إسطنبول- أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن عدم ثقته في لجنة التحقيق الداخلية التي تعتزم إسرائيل تشكيلها لكشف ملابسات الهجوم الذي شنته البحرية الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي على (أسطول الحرية) المتضامن مع غزة.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أوغلو القول إن اللجنة التي أعلنتها إسرائيل عديمة الأهمية بالنسبة لبلاده.
واعتبر أوغلو إن إسرائيل لا يمكنها بصفتها مدعى عليها أن تكون قاضيا وادعاء عام في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن بلاده ستراجع علاقتها بإسرائيل إذا لم تتحقق مطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية في جلسة خاصة عقدتها الاثنين على تشكيل لجنة تقصي حقائق في أحداث أسطول الحرية برئاسة قاضي المحكمة العليا السابق يعقوب تيركل وبمشاركة مراقبين أجنبيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاحه جلسة الحكومة إن مبدأين مركزيين يوجهاننا في الاقتراح لتشكيل اللجنة التي نطرحها اليوم. المبدأ الأول هو الحفاظ على حرية عمل جنود الجيش الإسرائيلي ومصداقية جهاز التحقيقات العسكرية.
واضاف أنه بموجب الاقتراح الذي نطرحه هنا فإنه باستثناء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (غابي أشكنازي) لن يدلي جنود الجيش الإسرائيلي بشهادة أمام اللجنة، وقد شكّل رئيس الأركان نظاما برئاسة اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند وسيحول للجنة ملخصات التحقيقات العسكرية التي يجريها.
وتابع نتنياهو إن الاعتبار المركزي الثاني الذي وجهنا هو توفير رد صادق ومقنع للدول المسؤولة في المجتمع الدولي حول الأحداث وخصوصاً في سياق القانون الدولي.
وأضاف إني مقتنع بأن كشف الحقائق بواسطة اللجنة سيثبت أن أهداف وأنشطة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلية كانت عمليات دفاعية جديرة ووفقا للمعايير الدولية العالية جدا.
وخلص إلى أني اقدر أن قرار الحكومة اليوم بتشكيل اللجنة العامة المستقلة ستوضح للعالم أجمع أن دولة إسرائيل تعمل بموجب القانون وبشفافية ومسؤولية كاملة.
وتعرض قرار الحكومة بتشكيل اللجنة لانتقادات محلية ودولية بسبب طبيعتها وامتناعها عن التحقيق في الأحداث الدامية التي رافقت سيطرة القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا مساء الأحد حول أعضاء اللجنة التي وصفها بأنها لجنة عامة ومستقلة للتدقيق في الجوانب المتعلقة بالعملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل من أجل منع وصول سفن إلى شاطئ غزة في يوم 31 أيار/ مايو 2010.
واختار نتنياهو في اجتماع حزبه الليكود الأحد قاضي المحكمة العليا المتقاعد ياكوف تيركل (75 عاما) ليترأس لجنة التحقيق المؤلفة من عضوين إسرائيليين ومراقبين دوليين اثنين هما وليام ديفيد تريمبل الأيرلندي الحائز على جائزة نوبل للسلام والمحامي الكندي كين واتكين.
ويشارك الخبيران الدوليان في جلسات استماع ومداولات اللجنة لكن لن يحق لهما التصويت على الوقائع والاستنتاجات. ويمكن للجنة أن تمنع المراقبين الدوليين من الحصول على معلومات معينة إذا رأت أنها تلحق ضررا بالأمن القومي الإسرائيلي أو بعلاقاتها الخارجية.
وكانت إسرائيل تعرضت لانتقادات دولية واسعة بعد استشهاد تسعة متضامنين أجانب لدى سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلية بالقوة على أسطول الحرية، فيما ادعت إسرائيل أن جنودها اضطروا إلى استخدام السلاح بعد تعرضهم للضرب من قبل المتضامنين.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة