صور بملامح الضباب

موضوع: صور بملامح الضباب 01/07/10, 11:12 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سميرة ديوان

وطن الذات
كان يسبح في الغياهب جُسيماً
هزيلاً، غير ذي قيمة. ابتلعت المحيطات الجسيم مرة بعد مرة ثم قذفت به نحو
صدّفة ابتلعته بين شدقيها في الحال وأوصدت بابها.
ضحك الجسيم، فبهتت
الصدّفة: أنت ميت يا هذا.
استمر الجسيم على حاله حتى اهتز جسد الصدّفة:
وليكن.... ستنتهي معاناتي.
أحكمت الصدّفة إغلاق بابها كي لا يفر: أي
معاناة ومن أنت؟.
استقر الجسيم وسط الصدّفة: ربما كنت خضراء الدمن،
ربما كنت بلا وطن أو أصلن أو هربت من ساحة معركة، أو خنت صديقاً وأهلاً، أو
انتُزعت من حيدي البحري ومسخت، لكني في
النهاية شائبة لا فائدة مني، فافعلي أيتها الصدّفة ما تشائين وخلصيني من
معاناتي وضياعي.
بدأت دموع الصدّفة تنهمر وتغطي الجسيم: لا عليك، سأنهي
معاناتك وأصنع منك أجمل لؤلؤة رآها بشر، وحينها ستُنتزع من رحم الضياع.
انتشلت
شباك الغواصين الصدّفة التي ضحّت بجسدها الصلب لتُخرج اللؤلؤة للحياة. قذف
الصيادون جسد الصدّفة نحو الشاطئ فتلقفتها أيدي الصغار وأخذت تلهو بها,
وانتزعوا أجمل لؤلؤة رآها بشر.
استقبل المتحف آلاف الزوار المعجبين
باللؤلؤة الذين أطالوا الوقوف أمامها يتمنون أن تكون ملْكاً لهم أو تزين
أجياد نسائهم, الصحف
والمجلات والفضائيات تناقلوا خبر هذه اللؤلؤة النادرة.
لكن اللؤلؤة
القابعة داخل الصندوق الزجاجي المحصّن ضد السرقة، صرخت في جوفها: لماذا هم
معجبون بي هكذا. إنهم لا يعرفون حقيقتي... لا يعرفون أنني مجرد جسيم تقاذفه
الموج.

كرة صوفية بلونين
وقف طويلاً بمحاذاة النافذة المطلة
على مجمع جبر، اختارها مرتفعة ومطلة وبدأ يطلق العنان للكاميرا بين يديه
يصور ويدون بعضاً من وجع ومطر وضباب يلف المكان.
هناك حيث المكان
المطل، ذكراها تلمه وتبعثره، تنسج أمامه خيوط الصوف ثم تنكثها وتعيد لفها
من جديد، كرة أمامها تجمع خيطين مختلفَي
اللون فتبدو كرة واحدة مموجة.
يلتقط الصورة يعلقها وينتشي بإبداعه، ثم
يلتفت نحو المرتفع الآخر يرمي بالكرتين الصوفيتين نحوها وينتظر امرأة أخرى
تجمع الكرتين فيلتقط لها صورة ويعلقها بجانب الصورة الأخرى.
عالم البرزخ
اشتقتُ لها كثيراً، بكيت, نحت, لطمت شقوق الحزن على
أطراف وجهي... اقتربتْ مني بهدوء فراشة تداعب شفاه زهرة برية، فتحت باباً
حجرياً فانفلش منه نور عظيم وتسلسلت منه رائحة الموت، مدت يدها لدنة محاولة
سحبي بين إشارات الضوء وراء الباب، قلت لها بتوجس: أي عالم هذا أماه!.
عادت
إلى الزحف الفراشي الهادئ: عالم البرزخ.
قلت: إن دخلته سأكون ميتة.
قالت
: لا تخافي، زيارة خاطفة وتعودين.
كم كرهت عالمي وتمنيت أن ألحق بها،
لكنني كنت أقف وأفكر، الآن سأدخل عالمهم الجميل، نزلت إلى دبج يفضي إلى
غرفة صغيرة يستلقون على
بلاطها البارد ولا يتقلبون، لا ينامون ولا يستيقظون، لا يتأملون ولا
يطمحون.
قلت: كنت تحبين فوارغ الماعز باللبن ألم تطلبي أكلها هنا.
أجابت
بعد أن عادت واستلقت مكانها: لا نأكل هنا ولا نشرب.
قلت: أي عالم
هذا؟.
أجابت بصوت لدن متراخٍ: علينا تقبُّل هذا ما دمنا هنا.
قبّلت
كل شبر من خريطة الجلد الياسميني, شممت رائحة البابونج في شعرها, لعقت
الخضاب والحناء عن يديها وقلت: هيا أعيديني إلى عالمي، فهناك نحلم وننتكس،
نبكي ونفرح.

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

موضوع: رد: صور بملامح الضباب 04/07/10, 09:08 pm

من اروع ما قرات سلمت يداك على هذا الاختيار الرائع والمميز
مع خالص ودي وتقديري لشخصك الكريم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

موضوع: رد: صور بملامح الضباب 06/07/10, 12:42 am

ما اجملها من كلمات ومعاني ابجديات

كبيرنا الف شكر لشخصكم الكريم

اميرة

موضوع: رد: صور بملامح الضباب 24/07/10, 02:11 am

الله لا يحرمنا منك القدس

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نرجس القدس

موضوع: رد: صور بملامح الضباب 24/07/10, 02:18 am

اشكرك اخي القدس على موضوعك المميز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» أنهار الضباب العظيمة لا تظهر إلا مرة كل عقد من الزمان