الاحوال الصحية...االتداوي بالاعشاب........النشاطات الرياضية الشعبية في بيت عنان

الاحوال الصحية....التداوي بالاعشاب.....النشاطات الرياضية الشعبية...في بيت عنان

كانت قرية بيت عنان تعاني من وطأة الأحوال الصحية السيئة
سواء في العهد العثماني أو في عهد الإحتلال البريطاني مثلها مثل باقي قرى فلسطين
فلا أطباء ولا خدمات صحية بتاتاً ولم يكن لدى القرية أي مرشد أو موجه صحي ولا
بيطري ولا حتى زراعي .

وكانت الأمراض هي المنتصره دائماً برغم مكافحة أهل
القرية لها بوسائلهم الشعبية البسيطة ولقلة العناية الصحية كانت الأمراض تأخذ الشكل
الوبائي وخصوصاً بين الأطفال. مثل مرض الحصبة والجدري والملاريا ناهيك عن الأمراض
الأخرى.

ويذكر الأهل في القرية حتى الآن وفي فترة الأربعينات أن
وباء الحصبة حصد في موسم واحد أكثر من خمسين طفلاً في فترة وجيزة.

ويضاف إلى ذلك وطأة الفقر وانتشاره ونقص التغذية وما
صاحب ذلك من قلة التعليم والجهل المتفشي وعدم الوعي بالعادات الصحية السليمة.

وفي العهد الأردني وجدت بعض الخدمات الصحية البسيطة حيث
احدثت عيادة للحكومة في قرية القبيبة المجاورة وكان فيها ممرض يصرف العلاجات
للمرضى من جميع القرى المجاورة ويزورها طبيب الصحة مرة في الأسبوع ليرى بعض
الحالات التي يعجز عنها ذلك الممرض بالإضافة إلى ذلك كانت هناك عياده تديرها
ممرضات المانيات تابعة لأحد الاديرة في قرية القبيبة.

بالإضافة إلى ذلك كانت منظمة اليونيسيف ترسل سياره بشكل
عيادة متنقلة لعلاج الأطفال في القرية في الأسبوع مرة واحده وكان المرض الذي يستحق
العناية الأكثر لا بد لصاحبه أن يذهب إلى مستشفى الحكومة في القدس أو إلى

مستشفى (المطلع) التابع لوكالة الغوث في القدس أيضاً.

وبعد الاحتلال عام 1967م لم تكن الأمور أفضل حيث أغلق
مستشفى (الهوسبيس) في القدس لقلة الإمكانيات المخصصة له وتحول الناس إلى مستشفى
الحكومة في رام الله والذي يئن تحت قلة الإمكانات والمعدات والضغوط الشديدة عليه
من قبل المواطنين في منطقة رام الله بشكل عام.

والآن توجد بعض العيادات في القرية لاطباء القطاع الخاص وبعض
المراكز الصحية في القرى المجاورة ومستشفى المقاصد في القدس الذي لا يمكن الوصول
له الا بتصريح خاص والمراكز الصحية والمستشفيات في القطاع الخاص تتميز بغلاء
الاسعار والكلفة العالية التي غالبا ما تكون فوق طاقة السكان

التداوي بالأعشاب:

من الجدير بالذكر أن أهالي بيت عنان كانوا منذ فترة
بعيدة يتداوون بالأعشاب المتوفرة بكثرة في جبالهم وشعابهم ووديانهم وأهمها:

- البابونج:

حيث استعملوه لمعالجة المغص والتهاب المسالك الهوائية.

البصل:

استخدموه ضد الانفلونزا وضيق النفس. ووضعه مشوياً على
الأورام.

- الثوم:

استعملوه للاسهالات والبواسير (مع العسل).

- العسل:

استخدموه ضد البرد والإمساك ويمزج مع الليمون ضد الحروق
.

- قثاء الحمار:

استخدموه ضد مرض اليرقان.

- قشر الرمان:

استخدموه ضد آلام البطن والمغص وضد الدودة الوحيدة.

- الزعتر:

استعمل ضد التهاب الرئة وتسكين الألم والمساعدة على
الهضم.

- زيت الزيتون:

ضد حرقة العين ويساعد على القوة ويقوي الكبد.

- السيرج:

ضد الربو وتنقية الصوت والبرد والنزلات الصدرية.

- اللوز المر:

تقوية النظر ، إلتهاب الجلد، غشاء طبلة الأذن.

- اليانسون:

يستعمل ضد المغص، طارد للغازات، لهدؤ الأطفال شرباً.

- النعنع:

مزيل للغازات ويخفف المغص والصداع.

- الميرميه:

ضد الإسهال وألم البطن.

- الجعدة:

توصف للمغص وآلام البطن والدزنطاريا.

الزعتمانه:

مهدئة للأعصاب ولتسكين آلام الحصى في الكلية.

- رجل الحمامة:

تستخدم لتنزيل الحصى والرمل وإلتهاب المسالك البولية.

- القطين:(التين المجفف):

يقوي الكبد والطحال، ويمنع الباسور وعسر البول.

- الحلبة:

لإدرار الحليب والقضاء على الأورام الجلدية.

النشاطات الرياضية الشعبية:

كان السكان في بيت عنان يحيون حياة سهلة بسيطة خالية من
التعقيدات وبعيدة عن المنافسة وتتسم بالبراءة والطيبة وكانت أوقات الفراغ يقضونها
في المضافات أو بالجلوس في أماكن تجمعهم المعتادة في القرية في بعض الساحات وفي
المقهى ولعب (السيجة) في الظل تحت الأشجار وكان الأطفال يمارسون بعض الألعاب
والنشاطات الرياضية أهمها:

1- لعبة الكورة:

وهي من الألعاب الخطرة الكورة عبارة عن تنكة صغيرة
مدقوقة على شكل كرة ويحمل كل لاعب عصا طويلة وتكون هناك حفرة صغيرة وينقسم اللاعبون
إلى فريقين يحاول أحد الفريقين ادخال الكورة إلى الحفرة ويحاول الفريق الآخر
ج

منع دخول الكورة إلى الحفرة وقد تؤدي هذه اللعبة إلى بعض الإصابات من رضوض
وجروح وفي الأصل هي لعبة فارسية([1]) دخلت البلاد العربية في العهد الطولوني وقد طوّرها الانجليز حتى غدت لعبة
عالمية .

2- لعبة حرامية بوليسية:

ينقسم الأولاد إلى قسمين قسم يختبئ ضمن منطقة محددة من
بداية اللعبة حيث يختبئ فريق من الأولاد
ويأخذ الفريق الآخر بالبحث عنهم حتى يجدهم.

3- السباق:

حيث كانت تحدد مسافة للسباق بين الشباب وهذه كانت تمرن
الشباب على الجري.

4- القفز الطويل (شبرين ازرق):

حيث يجلس اثنان ويمدان أرجلهما بشكل متلاصق ومستقيم
ومتقابل ويبدأ ثالث بالقفز فوق الأرجل الممدودة ثم يضع كل واحد رجله فوق الاخرى
ويقفز الثالث ثم يضع الجالسين يداً واحدة مفرودة بشكل (شبر) فوق الأرجل ويقفز
الثالث ثم يوضع اليدين مفرودتين فوق الرجلين بشكل (شبرين) ويقفز الثالث وفي كل هذه
الأدوار يمنع عليه ملامسة هذا الحاجز والا أُعتبر مخطئاً ويجلس على الأرض بدل واحد
من الجالسين .

5- لعبة الوثب من على ظهر الزميل (حيط جنزر):

حيث يقف مجموعة من الأولاد بشكل منحني (يشبه وضع الركوع
في الصلاة ويبدأ واحد في الصف بالقفز فوق ظهر زميله الذي يليه ويكمل باقي

القفز فوق ظهور زملائه الآخرين بأن يضع يديه فوق ظهر الزميل ويفتح رجليه
بشكل عرضي ويقفز إلى النهاية ثم ينحني ويأتي دور الثاني فالثالث ... وهكذا على أن
لا يتعثر أثناء القفز بأحد الزملاء.

6- لعبة الحجلة (الزحقة)

ويلعبها الأطفال الذكور وتلعبها الإناث أيضاً وهي تعلم
القوة والصبر وقوة التحمل حيث تلعب بقدم واحدة في معظم الوقت .

7- لعبة القفز على الحبل (شبره قمره).

وهي خاصة بالإناث وتلعب بثلاث بنات حيث اثنتين يحركن
الحبل بشكل دائري والثالثة تقفز فوقه .

أما ألعاب كبار السن والشيوخ فكانت تقتصر على لعبة
(السيجة) تحت الشجر في ساحة المسجد وهي تشبه لعبة الشطرنج إلى حد كبير.

وأما في الليل فكانت لهم العاب أخرى مثل لعبة الصينية
حيث يخبأ خاتم تحت أحد الفناجين على الصينية وعلى الفريق الآخر اكتشافه وكذلك لعبة
(الخويتمة) حيث يخفى الخاتم في يد أحد أعضاء الفريق وعلى الفريق الآخر اكتشاف هذا
الخاتم.

هذا بالنسبة للألعاب الشعبية وأما الألعاب
الرياضية المنظمة حديثاً مثل كرة القدم وغيرها من الألعاب فقد تأسس في القرية نادي
رياضي ثقافي اجتماعي يرعى الكثير من النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية
ويشرف على روضة للأطفال في القرية والقائمين عليه صفوة من الشباب المثقفين

([1]) احمد تيمور باشا –
لعب العرب – ط1 القاهرة 1948م.