وجميع الكائنات الحية تحتاج إلى المواد الكربونية لبناء أجسادها وتوليد الطاقة, وتحتاج إلى المواد النيتروجينية ( أو البروتينية ) لبناء البروتين, والأنزيمات التي تقوم بالعمليات الحيوية الأنزيمية المهمة للكائنات الحية, وتحتاج إلى المعادن في تغذيتها, و في بناء بعض المركبات الحية المهمة للخلية. وهذه المواد والمركبات المتحدة بين جميع الكائنات الحية تدلل على أن الخالق واحد والمدبر واحد, وهو عليم خبير مبدع , خلق هذه الخلايا على غير مثال سابق. وتركيب الغشاء الخلوي ( Plasma Membrane ) تركيب معقد ومعجز يدخل فيه الفوسفوليبدات (Phospholipids ) والبروتين (Proteins) . وهو يعزل سيتوبلازم الخلية عن البيئة الخارجية, وينظم تبادل المواد الأساسية بين السيتوبلازم والبيئة الخارجية بعمليات حيوية معلومة, ومعقدة, ودقيقة للغاية لايتسع المقام لذكرها. وإذا مات هذا الغشاء هلكت الخلية , ولذلك تعتمد بعض المطهرات والمنظفات والتأثيرات الحرارية والاشعاعية على اتلاف الخصائص الحيوية لهذا الغشاء, فتخرج المواد من الخلية وتدخل إليها دون نظام أو حارس, أو ضابط, أو رابط, فتهلك الخلية . ويستخدم الغشاء الحيوي الحي الطاقة في نقل المواد المطلوبة للخلية عكس ممال التركيز , كما تؤثر على هذا الغشاء عمليات الانتشار ( Diffusion ) والأسموزية (Osmosis), وتستخدم هذه الخصائص في حفظ الخلايا الحيوانية والنباتية بالتمليح والتطهير والتجفيف والتسكير وغيرها من الوسائل المعتمدة على امتصاص الماء من الخلايا . ويوجد جدار خلوي (Cell Wall) لتدعيم الخلايا وحمايتها في النبات والأوليات والفطريات والبكتيريا والطحالب الخضراء المزرقة . وتحتوي الخلايا في النبات والحيوان على تراكيب مشتركة مثل جهاز جولجي (Golgi complex), وهو مجموعة من الأكياس الغشائية , والعازلة للبروتين والدهون عن الانزيمات المحلله لها . وفي الخلايا النباتية والحيوانية توجد شبكة بلازمية داخلية (Endoplasmic reticulum ) وهي شبكة نقل للمواد داخل الخلية وعلى بعض أجزائها توجد مواضع تكوين البروتين في الخلية والمسماة بالريبوزومات ( Ribosomes ), وتحتوي الخلايا على الليسومات (Lysosomes ) وهي مخازن للأنزيمات المحلله لمكونات الخلية, ولذلك عندما يموت الكائن الحي, وتفسد النفاذية الاختيارية لأغشية الليسوسوم تنطلق الأنزيمات منها إلى الخلايا معلنة تحللها والاسراع في تفكيكها . من هنا كان من السنة ومن إكرام الميت الاسراع في دفنه قبل أن تعمل الانزيمات المحلله على تحلل خلاياه وصعود رائحة التحلل منها . وتوجد الميتوكندريا (Mitochondria) في النبات والحيوان , وهي مولدات الطاقة الحيوية الهوائية في الحيوان والنبات من الطاقة سابقة التجهيز والتخزين – أي أنها مصانع تحرير الطاقة في النبات والحيوان (1). وحدة بناء الكائنات الحية معجزة علمية !!الجزء الثاني كما توجد البلاستيدات الخضراء مصانع انتاج الطاقة الحيوية والمواد الغذائية في النبات من ضوء الشمس , وثاني اكسيد الكربون , والماء في عملية حيوية معجزة (1). و تتكاثر جميع الكائنات الحية بالانقسامات البسيطة أو الانقسام غير الاختزالي (Mitosis ), أو الانقسام الاختزالي(Meiosis) أو بهما معاً. وقد أسهبت المؤلفات العلمية في عمليات التكاثر, ولكن مايهمنا هنا انها عمليات منظمة ودقيقة ومقدره بميزان الحكمة, وهي تهدم نظرية العشوائية والصدفة في خلق وعمل الكائنات الحية. والقانون المهم في النظرية الخلوية أن الحياة لاتتولد إلا من الحياة, فحتى نحصل على خلية حية وكائن حي فعلينا أن نأخذها من خلية حية سابقة , وكائن حي الخلايا سابقا, وهذا يدلل على أن واهب الحياة هو الله , فهو وحده الذي يخرج الحي من الميت, وغيره لايمكن أن يخرج الحي من الميت, وكل التجارب التي تجري على الاستنساخ والهندسة الوراثية وزراعة الأنسجة واستغلال الخرائط الوراثية والجينوم تعتمد على خلايا حية سابقة. من هنا كانت وحدة بناء الكائنات الحية معجزة علمية, تعجز البشرية عن انشائها من العدم وصدق الله العظيم : { هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين } لقمان 11.