إسماعيل في مكة . وقدر المؤرخون زمن مجيء إبراهيم عليه السلام إلى الشام حوالي سنة 2000 ق. م وبناء عليه يكون بناء المسجد الحرام قبل سنة 2000 ق . م . ولست بسبيل تحديد الزمن ، ولكن الذي نجزم به أنه كان قبل إبراهيم عليه السلام . والشواهد انه كان قبل إبراهيم من القرآن الكريم ، عندما وضع ابنه اسماعيل وزوجته هاجر في مكة ودعا ربه قائلا "ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" ( سورة إبراهيم آية 37 )

وحيث التقديرات لهذا الزمن مفتوحة ، فاذا قلنا : أن بناء البيت الحرام في مكة كان قبل بأربعة آلاف سنة ، أو ستة آلاف سنة أو عشرة آلاف سنة ، فكلها احتمالات ممكنة ، ويمكن أن يكون قبل ذلك أيضاً .

وبناء على هذا التقدير لبناء مسجد مكة ، نقدر زمن بناء المسجد الأقصى فكلاهما في زمن واحد ، لأن الأربعين سنة الفارقة بين البناءين ، لا تعد شيئا في حساب

التاريخ وعصوره . ويشهد لهذه المعاصرة ، وأن البناء وحي من الله لمن بنى المسجدين هذا التشابه القريب في الوظيفة والاسم :

ففي مكة : البيت الحرام ، والبلد الحرام ، والحرام : يعني الأمان لكل من سكن المكان أو حلّ به من إنسان ، أو وحش أو نبات ، أو طير ..

وفي القدس : أورشليم ، وبيت المقدس ، والمقدس : وكلها أسماء تدلّ على الحرمة والقداسة والأمن ..

وأن ( أور + شليم ) مركب من لفظين الأول ( أور ) بمعنى بلد . وشليم ، أو سليم : بمعنى السلام هو الأمن والأمان . والأمان يعني حرمة المكان . و ( بيت المقدس ) أن كان اسما للمدينة ، أو اسما للمسجد تعني المكان المطهر الخالص لخلوة العبادة ..

وقد جاء الإسلام وكانت القدس قبلة العابدين، ولا شك انها كانت كذلك من قبل قبلة للديانتين السابقتين، وربما كانت قبلة قبل موسى، وقبل إبراهيم .. وأظن أن القدس تناوبت مع مكة في اتجاه العابدين إليها..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فقد ذكر التاريخ أن أرض البيت الحرام مكة كانت في أزمان سحيقة عامرة بالسكان، لأنها كانت عامرة بالخيرات وفي هذه المدّة كانت مكة قبلة العابدين ، ولما هجر الناس مكة للظروف المناخية لم يعد البيت الحرام مقصدا، وتطاول عليه الزمن، وهو كذلك وبقي مكان القدس عامرا بالناس والرزق ، فتحول الناس إليه .. ثم كان إحياء مكان البيت الحرام بمكة من زمن إبراهيم فكان لابد من التحول إلى أول بيت وضع للناس، وكان لابد من مناسبة كبرى، وكانت هذه المناسبة الرسالة الإسلامية الخاتمة والخالدة .

نشأة المدينة بعد المسجد

أن الأصل في وجود القدس ، هو ( المسجد الأقصى ) لأن أسماء المدينة تدل على القداسة والطهارة ، والاصل في القداسة لمكان العبادة : ثم أطلق اسم المسجد أو صفته على المدينة عندما أصبحت مدينة وكثر فيها الناس . والدليل على ذلك ، أن اسم ( بيت المقدس ) بطلق على المدينة ، وعلى المسجد الأقصى ، تقول : صليت في بيت المقدس ، يعني المسجد . وسكنت بيت المقدس أي : المدينة . وفتح العرب المسلمون بيت المقدس .. والشاهد الحاضر يدل على الماضي القديم ؛ بل ما وصلنا من شواهد التاريخ الثابتة تدل على الماضي السحيق . وأقصد ما وصلنا من شواهد أماكن العبادة ..والذي وصلنا أسماء مدن وقرى حملت أسماء لأماكن عبادة :وأخص بالذكر اسم (الدير) وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فقد ذكر عشرات الأديرة مضافة إلى أماكنها .. وقال في تعريفه : (الدير) بيت يتعبد فيه الرهبان . ولا يكاد يكون في المصر ( البلدة العامرة ) الأعظم ، انما يكون في الصحاري ، ورؤوس الجبال ،فإن كان في المصر ، كانت كنيسة أو بيعة .. " .

وأكثر هذه الأديرة صازت فيما بعد قرى ومدنّا ، نذكر منها (دير الزور) و(دير البخت) .. ( انظر : المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ) فيه عشرات القرى والمدن باسم ( الدير ) مضافا .

وفي فلسطين ( دير البلح ) و ( دير دبوان ) و دير أبي ثور ... الخ . (انظر معجم بلدان فلسطين ) حرف الدال .

ولكن هذه الأديرة لم تكن طارئة بعد بعثة عيسى عليه السلام وإنما كانت موجودة من قبل .. فقد كانت عادة الخلوة للعبادة في مكان بعيد عن الناس ، قديمة قبل عهد عيسى..

فالسيدة مريم ام عيسى ، ذكر القرآن انها كانت قد اتخذت محرابا للعبادة بعيدا عن اهلها ، وذلك قبل أن توجد المسيحية وكان النبي محمد صلى الله علية وسلم يتعبد في غار في رأس جبل بعيدا عن الناس ..

والحال الدينية التي سادت الدنيا قبل الإسلام ، أن يرسل الله النبي إلى قوم ومكان معينين ، فيخبرهم بدعوة التوحيد ، ويدعوهم اليها فاذا مات النبي المرسل ، لم يكلف المؤمنون به بإبلاغ الرسالة إلى الأجيال التالية ، ومع مرور الزمن ينقص عدد المؤمنين ويعود أكثر الناس إلى الوثنية ، وتبقى قله قليلة ، هداها فكرها إلى نبذ عبادة الأوثان .. هذه القلة القليلة تجد نفسها غريبة بين قومها ، فتلجأ إلى الكهوف ، ورؤوس الجبال لعبادة الله الواحد الأحد ، وقصة أهل الكهف في القرآن مثال لذلك ..

ومن ذلك أيضاً ، نشأة القدس ، أو نشأة المسجد الأقصى .. فالمسجد الأقصى نشأ فوق جبل وعر المسالك .. والجبال منذ القديم ملجأ العابدين .. وقد أرّخ ابن خفاجة الأندلسي لهذه الظاهرة فقال يخاطب الجبل ويستنطقه : في قصيدة يقول فيها:

وأرعــن طمــاح الذؤابـة بــاذخ يطـاول أعنان السماء بغارب

أَصخت إليه وهو أخرس صامت فحدثني ليل السُرى بالعجائب

وقــال ألا كــم كــنتُ مــلجأ قــائلٍِ ومــوطـــن أواه تبـــتل تـائب

.. والشاهد في الشطر الثاني من البيت الأخير في قوله ( موطن أواه تبتل تائب) فالمتبتل : هو الذي تنسك وانقطع إلى العبادة .

وفي قصة إبراهيم – عليه السلام – أن الله نجاه ولوطا إلى الأرض التي بارك فيها للعالمين ، وهي أرض الشام بعامة ـ وارض فلسطين بخاصة ، ومنطقة بيت المقدس على الوجه الأخص .. وجاء في القصص أن إبراهيم التقى رجلا اسمه ( ملكي صادق ) – بمعنى ملك البرّ ، أو رجل البرّ – في وادي الجوز بجوار مدينة القدس .. وأن ملكي صادق قدّم لإبراهيم زاداً ( خبزاً ) وتذكر كتب التاريخ أن ملكي صادق كان ( ملكا ) في منطقة القدس .. وأنه كان محافظاً على سنة الله القديمة – التوحيد - .

والشاهد في القصة أن بقعة القدس كانت موطنا للأواهين المتبتلين المنقطعين إلى عبادة الله ، وذلك قبل هجرة إبراهيم إلى أرض فلسطين ، وأن الأصل في سكنى بقعة القدس ، هو العبادة ، ثم اتخذت بقعة القدس موطنا بعامة وصارت مدينة ، حول المعبد القديم الذي هو المسجد الأقصى كما حصل عبر التاريخ في بناء المدن ، والقرى حول أماكن العبادة التي كانت بعيدة عن الناس ، في رؤوس الجبال أو في الصحاري ..

ولهذا عنونّا لهذه الفقرة : ( المسجد الأقصى أولا ) ومدينة القدس ثانيا . وفيه شاهد على أن مكان المسجد الأقصى كان مكانا للعبادة قبل إبراهيم عليه السلام . لأن إبراهيم جاء إلى فلسطين فوجده عامراً بالعُبّاد .. وقد كان المسجد الأقصى مكاناً للعابدين الموحدين منذ خلق الله الخلق في أرض الشام ، وأمرهم بعبادة الله وحده ومنذ كان الصراع بين التوحيد والشرك ، وأرسل الله الرّسل لهداية من ضـأل عن طريــق التوحيد.

الشكل الأول لبناء المسجد الأقصى

لقد عرفنا أن بيت مكة كان بناءً له قواعد وجدران .. لأن القرآن قال : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } ( البقرة : 127 ) اما المسجد الأقصى فلم يخبرنا القرآن

عن بنائه ، وانما ذكر انه ( مسجد ) بارك الله حوله .. وفي حديث أبي ذر الغفاري (أي مسجد وضع في الأرض أول .. ) وفي القرآن { أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } ( آل عمران : 96 ) وعرفنا أن مسجد مكة كان بناء . فهل كان المسجد الأقصى بناءً . وهل الوضع ، أو البناء يقتضي أن يكون هناك بناء مرتفع ذو جدران ؟

الجواب يحتمل وجهين ، الأول : البناء ذو الجدران ..

والثاني : قد يعني الوضع والبناء اتخاذ المكان للعبادة دون رفع جدران ..

والاحتمالان جائزان :

حيث بدأ العابدون اولا باللجوء إلى جبل القدس ، يسكنون في المغاور والكهوف .. ثم بنوا مسجدا ( معبداً ) بما تيسر لهم من القدرات والآلات ، ثم هدم هذا البناء وبقي كذلك إلى ما شاء الله ولكن الموقع لم يهجر بوصفه مكانا باركة العابدون السابقون وبقي مسجدا ومعبدا ، فليس من شرط المسجد – في ديانة التوحيد - أن يكون محاطاً بالاسوار .. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا) فكل مكان يتخذه المصلون للصلاة ، فهو مسجد ) ، بمعنى اسم مكان السجود والعبادة ويقال في الفقه (مسجد المرأة بيتها)..

هل بنى أحد البناء الأول الذي تهدم ، معبدا في موقع المسجد الأقصى ، قبل الإسلام ؟

الحقيقة التاريخية تقول : إنه لم يبن أحد معبداً فوق أرض المسجد الأقصى قبل الإسلام ، وبقي المسجد على بنائه الأول .. أو على حاله الأول .. لم يُبن فيه لليهود بناء , ولم يُبن للنصارى فيه بناء .. فسليمان عليه السلام الذي ينسب إليه اليهود بناء الهيكل ، لم يثبت التاريخ وجوده في القدس ، وينفي التاريخ وجود هيكل سليماني في القدس . وإذا ثبت أن نبوخذ نصر جاء إلى القدس ، فإنه لم يجد هيكلا ولم يهدم هيكلا ، وإنما هدم مدينة ..

ولم يكن لعيسى – عليه السلام – أثر في أرض المسجد الأقصى ، ولو كان لعيسى أثر في أرض المسجد الأقصى ، ما تركته هيلانة أم قسطنطين عندما جاءت إلى القدس وبحثت عن آثار عيسى ، وبنت عليها المشاهد .. وقد مضى على تنصر الرومان حوالي ثلاثمائة سنة عندما جاء الفتح العربي الإسلامي ، ومع ذلك لم يبن فيه أحد بناء دينيا للنصارى ..

ولو جاء المسلمون وفي موقع المسجد الأقصى بناء ديني للنصارى ما استطاع أحد أن يهدمه أو يستولي عليه ، لأن القدس قد فتحت صلحا ، وكل بقعة فتحت صلحاً يبقى كل ما بناه أهل الكتاب من أماكن العبادة بأيديهم ، ولا يحق للمسلمين الاستيلاء عليه .

الاسراء والمعراج

بداية تجديد بناء المسجد الأقصى

في سنة 614 م هاجمت جيوش الفرس بلاد الشام ودخلت القدس ، وانضم إليهم اليهود يخربون ويفسدون في الأرض ويقتلون النصارى : وكان الفرس من المشركين – عبدة النار – فقال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم : ها قد انتصر الفرس المشركون عل الروم أهل الكتاب .. وسوف يكون لنا النصر عليهم ..

فأنزل الله { الم (1) غلبت الروم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون } ( الروم : 1-3 ) وفي هذه المدة التي دخل فيها الفرس القدس ، من الممكن أن يكون قد حدث الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وكان الذي ذكرته الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بأنبياء الله جميعا في المسجد الأقصى ، وصلى بهم إماما ، وكان هذا الاسراء تحديا للشرك ، وإرهاصا لانتصار التوحيد ،وسيطرته على الأرض المباركة بلاد الشام وبؤرتها القدس.

وقد اختلف أهل العلم حول صفة الإسراء : هل كان بالجسد والروح ، أم كان بالروح فقط . ولسنا بسبيل ترجيح رأي على رأي .. ولكننا نقول : أن الحادثة قد وقعت ، واخبر عنها القرآن في أول سورة الإسراء . ويكفي أن يكون قد نزل في قصة الاسراء قرآن ، فوجه أنظار المسلمين إلى المسجد الأقصى قبل الهجرة إلى المدينة وفي هذا التنزيل إشارة إلى أن تحرير أرض المسجد الأقصى واجب شرعي ، كوجوب تحرير البيت العتيق في مكة من الشرك والمشركين . وجاءت الالتفاتة الكبرى والتوكيد على معنى التحرير من الشرك عندما فرضت الصلاة ليلة الاسراء ، وامر المسلمون أن يتوجهوا في صلاتهم إلى المسجد الأقصى خمس مرات في اليوم خلا النوافل .

وانتصر الروم على الفرس سنة 627 م كما ذكر القرآن ووعد وجاء هرقل إلى القدس للاحتفال بالنصر ، وصادف هذا الوقت هدنة (هدنة الحديبية) بين المشركين في مكة والمسلمين في المدينة فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى حكام الأرض في زمانه ، فأرسل لهم الرّسل تحمل الكتب .. وأرسل رسوله إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام ، فاستلم هرقل الرسالة وهو في القدس .. وهذا توجيه آخر – بعد الاسراء – إلى أن المسجد الأقصى يجب أن يعود إلى العرب المسلمين ..

وكان هذا التوجه إلى تحرير المسجد الأقصى – في السنة السادسة من الهجرة – وكانت القبلة قد حولت إلى مكة في السنة الثانية من الهجرة .. وفيه إشارة إلى أن تحويل القبلة عن المسجد الأقصى إلى مكة لم يلغ المكانة الدينية الكبرى التي يحتلها المسجد الأقصى ، فهو أولى القبلتين ، وثاني المسجدين بناء ، وثالث الحرمين مكانة وثواب عبادة.

فضائل المسجد الأقصى

نزلت سورة الإسراء في العهد المكي ، لأنها أخبرت عن الإسراء بالنبي محمد من مكة إلى المسجد الأقصى وكان ذلك حوالي السنة العاشرة من البعثة .. ولو لم يكن للمسجد الأقصى من الفضيلة غير هذه الاية لكانت كافية فيه ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة ..

ورويت أحاديث صحيحة في فضل المسجد الأقصى ، وفيها حث المسلمين على فتحه ، بل فيها بشارة بفتحه ، لأن الأحاديث النبوية مبشرة ، والبشارات النبوية واقعة لا محالة ، لأنها وحي من الله .. والبشارة بفتح القدس أمر للمسلمين بفتحه وقد كان كما قال رسول الله .

ومن الأحاديث المبشرة بفتحه ، والداعية إلى قصده : الحديث الذي يجعل ثواب الصلاة في مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة فيما سواء . (رواه الإمام أحمد في المسند).

والحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، و مسجد المدينة النبوية ).

وفي فضيلة السكن ببيت المقدس روى الإمام أحمد قال رسول الله ( لا تزال طائفة من امتي على الحقّ ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضّرهم من خالفهم ولا ما

أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا : يا رسول الله ! وأين هم ؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ).

المسجد الأقصى بعد الفتح العربي الإسلامي

تم فتح القدس ، ودخول عمر بن الخطاب سنة 15 هــ / 636 م . وكان لأبّد من تعيين مكان مسجد للمسلمين عند فتح مدينة من المدائن . وفي حال القدس ، فإن المكان معين قبل الفتح ، وهو مكان المسجد الأقصى الذي اسري بالنبي محمد إليه ، وصلى بالأنبياء فيه وكان المكان مهجورا ، صرف الله عنه نصارى القدس فلم يتخذوا منه كنيسة ، و بقي ينتظر العرب المسلمين أتباع محمد عليه السلام لإحيائه ، وعمرانه بالبناء والمصلين.

لم يكن في المكان إلا الطلل الباقي من عهد الرومان ، ولم يكن على الصخرة أي نوع من أنواع البناء .. وقيل أن الصخرة كانت مغطاة بالقمامة ، إذ كان سكان المدينة قد اتخذوها مزبلة جهلا منهم بقداسة أرض المسجد الأقصى ، وكان قد مضى على بعثة عيسى- عليه السلام ، أكثر من ستمائة عام ، وهي مدة كفيلة بنسيان ما نزل به الوحي .. على عيسى ، إذا عرفنا أن الدعوة إلى الدين في اليهودية والنصرانية بل – فيما أنزل على موسى وعيسى – ليست فرضا واجبا على الاجيال التي تأتي بعد النبي المرسل ، لأنهما ديانتان محددتان بزمان ومكان . ويعد الناس بين النبيين من أهل الفِطرة الذين قال الله فيهم { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } ( الاسراء : 15 ) . هذا وتبقى قله قليلة ، متمسكة بالسنة التي بشر بها النبي وهي ( التوحيد ) وعبادة الله الواحد الأحد .

والمرجع أن عمر خط المسجد للمسلمين عندما دخل القدس ، بمعنى انه حدد مكانه ، ولم يتم البناء برفع الجدران والسقف في الأيام القليلة التي أمضاها بعد الفتح ،

وإنما تمّ البناء فيما بعد فقيل : تم بناء المسجد في السنة الثامنة عشرة ، وقيل : في السنة الحادية والعشرين من الهجرة . والمرجع انه بنى من الخشب يتسع لحوالي ثلاثة آلاف من المصلين . وفي سنة 670 م ( حوالي خمسين هجرية) وصف شاهد عيان المسجد فقال : ( أن المسجد كان مبنيا من ألواح الخشب وجذوع الأشجار ، وكان بناؤه بسيطا مربع الشكل ويتسع لثلاثة آلاف من المصلين ) ووافق هذا زمن خلافة معاوية ، وهو امتداد للمسجد الذي بني في عهد عمر بن الخطاب .

وفي هذا الوصف شاهد على انه لم يعتمد على بناء قديم ، فلم يكن للمسجد الأقصى يوم الفتح سور يحيط به ، وسور الجهة الشرقية منه هو سور المدينة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جرجى زيدان ، تاريخ العرب ، القاهرة ، 1965 .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1 معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، دار التراث ، بيروت ، 1977 .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 12/10/09, 02:46 pm

المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، فهو مسجد
قديم قدم البشرية، بناه آدم عليه السلام بعد المسجد الحرام بأربعين سنة،
وعاش في أكنافه معظم الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم الخليل إبراهيم عليه السلام.
والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن
بهذا الاسم، فكل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب يعتبر مسجدا بالمعنى
الشرعي، فإليه تشد الرحال وفيه تضاعف الصلوات.
مسجد قبة الصخرة
يدخل ضمن المسجد الأقصى مسجد الصخرة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى
المثمن، ومع أنه لم يرد نصٌّ يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد منها
إلى السماء،
إلا أن كثيراً من المؤرخين اعتقدوا ذلك، ويروي أحبار اليهود
الذين أسلموا أن أول من صلى عندها آدم عليه السلام، وأن إبراهيم عليه
السلام اتخذ عندها معبدا ومذبحا،
وعليها أقام يعقوب عليه السلام مسجده بعد
أن رأى عمودا من النور فوقها، كما يروون أن يوشع عليه السلام نصب عندها
قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى عليه السلام في التيه
ليتلقى فيها الوحي، وليؤدي فيها بنوا إسرائيل فرائضهم.
الله يجزيك الخير على الموضوع القيم والمهم جدا وسلامي لك

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 12/10/09, 03:23 pm

إلا أن كثيراً من المؤرخين اعتقدوا ذلك، ويروي أحبار اليهود
الذين أسلموا أن أول من صلى عندها آدم عليه السلام، وأن إبراهيم عليه
السلام اتخذ عندها معبدا ومذبحا،
وعليها أقام يعقوب عليه السلام مسجده بعد
أن رأى عمودا من النور فوقها، كما يروون أن يوشع عليه السلام نصب عندها
قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى عليه السلام في التيه
ليتلقى فيها الوحي، وليؤدي فيها بنوا إسرائيل فرائضهم.

شكرا اخي العناني على مرورك واهتمامك بالموضوع
وما ورد في هذه الفقرة هو في الحقيقة من اليهوديات وليس
له اي سند تاريخي
واقبل احترامي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 12/10/09, 08:30 pm

بارك الله فيك اخي
الموضوع بغاية الاهميه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 13/10/09, 11:40 pm

شكرا امواج على مرورك الجميل
واقبلي احترامي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 15/10/09, 03:24 pm

كل الشكر لك اخي العناني على مرورك
واقبل تحياتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 15/10/09, 04:20 pm

مسجد الاقصى المبارك قديم جدا، قدم الانسان على الارض، ويعود الى عهد سيدنا آدم -عليه السلام- طبقا لبعض المراجع التاريخية، فقد قام سيدنا آدم عليه السلام ببناء المسجد الاقصى بعد 40 عام من بناءه للمسجد الحرام. وكان المسجد الاقصى مبنيا من خشب، وقام امير المؤمنيين عمر بن الخطاب بتجديد بناء المسجد الاقصى حوالي 15 هجرية. في حين يرد بناء المسجد الاقصى حسب بعض المراجع التاريخية الى سيدنا سليمان -عليه السلام- حوالي عام 1000 قبل الميلاد. بالنسبة الى التسمية فترجع الى القران الكريم، حيث اطلق الله -عز وجل- تلك التسمية على المسجد في سورة الاسراء حين قال من بعد "بسم الله الرحمن الرحيم" {سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد
مشكور دكتور على الافادة الرائعة
لك كل التحية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التوقيــــــــــــــــــــــــــع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 15/10/09, 11:52 pm

mashkoor dr. 3la mawdoo3 alham jedan ea3teek alf 3afea

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 16/10/09, 01:48 pm

· يقول رسول الله " صلى الله عليه وسلم " صلاه فى المسجد الحرام بمائه ألف
صلاه وصلاه فى مسجدى هذا بألف صلاه وصلاه فى المسجد الأقصى بخمسمائة صلاه
وصلاه – أنظر لارتباط هذه المساجد الثلاثة سويا فى أحاديث "النبى صلى الله
عليه وسلم ".

· المسجد الأقصى مسرى النبى " صلى الله عليه وسلم "
"سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى
باركنا حوله".

· المسجد الأقصى منه كان معراج النبى "صلى الله
عليه وسلم" إلى السماء – كان من الممكن أن يكون معراج النبى "صلى الله
عليه وسلم" من المسجد الحرام ولعل المسلمين يظنون أن ذلك أولى لكن الله
بحكمته وعلمه أنه سيأتى يوم يفضل المسلمون قيمه هذا المكان أراد سبحانه أن
يجعل المعراج ليس – مكة ولكن من الأقصى وكذلك.

· المسجد الأقصى
هو المكان الوحيد فى الأرض الذى اجتمع فيه كل أنبياء الله من لدن آدم وحتى
محمد "صلى الله عليه وسلم" – إنه أعظم اجتماع فى التاريخ ليس فى المسجد
الحرام وليس فى المسجد النبوى ولكن فى الأقصى، وكأن كل أنبياء الله يسلمون
راية قياده البشرية لنبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" وأين مكان تسليم
راية القيامة فى الأقصى حتى لا يظن أحد أن لليهود حق فيه.

· المسجد الأقصى صلى فيه النبى "صلى الله عليه وسلم" إماماً بكل أنبياء الله.

مشكور دكتور على الموضوع الرائع وجزاك الله خيرا

التوقيـــــــــــــــــــع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من يجرحك بكلمه اشربلك من دمه واكتب على قبره زلة لسان دفع ثمنها عمره

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 16/10/09, 02:05 pm

اشكرك عصفور 10 على متابعتك ونشاطك الملحوظ
لكل مواضيع المنتدى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 17/10/09, 12:45 pm

موضوع في غاية الاهميه لانه معلوماته جديده نسبة لي
لك كل تقدير واحترام على كل مواضيعك القيمه يا دكتورنا العزيز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 17/10/09, 10:25 pm

العزيز وسيم
شكرا لمرورك ومداخلتك القيمة
ولك محبتي واحترامي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 17/10/09, 10:28 pm

العزيز jamhour
شكرا لمرورك الطيب
واهتمامك
ولك اجمل تحية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 17/10/09, 10:32 pm

لك محبتي واحترامي ايها الصقر
الذي اعتز به
ونورت ابو الحسن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 18/10/09, 03:38 pm

شكرا لك صقر الحج على اطلالتك الجميلة
وحضورك الدائم
ولك اجمل تحية ومحبة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: تاسيس المسجد الاقصى 20/10/09, 01:25 am

مشكور د.جاسر على معلوماتك
في انتظار جديدك
دمت بخير

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]