الفقر والجوع
محكيات : من نكشات العبقري زيد أبو قراد
بقلم: صالح صلاح شبانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الشاعر الجاهلي (عروة بن الورد) المعروف بأمير الصعاليك ، من أوائل الناس اللي آمنوا بمحاربة الفقر ، وسحب سيفه وركب حصانه ، وتوغل في الصحرا، يحاول عدل الميزان المايل ، يوخذ بحد السيف من الأغنياء ويطعم الفقراء ، بس للأسف الأشد ، كل ما بقى عروه يزداد ضراوه واخلاص لها الرساله ، كل ما بقى عدد الفقرا يزداد ، والمعادله هي هي ...!!!
كل ما تعين وزير جديد زاد عجز وزارته ومديونيتها أكثر ...!!!
وكل ما ارتفع واحد وصار غني ، رح نلاقي بطون جوعانه ، رفشها برجليه ، وطلع على معاناتها ...!!!
الفقر زمان بفقى اسمه فقر ، بس مع تطور الفقر صار للفقر تسميات كثيره ...!!!
في فقير قد يحصل على الخبز والزيت والشاي ، ومره في الشهر طبخه دسمه ،
وفي فقير قد يحصل على الخبز والشاي بدون زيت ، ومره كل ست تشهر طبخه دسمه ،
وفي ناس بتحصل على الخبز الحاف لحاله ، لأنه مدعوم من الحكومه (على ذمة الحكومه ومش على ذمتي) ، بشربه مع ميه من مية البلديه (اللي بتزعم البلديه انها صالحه للشرب)، وكل عيد أضحى ممكن محسن كريم يرمي عليهم قطعة لحمه في موسم الزفر السنوي ، لأنها حتى الأضاحي بتروح للمباهاه ، وأضاحي البيت الحرام اللي بتتوزع على العالم الأسلامي ، بتروح محسوبيات لفلان وعلنتان ، وبظل صاحب الحق المشروع المحروم الوحيد من ها لنعمة الموسميه ...!!!!
الفقر علامه من علامات الأنسانيه ، ما له وطن ولا أرض ، منتشر على جميع بقاع الأرض من العالم الرأسمالي للعالم الكحيان ،وان اختلفوا بنسبة الفقر وعدد الفقرا في كل عالم عن العالم
وبزداد عدد الفقراء وبتناقص حسب الضمير وحساسيته ، في أقطار العالم ...!!!
حسب الحروب الأهليه والخلافات السياسيه ، حسب الغنى والفقر للدوله، حسب عدد اللصوص والحراميه والقتله ...!!!
بس الفقر بظل قاعده مشتركه ، وما سمعنا على الإطلاق عن ذوبان الفئه الفقيره ، إلا في العهود الأسلاميه الذهبيه ، لمّا حكم خلفاء حسب الشرع والدين ، خلفاء شرفاء ، وطبعا الراشدين مستثنيين لأنهم أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بس جميعنا بعرف انه من العهد الأموي طِلِع عمر بن عبدا لعزيز ، اللي انتسب تاريخيا للخلافة الراشده ، اللي في عهده الميمون بقوا يبحثوا عن فقير واحد يوخذ الزكاه وما يلاقوا ...!!!
قد يكون عهد عمر بن عبد العزيز قاعده لدراسة الفقر وطريقه لاجتثاثه من المجتمع ...!!!
وأهم شئ بقى في عمر بن عبد العزيز ، انه بقى يدرك انه ميت لا محاله ، وانه ربنا عز وجل رح يسأله عن الرعيه اللي استرعاه اياها ... وانه بقى عادل وابوابه مفتوحه ، وما في للظالم في حاشيته مكان ...!!!
أما سبب الفقر الحالي اللي فاتح ثمه مثل الغول في الأساطير الشعبيه ، وببلع الأخضر واليابس هو غياب التقوى ومخافة الله عز وجل من قلوب المسؤولين ، على اختلاف درجاتهم ، وانهم بقيموا الظلم على انقاض العدل، وانه صوت أنين المظلومين والمرضى والجياع ما بوصل لأسماع اولي الأمر اللي رفعهم الله على رقاب الناس ...!!!
وانه اللون الأسود اللون المفضل للراعي وللحاشيه، وانهم لا يمكن يعيشوا برفاهية وعز الا على انقاض ها لمعثرين اللي الدود مسرب في بطونهم من الجوع...!!! وانها اقوى قاعده لضمان حياتهم هي قاعدة الفقر والألم وريحة لحم الفقرا المحروق ن اللي بستمزوا عليه..!!
ويا ريت عروه بن الورد بتجوز عليه الرحمه ، كان قلنا له: الله يرحمك ، مع انها فلسفتك اللي سنيتها لأخذ الحق في السيف مش معمول فيها...!!!
وخاطركم مع السلامه...،