اقر واعترف لكم ان هذا الموضوع المطروح عليكم هو من اصعب المواضيع التى تعرض لها فكرى والامر مرجعه فقر بل صعوبة العثورعلى مراجع ومؤلفات تتحدث فيها المرأة عن نفسها او عن الرجل وتطرح فيها رؤيتها ونظرتها لما حولها بالسلب او الايجاب
فلم تتكلم على انها فاعل لغوى او كائن قائم بذاته فهى فى اللغة مجرد معنى نجده فى الامثال
والحكايات وفى المجازات والكنايات.
والامر المضحك الى حد البكاء اننا نجد الرجل يتحدث نيابة عن المرأة فى كل امورها دافعه
الى ذلك انه صانع الثقافة ومتولى كتابة مسيرة الكون وحوادث الزمن فجأ هذا التاريخ رجلا
و فى حالة عثورنا على متن يحتوى على ما نبحث عليه لا نجد اقوال بل نجد ما يشبه الصرخات وانين المعذبات فخيل لى ان الرجل كما مارس وأد البنات فى الجاهلية استخدم ذكوريته متمثلة فى الثقافة بوصفها صناعة ذكورية فى وأد ادب المرأة العربية......
فلقد كانت قديما محرومة من حقوقها اللغويةو ممنوعة من الكتابة بناء على توصية فحول الادب مثل:
المعرى وخير الدين بن الثناء صاحب مخطوط(الاصابة فى منع النساء من الكتابة) وذلك
با عتبار ان اللفظ فحل والقلم مذكر وان المرأة مجرد معنى كما قرر بذلك عبد الحميد الكاتب:
(خير الكلام ما كان لفظه فحلا ومعناه بكرا) فهو يعلن قسمة ثقافية يأخذ فيها الرجل اخطر ما فى اللغة (اللفظ) وتأخذ المرأة (المعنى) وترتب على هذه القسمة ان اخذ الرجل( الكتابة) واحتكرها لنفسه واخذت المرأة(الحكى) ثم جار الرجل بعد ذلك على حق المرأة واخذ منها (الحكى)ايضا...
.واذا ما جاءت المراة المراءة اخيرا الى الوجود اللغوى من حيث ممارستها للكتابة فانها تبحث لها عن دور يمكن ان تلعبه فى لغة ليست من صنعها او انتاجها وهى اى المراءة فيها مجرد مادة لغوية.مطموسة الملامح ملقى بها فى الظل..فهل عليها ان تسترجل وهى تكتب ام تخلق لغتها الخاصة؟؟؟
ويجب علينا _ اى على المجتمع __ان يترك المجال لصوت المراءة كى يتكلم ويعبر فاننا
بهذا نضيف صوتا جديدا للغة-صوتا مختلفا_ونفتح بابا ظل مغلقا لفترات طويلة
واخيرا نود ان اشير الى ان المراءة اكتشفت ان عدوها الحقيقى هو الثقافة-العاجات والتقاليد-
المتوارثة والتى ادت الى تهميش المراءة...كما ترى المراءة ان الدين قد انصفها واعطاها حقها كما تقر بذلك....مى ذيادة وبنت الشاطئ ومى غضوب....غير ان الرجل بثقافته المتوراثة وبسيطرته على اللغة حرم المراءة من حقوقها الانسانية
وكل ما طرحنا سابقا سيكون مواضيع لمقالات سنطرحها مستقبلا واود ان انوه ان المروح من افكار....جاء على لسان المراءة فقط....:
***ايها الر جل !لقد اذ للتنى فكنت ذليلا.حررنى لتكن حرا,
حررنى لتحرر الانسانية.
***لو ابدلنا المراة بالرجل وعاملناه بمثل ما عا ملها فحرمناه
النور والحرية دهورا,فأى صورة هزلية يا ترى تبقى لنا
من ذياك الصنديد المغوار.
**أسيادنا الرجال...اقول"أسيادنا" مراعاة بل تحفظا من أن
ينقل حديثنا اليهم فيظنوا أن النساء يتأمرن عليهم.......
فكلمة"اسيادنا" تخمد نار غضبهم...انى رأيتهم يطربون
لتصريحنا بأنهم ظلمة مستبدون.
***ما أروع وما أسوأ أن تكون امرأة
اذا دخلت المرأة مجال العمل الوظيفى فانها تدخل فى
سياق التذ كير فهى(عضو) وهى(مدير) وهى(محاضر)
التذكير –اذن- هو الاصل وهوالاكثر ولن يكون التذكير
اصلا الا اذا صار التانيث فرعا .
**الكتابة رجل والحكى أنثى
**اذا امرنا الرجل ان نحتجب احتجبنا واذا صاح الان
يطلب سفورنا اسفرنا واذا اراد تعليمنا تعلمنا,..
فهل هو حسن النية فى كل ما يطلب منا ولا جلنا..
أم هو يريد بنا شرا.....؟
لا شك أنه أخطأ وأصاب فى تقرير حقنا من قبل
ولا شك أنه يخطئ ويصيب فى تقرير حقوقنا الان.
**المرأة المعاصرة صارت تسعى الى تشكيل جسدها
حسب الصورة المطروحة فى السوق الاعلامى...
الذى هو سوق أستهلاكى ذكورى وتسيطر اليوم
فكرة "النحافة" على المرأة سيطرة مرضية لانها
مفروضة عليه قسرا بواسطة ثقافة ذكورية لا ترحم
ولا تتسامح على الرغم من ا لمخاطر الصحية لهذا
الهوس ومايجلبه من افات جسدية.......
**الرجل يتربص بالمرأة ويسلبها حقوق اى صفة
تكتسبها حتى ان موهبة الحكى والسرد تؤول أخيرا
لتكون من أجل الرجل وامتاعه وتشويقه وتسليته
كما كانت شهرذاد تفعل.
**نحن فى حاجة الى نساء تتجلى فيهم عبقرية الرجال
لاننا لا نملك نموذجا لشئ يمكن ان يسمى عبقرية
النساء
**يقولــــــون ؛
انّ الكلام امتياز الرجــال ...
فلا تنطقى !!
وانّ التغزّل فنّ الرجــــال ...
فلا تعشقى !!
وانّ الكتابة بحر عميق المياه
فلا تغرقى ...
وها أنذاقد عشقت كثيرا ...
وها أنذا قد سبحت كثيرا ...
وقاومت كلّ البحار ولم أغـرق ...
***يقولـــــون :
انى كسرت بشعرى جدار الفضيله
وان الرجال هم الشعراء
فكيف ستولد شاعرة فى القبيله ؟؟
وأضحك من كل هذا الهراء
وأسخرممن يريدون فى عصر حرب الكواكب ..
وأد النســاء ...
وأسأل نفسى ؛
لماذايكون غناء الذكور حلالا
ويصبح صوت النساء رذيـــــله ؟
**يقولـــون ؛
ان الأنوثة ضعـــف
وخير النساء هى المرأة الراضيه
وانّالتحرّر رأس الخطايا
وأحلى النساء هى المرأة الجاريه
يقولـــون ؛
ان الأديبات نوع غريب
من العشب ... ترفضه الباديه
وانّ التى تكتب الشعر ...
ليســت سوى غانيــــه !!
وأضحك من كلّ ما قيل عنّى
وأرفض أفكار عصرالتنك
ومنطق عصر التنك
وأبقى أغنّى على قمّتى العاليه
وأعرف أنّ الرعودستمضى ...
وأنّ الزوابع تمضى ...
وأن الخفافيش تمضى ...
وأعرف أنّهمزائلــــــــون
وأنّـــــى أنا الباقيـــــــــه ....
***يا هولاكو هذا العصر ..
إرفع عني سيف القهر
إنك رجل سوداوي
مأساوي
عدواني .. ..
لست تفرق بين دماي
.. وبين نقاط الحبر
يا هولاكو
ليس هنالك ما يجمعنا
لاأشياء القلب
ولا أشياءالفكر
أنت تحب ثبات البر ...
وإني أشرس من أسماك البحر
أنتتمارس فن القتل
وإني أتقن فن الصبر ..
..
يا هولاكو الأول
يا هولاكو الثاني
يا هولاكو التاسع والتسعين
لنتدخلني بيت الطاعة
فأنا امرأة ..
تنفر من أفعال النهي ..
وتنفر من أفعال الأمر
لا تتحدثعن احساسك نحوي
إنك آخر مخلوق يتعاطى الشعر
ليس هنالك ما يبقيني
إن شفاهك مثل الشوك
وإن سريركمثل القبر
يا هولاكو ...
لا تتضايق من كلماتي
إن أفشيت أمامك هذا السر
إني فيحال الغليان
وإنك رجل تحت الصفر ...
***ماذا يبقى منك ؟
لست أفكر في تغييرك أبدا ..
لوغيرت طبائعك الوحشية
ماذا يبقى منك؟
لست أفكر في تأديبك ..
أو تهذيبك ..
لو هذبت الطفل الطائش فيك ..
فماذا يبقى منك؟
لست أفكر في اخراجك من فوضاك
فلو لملمت الورق الملقى فوق سريرك
ماذا يبقى منك ؟
لست أفكر في تعليمك فن الحب
فأنتنبي الحب ..
ولو علمتك ما لاأعلم
ماذا يبقى منك؟؟
لست أفكر ..
في انقاذك من زلزال الشعر
فلوأنقذتك من زلزال الشعر
فماذا يبقى منك؟
ماذا يبقى منك ؟
(من ديوان الشاعرة ..سعاد الصباح..... فى البدء كانت المرأة )[b]