لندن ـ ظهرت تفاصيل جديدة حول قيام مجموعة من الجنود الامريكيين التخطيط لقتل مدنيين افغان بشكل عشوائي وتشويه اطرافهم وحمل اجزاء منها كتذكارات وهو ما كشفت عنه الاسبوع الماضي صحيفة "غارديان" البريطانية، وبحسب لوائح الاتهام الموجهة للجنود الامريكيين من فرقة المدرعات الثانية التابعة للواء ستاريكر فقد قام الجنود الذين وصفتهم "واشنطن بوست" بالآبقين ولاسابيع التخطيط لمقتل مدنيين افغان "هواية".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن لوائح الاتهام ان الهجوم والقتل غير المبرر الذي حدث في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي كان بداية لقتل وهجمات استمرت لشهور ضد مدنيين افغان وهي اعمال ادت لتوجيه اتهامات لجنود امريكيين تعتبر الارفظع منذ عام 2001. فقد اتهم اعضاء الوحدة بالقيام بتشويه وقطع اجزاء من اجساد المدنيين القتلى واخذ صور الى جانب الجثث وتخزين جماجم وعظام القتلى.
وتشير الى ان التحقيق في الانتهاكات طرح اسئلة حول تجاهل قادة الجيش تحذيرات من تصرفات بعض الجنود الخارجة عن السيطرة كانوا يقومون بجرائم.
ونقل عن والد احد الجنود المتهمين قوله انه حاول اكثر من مرة انذار الجيش حول تصرفات اخبار علمها من ابنه دون جدوى. وتظهر لوائح الاتهام ان خمسة جنود خططوا ونفذوا ثلاثة اغتيالات في داخل مدينة قندهار وحولها في الفترة ما بين كانون الثاني (يناير) الى ايار (مايو) العام الحالي. ووجه المحققون العسكريون اتهامات لسبعة من الجنود متورطين في هذه الجرائم، واتهامات بتورط بتعاطي الحشيش ومحاولات لتعويق مسار العدالة وتهديد جندي حاول انذار الجيش باعمال العصابة.
ولم يكشف المحققون الامريكيون عن دوافع الجرائم ولا الاسباب التي ادت لحدوثها بدون ان تلفت انتباه القادة العسكريين. ولكن مقابلات اجرتها الصحيفة مع محققين او مسؤولين لهم علاقة بالتحقيقات او مطلعين على مسارها قالوا ان عمليات القتل كانت "هواية" ورياضة من جنود كانوا مدمنين على المخدرات والخمور.. ومن المتوقع ان ينظم الجيش جلسة خاصة للاستماع قبل المحاكمة في المركز الرئيسي للواء في "جوينت بيس لويس ماكتشورد".
ونقل عن مسؤولين قولهم انهم خائفون من لفت النظر الى القضية عند عقد الجلسة هذا الخريف، خاصة حالة عرض صور الجنود الى جانب الجثث المشوهة مما سيؤدي الى غضب افغاني ترى القيادة العسكرية الامريكية ان دعمهم ضروري لتحقيق المهمة في افغانستان. وكان "فريق الاغتيال" قد بدأ يتشكل مع وصول الجندي كالفين غيبس الى افغانستان نهاية العام الماضي.
ويوصف غيبس حسب شهادات عدد من المتهمين بانه زعيم العصابة حيث اسر الى زملائه الجدد انه قام بافعال في العراق ومرت دون ان ينتبه اليها احد خاصة عندما ارسلت فرقته الى هناك عام 2004.
وبحسب اللائحة ففي الجريمة الاولى استخدم افراد العصابة الخداع عندما قام جندي اسمه جيرمي مولوك برمي قنبلة يدوية على الارض للتمويه انهم تعرضوا لهجوم. وعندما شاهد الجندي اندرو هولمز القنبلة قام باطلاق النار على المدني الافغاني وعندما انفجرت القنبلة ادت بالجنود الاخرين اطلاق النار على القروي.
وتظهر شهادات الجنود سلسلة من الاعترافات المتناقضة فمورلوك يقول ان غيبس اعطاه القنبلة اليدوية وان هولمز كان يعرف بالخدعة لكن محامي هولمز يقول انه لم يكن يعرف بالخطة. ويقول محاميه ان موكله استخدم كغطاء وان هولمز كان في الوقت الخطأ والمكان الخطأ.
وتشير الصحيفة الى ان كريستوفر وينفيلد وهو مارينز سابق تحدث مع ابنه عبر الانترنت وكتب اليه الابن واسمه ادم ان هناك اشخاصا يفلتون بسهولة من جرائم يقومون بها. وعندما شدد الاب على الابن كي يتحدث اجاب انه اعضاء عصابة القتل هددوه لانه رفض المضي معهم وانهم يتفاخرون بمحاولتهم البحث عن ضحية جديدة.
وعلق الاب ان ابنه كان خائفا على حياته وانه كأب صعق عندما علم بالامر. وحاول الاتصال بالجيش واعلامه بالامر اكثر من مرة ولكنه عندما حصل على اتصال مع مسؤول قيل له ان الوحدة المركزية في لويس لا يمكنها عمل اي شيء الا في حالة استعداد الابن- ادم تقديم تقرير للجيش في افغانستان مما اثار دهشة المارينز السابق.
ولكن بعد محاولة وينفيلد تحذير الجيش عن نشاطات العصابة قام افرادها بعد ثماني ايام بارتكاب جريمة جديدة، حيث قتل مدني افغاني في 22 شباط (فبراير) مرعش اغا، قرب قاعدة رامورد في قندهار، ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الجريمة لكنه وجه اتهامات لكل من غيبس ومورلوك واخر اسمه ميكائيل واغنون، والاخير متهم باخذ جمجمة من جثة مدني افغاني. وفي عملية ثالثة تمت في اذار (مارس) قام غيبس وواغنون وجنود اخرون هم: روبرت ستفنز ودارين جونز واشتون مور بفتح النار على ثلاثة مدنيين افغان.
وفي الثاني من ايار (مايو) قامت العصابة بمن فيها ابن المارينز الذي حاول انذار الجيش حول اعمالها برمي قنبلة يدوية ادت لمقتل رجل دين اسمه ملا اداهاداد، وبحسب محامي وينفيلد فالاخير تلقى امرا باطلاق النار الا انه اطلق النار عاليا ولم يصب الضحية.
ولم يتم اكتشاف العصابة الا بالصدفة عندما كانت الشرطة العسكرية تقوم بالتحقيق في قضية ادمان على الحشيش واستخدام مكان لجندي اخبر الشرطة عنه. وعندها قامت العصابة بالانتقام من المخبر الذي تعرض للركل والضرب والسحل على الارض، وبحسب الوثائق قام غيبس بالتلويح باصابع وعظام قام بنزعها من جثث القتلى. وعندها قام الجندي بالعودة للشرطة العسكرية التي بدأت بالتحقيق وقامت باعتقالات.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة