[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كل دروب الآلام إلى القدس تؤدي..
شعر علي حتر
(1)
سدوا في وجهي كل البواباتْ
قطعوا كل الطُرْقاتْ..
من أميال.. قطعوا الطرقاتْ
من جسر النهر الشرقي1..
لصدّي..
ومن المعبرْ
في البر القبليْ2..
قطعوا الطرقاتْ..
نصبوا لي "محسوما3"
يتبعه "محسومْ"..
عربي..
عبري أو
دَوْلي..
من كل الجنسياتْ..
وعليها زرعوا لي
حتى من أهلي
احفادَ الوحشيّ.. لصيدي
ولقتلي..
إن خُضتُ مخاضات النهر الظمآن
ولقصفي في مقبرة الأنفاق.. ووأدي..
نشروا كل بساطير العسسِ
كل الأسلاك الشوكية..
والقناصة والألغامَ..
وأبراج الحرسِ
زرعوا لوحات التضليل..
وكلَّ إشارات التيهْ
كي تبعدني..
بسطوا الليل وحاكوا شبكات التمويهْ..
غطّوا.. حتى أخفَتَ نجْمٍ..
كي لا يرشدني..
ما عرفوا أني
أدرى بشعاب الوطنِ
ما عرفوا أن القدس..
وعشقي القدس..
وعشْقَ القدسِ لمن مثلي..
لا تمنعني عنها الألغامُ
ولا تجدي..
(2)
ما عرفوا.. أنْ..
روما احترقت..
وغدت..
كل دروب الكون المرصوفة بالآلام..
من القدس بدايتُها..
وإلى القدس تؤدي..
كل الطرق إلى القدس تؤدي
(3)
سنوا كل قوانين المنعِ
وأقرّوا كل أساليب القمعِ
زرعوا الخصْيانْ
نشروا الحكواتيّة..
في كل زوايا الأرض العربيةْ..
حرقوا بغدادْ..
وأقروا في الكمب وفي الوادْ..
في الشرم وفي الدوحةِ..
في كل لقاء قمميٍّ.. خال من معنى القممية..
في نْيويورْكَ ومنتديات الأممِ..
وحثالات اللممِ..
ومزادات الذممِ..
خطوا لي درب الآلامْ..
نسخوه عن القدس إلى كل الأمصارْ..
ما عرفوا أني..
أملي.. أصنعه من ألمي..
زعموا.. أني
أنا حرٌّ أن أختارْ:
خطبوا جهرا:
إني أملك كل حقوق الإنسانْ..
وأضافوا سرا:
إن الذل كثير الأنواع..
ومنها حصرا..
لي حق أن أختار..
همسوا: إن صنوفَ الأرسانْ..
خشبَ الصلبانْ..
وصكوك قبول الطغيانْ..
أشكالٌ ألوانْ..
والرشوة أيضا:
أشكالٌ ألوانْ..
وأنا..
ما أرغب..
منها حصْراً..
من حقي..أن أختار..
لكني محروم..
من حق أوحد محدودْ..
لا يفسد.. قالوأ.. في الود قضية:
"ممنوع.. أن أصحو وأُصدّقَ..
أني فعلا إنسان"..
فأنا في التلمودْ..
مثلي أيضا أهل القمة، لكن لا يعترفون..
نتفة حيوانْ..
(4)
قالوا لي أيضا:
"إن أمامي حلَّيْن:
"الأول أن القدسَ لصهيونْ..
والثاني: أنّ لصهيون القدس"..
وذاك قرار الديموقراطياتْ!!
في الأمم المتحداتْ
المتفقاتْ..
ضد الفقراءِ..
أما أهلُ القمّةِ..
فقدِ اختاروا يا قدسُ الحلين.. وقالوا:
"إنهمُ درسوا.. نظروا..
وجدوا أنه في لغة الإعراب الرسمية..
لا ضير بترتيب الكلماتْ"..
نشروا ذلك في الصحف التلمودية..
فالقمة في الشرم وفي الدوحة..
خصم للإعرابِ..
لأنه يبحث في الكلْمةْ
والقمة خصم للكلْمةْ..
والعاقل لا يجهل خصمهْ..
ولأنا نعرف..
أن المفعول به في كل بيانات القمة...
دوما يُرفع بالضمة..
فلماذا لا يتقدم فيها قبل المبتدأ الخبرُ..
الشرط الأوحد في القمةْ..
ألا تتأخر مصلحة القادة
ومصالح أمريكا وجميع السادة..!!
قالوا أيضا.. إنهمُ..
أكبر مني.. أقوى مني!!
أدرى مني بمصالح وطني.. وبشأني..
والمشكلُ بي..
المشكل بي أني..
مذْ كنت صغيرا ألعبُ
في حارات القدس الحجرية..
وأنا أتمرد ضد القمم المثقوبةِ..
إلا.. إن كانت بركانْ..
وجميعا نعرف.. أن الدوحة ليست بركانْ
شرم الشيخ كذلك ليس ببركان..
قولي أنت لهمْ عني..
ماذا يا قدس سأختارْ..
(5)
لن أستبدل خانَ الزيت وسوقَ العطارين4..
بكل "المولات" المضْوية..
لن أستبدل كل قصور الأرض بغرفتنا..
كل العائلة.. ثمانية كنا..
لم يجمعنا يوما إلا غرفتنا..
عند طلوع الخانْقا..
وأمام المعصرة الدهْرية5..
وتشتتْنا.. حتى اليوم تَشتّتْنا..
منذ طفولتنا..
لم تجمعْنا يوما إلا غرفتُنا..
ذات الجُدُر المترية..
نغفو
نصحو
نلهو ونشاكس
نرضى ونعاكس..
لم يجمعنا يوما إلا غرفتنا..
لن أستبدل كل قصور الأرض بغرفتنا..
وبمدرستي في الجبشة6..
يستند السور على ملعبها..
بالهوسبيس وحي السعدية..
بحُوَيْرِنَةِ الهدْميّ.. وحلوى جعفرْ..
وبكعك القدس وصبارة سلوانْ..
بخضار الصيف الجبلية..
تفرشها الفلاحاتُ
قبالة باب العامودِ7.. ضُحى..
يشدين بها مع فيروز في البدرية..
يتحدَّيْن سيوف الجنديّ الأزرقً8..
وسياط الفرسان..
(6)
فتحوا لي كل كنوز الأرض لأختار..
وضعوا لي الرشوة في كل مكان..
بعثوا لي
كل الوسطاء المخصيين لأختارَ..
لكن..
منْ خلفي طعنوني.. في ظهري..
في الكمْب وفي الواد9..
وفي شرم الشيخ أقروا قهري
وأقروا في الدوحة.. نحري..
إن لم أقبل..
(7)
قالوا لي:
رأسي ستكون هدية سالومي10
ترقص في حضرتهم..
في حضرة قمّتهم..
تعطيهم كل صنوف المتعة؟؟
وتعود إلى القدس..
وفي عيد العرش وكيبورَ الغفران11..
والسبتِ تبولُ على تربة جدي..
تعْجنُ من دمّي..
كعكات الفصح الدموية..
سألوني: من أنت؟..
من صرْتَ ومن كنت؟؟
نتفة عربيّ.. شاميّ..
غزيّ.. سلطيّ..
قانيّ..
ماذا تحسب نفسك أنت؟..
حتى.. من أجلك
تُحجب عنهم كل صنوف المتعة..؟
إن لم أخضعْ..
رأسي تُقطعْ
في قمة موريّةَ12..
عربونَ وفاء وولاءْ..
وفداءً لمواهب سالومي السحرية..
وأنا مجنونْ
مهووسٌ في عشق القدسِ..
ولن أركعْ..
لن أقبلْ عنها.. رقصة سالومي
أو أجمل أجمل حورية..
(
لن أعطيكم رأسي..
لن أسمح أن تقطع رأسي بعد الآن..
فأنا في تموزٍ13
في قانا سطّرتُ هزيمتكمْ
في الميدانْ..
وأنا في كانونٍ14..
في غزة.. برهنت سخافة فكرة موتي..
ودحرتُ عزيمتكم..
أعلنت استمرارَ العصيانْ..
إني أعرف أن الدرب طويلٌ..
وبعيدٌ وبعيدْ..
والزمن طويلٌ..
ومديدٌ.. ومديدْ..
وأنا..
لا أملك شيئا أخسره
بعد القدسِ..
لا فوقي.. لا تحتي..
نَفَسي..
لو يعرف هذا العالم
ما أطول نفَسي..
أطول من..
كل التاريخ التوراتيّ المزعوم..
من آدم حتى الآن..
بل أطولْ
من مجموع الزمن الماضي
والحاضر والمستقبلْ..
وسأبقى للقدسِ..
وستبقى لي القدس ويبقى..
في قلقي.. قلق الأزمان..
في رفضي للظلمة..
رفض الإنسان..