يحاولون منع مولد صلاح الدين من جديد:
كان الجنرال شلومو باوم يوصف بأنه أسطورة الجيش الإسرائيلي، وكان يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بنجوريون " مفخرة الدولة اليهودية "، بينما قال عنه آرئيل شارون: إنه "آلة حرب متحركة تتجسد في جسم بشري"، وبالرغم من أنه خدم 35 عامًا في الجيش إلا أنه رفض بإصرار الحصول على إجازة ولو ليوم واحد، شارك في أكثر من ألف عملية عسكرية، معظمها خلف مواقع القوات العربية، اشتهر بتنفيذ مجزرة " قبية " 1954 تحت إمرة شارون، علاوة على اشتهاره بالقسوة الشديدة في تعامله مع العرب الذين وقعوا في أسره، وكانت سيرته الذاتية تدرس لطلاب المدارس وكثير من شعراء إسرائيل تغنوا بـ " بطولاته ".
وعندما حلت ذكرى وفاته نشر الكاتب الإسرائيلي حاييم هنغبي مقالًا في صحيفة " معاريف " كشف آفاقاً أخرى في شخصية باوم، حيث يشير أنه لكثرة ما سمع من إطراء على باوم قرر التعرف عليه بعد تسرحه من الجيش للتعرف على الدوافع الكامنة وراء "معنوياته العالية، وشعوره المطلق بعدالة ما يقوم به".
ملفاً كبيراً يأخذ بتقليب صفحاته، ثم يقدمه لهنغبي، ويقول: "هل سمعت عن الحروب الصليبية، هل سمعت عن معركة حطين، هل سمعت عن شخص يدعى صلاح الدين".ويضيف هنغبي أنه عندما توجه إلى باوم في شقته، وجد إنساناً آخر غير الذي سمع عنه، وجد شخصاً قد تملكه الخوف واستولى عليه الهلع واستبد به القلق، ويشير إلى أنه عندما سأله عن سر دافعيته الكبيرة لقتال العرب وحرمان نفسه في سبيل ذلك من الراحة لعشرات السنين، فإذا بباوم يصمت هنيهة، ثم يقوم من مجلسه ويحضر
يقول هنغبي: "عندها قلت له مستنكراً: لكن العالم العربي الآن في أقصى مستويات الضعف في كل المجالات"، فيضحك باوم ساخراً، ويقول: "لقد كانت أوضاع المسلمين قبل معركة حطين تماثل من حيث موازين القوى أوضاع العرب حالياً"، وكما يؤكد هنغبي فإن باوم لم يفته أن يذكر أن الدويلات العربية التي كانت قائمة في ذلك الوقت تقوم "بدور كلاب حراسة للممالك الصليبية"، أما عن سر قلقه، فيقول باوم: إن أكثر ما أزعجه من دراسة تاريخ الحروب الصليبية هو قدرة صلاح الدين على بعث نهضة العرب من جديد وتنظيم صفوف قواته بعكس المنطق الذي تمليه موازين القوى العسكرية.
ويواصل باوم شرح مخاوفه كما رواها هنغبي قائلاً: "منذ عشرين عاماً وأنا أحاول رصد الأسباب التي جعلت المسلمين يحققون هذا النصر الأسطوري وفق منطق العقل والتحليل العسكري، وإن ما جعلني أتعلق بالحرب هو حرصي على أن أقوم بكل شيء من أجل عدم تهيئة الظروف لمولد صلاح الدين الأيوبي من جديد، إنني أعيش في خوف دائم على المشروع الصهيوني".
رحمك الله يا صلاح الدينقم فألاقصى بحتياجك جيفارا المقدسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيــــــــــــــــــــــــــع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]