قلمي
ها أنا اليوم أصبحت بيوم جديد ، يوم عاصف تدوي بها الأفكار تصعق الأذهان ، ترهق الأبدان ، يوم كصفير الريح ، تسمع صدى الأفكار كالزئير ترعب الانفاس .
إنه يوم تتعارك الأفكار بين الضمائر الحية والغافلة عن الحقائق .
ها هو العمر قد أشرف على الإصفرار إنه كورقة الخريف تذكرني بيوم قد اقترب ورحل معه ربيع العمر بشبابه وصبيانه وعفويته .
إنه يوم يصيب سهمه نحو المسؤولية اتجاه أبنائنا وبلدنا كم أجد الصعوبة في اختيار مناهج الحياة ضمن هذا التفلت الإنسيابي .
معركة حيَّة إلى يوم الميعاد ، لم ينجوا منها إلاَّ كل من عرف سبل الحياة .
كم أنت جميل أيها البحر ناعم الملمس تسْتمْتِعْ عنما نشكوا إليك أنت مستمع جيد ْوطيب وكم أُسْعدُ عندما أسمع رنين تقلب الحياة فيك ...
أيها البحر دَعْ الشراع يذهب حيث يشاء .
أيتها الريح كوني بوصلة أمانواستقرار .
أيتها السماء أمطري علينا غيثا .
أيتها النجوم علمينا الحساب والفلك .
أيها القمر المبتسم كم هو جميل السمر معك ، تعيدني الى سنوات ٍ مضت حيث الطفولة الجميلة ، البراءة واللعب .
كم وكم غدوت الى قمم مخضرة اللون وأزهار ربيعها منتشر .
وكم تقلبت الأيام والضباب ملء المكان وضعف النظر واصبح هناك من يرشدنا على الصواب .
كم انتِ موحشة يا دنيا ... لا بل أنت أيها الإنسان ، الدنيا هي كما هي من زمن أجدادنا ، بل الإنسان قابل على التغير .
ها انا اليوم أطرقت باب مدونتي الخاصة ، وامسكت قلمي وسطرت كلمات وأحرف لعلها عبَّرت عمَّ يلوج بخاطري .
أنفاسي تتخبط وأرى الغمام مُسْوَدُ اللون وأرىبينهما بقعة بضاء ولكنها بعيدة وضئيلة .
وكمتصارعت مع القلم وعصرت أفكاري ووحدت كلمتي لأدون هذه الكلمات وجدتُ صعوبة لم أعرفها يوما بحياتي .
وها هي العين تنظرللقلم ، واللسان يقول مايريد ويدي ترسم بالقلم مايقوله اللسان قَذْ نفذ حبري ، حزنت وأردت أن أكتب المزيد . فجأة وقع القلم من بين أناملي نظرت إليه نظرة كسهم مصاب ينزف من شدة ألألم .. قال لي القلم :
كُفِّي عن كتبة الأحزانوالتضحيات ، أريد أن أكتب للفرح والآهات ، كُفَّي عن كتابة باللون الأسود ، كم هو جميل اللون الأبيض ، تغيرت نظرتي تلألأت عيناي .
قلت له :
أيها القلم أنت الوحيد من تعرفني وتعرف خطاي ورسمي ، كم سعدت معك طيلة هذه السنوات ، شكرا لكَ أيها القلم .
قلمي .
اميرة / بقلمي