قرأت في حديث أن قراءة هذه السور في كل ليلة فهل ما قرأت صحيح ؟هي إذا قرأ شخص ثلاث آيات من آخر سورة الحشر يشفع له سبعون ألفا من الملائكة من الصباح إلى المساء ومن المساء إلىالصباح وإذا مات في هذا الحال يكون شهيداً
وسورة الرحمن لا أعرف فوائدها، سورة الواقعة فمن قرأها لن يواجه فقراً ولا مشاكل.
ومن قرأ سورة الدخان يستغفر له سبعون ألف من الملائكة.
وسورة فصلت، ومن أراد أن يدخل الجنة (الفردوس ) ويمشي في جنانها أن يقرأ سور الحواميم.
وسورة يس تشفع لمن قرأ ولمن استمع، وسورة السجدة إذا كان الشخص مذنبا فقرأ هذه السورة ولو وضعت أعماله أمامه، طلبت له هذه السورة المغفرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسور التي سألت عنها، منها ماورد في فضلها أحاديث صحيحه، ومنها ما لم يرد في فضلها إلا أحاديث ضعيفة، ومنها ما لم يرد فيها حديث أصلاً. ونحن نبين لك ذلك على النحو التالي:
- سورة الواقعة، وقد ورد في فضلها ما رواه الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال أبو بكر : يا رسول الله قد شبت، قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم3723)
أما بالنسبة للحديث الذي ذكرته فنصه: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة. رواه البيهقي عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع.
- سورة السجدة، قد روى أحمد والترمذي عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ:ألم تنزيل ، و:تبارك الذي بيده الملك صححه الألباني في صحيح الجامع برقم(4873)، وهذا الفعل يدل على فضل هاتين السورتين، أما الفضل الذي ذكرته لسورة السجدة فهو غير ثابت في حديث معتبر .
- سورة يس، وقد ورد في فضلها حديث ضعيف، رواه البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات. ضعفه الألباني ، وقد روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس في كل ليلة غفر له. وهو ضعيف أيضاً، ضعفه الألباني ، وورد فيها غير ذلك وهو إما ضعيف أو موضوع.
- أما سورة الدخان فكل ما ورد في فضلها إما ضعيف جداً وإما موضوع، مثل ما رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- : من قرأ ( حم الدخان ) في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك. قال الألباني (موضوع).
- وأما الحواميم، فلم يرد في فضل قراءتها حديث صحيح -فيما نعلم- لكن روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ (حم المؤمن) -سورة غافر- إلى (إليه المصير) و(آية الكرسي) حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حفظ حتى يصبح. قال الألباني. (ضعيف)
- أما سورة الأعراف، فلم نجد في فضلها شيئاً مذكوراً في كتب السنة التي بين أيدينا -والله أعلم- والأصل عدم الأفضلية إلا بنص صحيح أو حسن.
- أما سورة الحشر، فقد ورد في فضلها حديث ضعيف رواه الترمذي وأحمد عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك، يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم، مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة. قال الألباني (ضعيف)
- وأما سورة فصلت وسورة الرحمن، فكذلك لم يصح فيهما حديث يدل على فضلهما -فيما نعلم-
وننبه إلى أن القرآن فاضل كله مبارك شافٍ كافٍ كله، وما لم يرد فيه نص بخصوصه فهو مشمول بالنصوص الكثيرة المتواترة في فضل القرآن عموماً.
وعلى السائلة الكريمة أن تراجع ما صح من فضائل القرآن في صحيح الجامع للألباني ، وكتاب رياض الصالحين للإمام النووي وكتاب مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ، ونحذر الأخت الكريمة من الكتب التي تحتوي على الأحاديث الموضوعة في الفضائل وليعلم أن الأحاديث التي ذكرناها سابقاً، يجوز العمل بما كان منها ضعيفاً إذا اندرج تحت أصل عام، ولم يكن ضعفه شديدا مع اعتقاد العامل الاحتياط لا الثبوت لأن ذلك من فضائل الأعمال، أما ما كان موضوعاً أو شديد الضعف أو غير مندرج تحت أصل، فلا يجوز العمل به في فضائل الأعمال ولا غيرها .
والله أعلم.