هلاك قيصر وكسرى
* روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله». قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم : «إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده» أراد به بأرضه وهي العراق وقوله: «وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده» يريد به بأرضه وهي الشام، لا أنه لا يكون كسرى بعده ولا قيصر،ولقد تمَّ فتح هذه البلاد ونحن اليوم ننعم بها ولله الحمد والمنة. وقيل : الحكمة في أن قيصر بقي ملكه وإنما ارتفع من الشام وما والاها وكسرى ذهب ملكه أصلاً ورأساً، أن قيصر لما جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قَبِلَه وكاد أن يُسْلِم، وكسرى لما أتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم مزقه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يمزق ملكه كل ممزق فكان كذلك. قال الخطابي: معناه فلا قيصر بعده يملك مثل ما يملك، وذلك أنه كان بالشام وبها بيت المقدس الذي لا يتم للنصارى نسك إلا به، ولا يملك على الروم أحد إلا كان قد دخله إما سراً وإما جهراً، فانجلى عنها قيصر واستفتحت خزائنه ولم يخلفه أحد من القياصرة في تلك البلاد بعد .