أعراس الرعب
بقلم الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للعرس الأردني تقاليد تمنحه لقب الرعب بامتياز ، وقد يكون السبب أن القوة في الأردن يمثلها جناحان قويان ، أحدهما قوة النفوذ ، ويمثلها أبناء العشائر الكبرى المتنفذة في الدولة ، وأبناء الوزراء والنواب والرتب العليا من الجيش والمخابرات ، وهذه تحتها الف خط ، والأمن العام ، وهذه تحته 999 خطا ...!!!
وجناح المال ، ويمثله أبناء التجار والصُنّاع، وكل من له علاقة بالمافيا السوداء ، حيث بسببهم الفقر المدقع وسراب الموت الذي يرفرف في كل مكان ...!!!
وبالمقابل ولله الحمد هناك قوات أمنية لا يوجد لها مثيل ، تستطيع اخضاع كل من تسول له نفسه بتجاوز القانون والإعتداء على حرية الآخرين ، وأن هناك قوة لصاحب الحق ينتزعها بقوة القانون ، إذا عرف حقه ولم يتنازل عنه ...!!!
وهناك جناح آخر موجود ، ولكنه لا يسبب قلقا ، لأنه تحت السيطرة واسمه (الزعرنة) ، وهو ينتشر في أماكن دون أخرى ، وهي مناطق معروفة وتحت السيطرة الأمنية الدائمة ...!!!
ولكن للعرس والمناسبات السعيدة في الأردن تقاليد سيئة جدا ، تتعارض مع تقاليد وقيم المجتمع بشكل عام وتجد الأستنكار ، مما تؤدي إلى نتائج عكسية تقلب الفرح ترحا وحزنا ، وبدل العطر ترش الدم ، ورائحة الموت ، ومنها اطلاق النار ، ومنها مواكب الأعراس ، وما يمارسه أبناء الأغنياء والمترفين الذين يملكون السيارات الأسطورية التي تنطلق كالرصاص بسرعة الضوء وتطير على ارتفاع منخفض ، وتدور حول نفسها ولا البلبل الخشبي عندما كنا نلف الخيط حوله ونلقيه أرضا ليدور حول نفسه حتى يقع أرضا ...!!!
وبالعادة يصادق أبناء المال أبناء النفوذ والسلطة ليرتكز كل منهما على الآخر ، ويكمل النقص الذي فيه ، فتتساوى المعادلة ، وهناك ضعيفي الأنفس من مافيا القانون ، من الذين يحولون الحق الى باطل وينتصرون للمجرم على الضحية ، وهذه المداخل القانونية موجودة في كل الأنظمة الدستورية في العالم ، نشأت للحق أصلا ، ولكن يراد منها باطلا في كثير من الأحيان ، يستغله أشرار المامين لنصرة الباطل ، وتحيق الثروة ..!!!
مناسبات الفرح في الأردن مناسبات شؤم لأننا لا نحسن الفرح ، وحتى إذا ضحكنا نقول (الله يكفينا شر هالضحك) ...!!!
لسيارة العرسان في التقاليد الأردنية قدسية خاصة ، يصر الجميع أن يكونوا خلف السيارة لينالوا من قدسيتها ، مما يسبب التزاحم والتسابق والحوادث ، وان تحصل حوادث مادية ، فهناك حوادث معنوية ، إذ يصاب الناس بالرعب ، وينهار البعض نفسيا ، لأن حياته ستنتهي بلا مبرر ، و(يروح فطيس) بلا سبب وبلا هدف ، ضحية لسافل أرعن يريد أن يفرح على طريقته الخاصة ، وأن هذه الميتة لم تأت شهادة في سبيل الله ، أو أثناء العمل في تحصيل الرزق وقوت العيال...!!!
الخروج من الشبابيك ، والزوامير ، والطخطخة ، والمزاحمة ، تقاليد أردنية قحيحة ...!!!
من النماذج الأردنية مما شاهدت ، وقوفهم على أتوستراد الزرقاء واغلاق الشارع العام وعقد حلقة دبكة للعريس ، غير آبهين بشعور الآخرين أصحاب المصالح الذين يظنون أن الشارع من الأملاك العامة ، من حق كل مواطن أن يستعمله ، وأولئك يقتنصون حقة بغير وجه حق ..!!!
أما أغرب عرس شاهدته ، فهو اضطراري للمسير فيه ، بحكم قرابتي للعروس ، وبحكم ذهابي إلى بيتهم لأداء الواجب ، حسب التقاليد الأردنية الجيدة ، وكان العريس من أثرياء البلد ، من أصحاب الكسارات والجرافات ، وهؤلاء بحكم الأرتفاع الفاحش بأجرة الإنشاءات ، وأثمان مواد البناء ، تساووا من تجار النفط ، وارتفاعه الفاحش ، وبقدر ما ضاقت الحياة على الفقراء زادت سعة على أولئك أبناء الداية ، فصار الغنى لديهم ترفا وبطرا وكفرا ، ومن يمتلك سيارات الفراري ، وليس سيارة واحة ليقوم بألعاب بهلوانية في الشارع ، سبب رعبا شديدا للآخرين لأنه لا يفرح ولا ينبسط إلا بهذه الطريقة ..!!!
لقد شاهدت من هذا العرس (لعين الوالدين والشاهدين) ما لم أره في شارع هارلم في نيويورك ، وكنت كلما دخلته أحسست فيه وهرة كوهرة الضبع يقف لها شعر الجسم ، وما لم أره في شيكاغو ، ولكنني رأيته في عمان ، ولكن مجرد اتصال مع عمليات الشرطة ، وخلال دقائق قليلة ، وبزمن قياسي تمت السيطرة على الوضع ، ولهذا نحيي الأمن العام تحية كبيرة جدا ، وهم يستحقونها بجدارة فائقة على سرعة التدخل وضبط الأمور وتحويل اولئك الصقور إلى صراصير في لحظة وكبح جماح الموت الذي رفرف على الناس في لحظات كئيبة سوداء بين مجموعة من سيارات الفراري والدوج التي انطلقت من عقالها تنشر الموت ...!!!!
أتمنى لو أعرف ماذا حدث لهم بعد ضبطهم ، هل تم تقديمهم للقانون ، وتغريمهم ، وأقترح أن تكون الغرامة بالذي ينقصه،للمتنفذ بدفع المال،وللغني بالحبس والإذلال،وعدم تبديل المحكومية بالنقد ، لتربية أولئك الزعران وكبح جماحهم وتأديب كل من يفكر بفعل فعلهم القبيح ... !!!!
فإذا كانوا مغرمين بهكذا سباقات وحركات ، فلماذا لا يدخلون سباقات الرالي ، وهي رياضة مشروعة ولها احتياطاتها الأمنية الخاصة ، فمن كان لديه شبق يتزوج بالحلال ، ومن لديه شبق بزعرنة التخميس فليدخل سباقات الرالي ، أو يذهب إلى أماكن غير مأهولة ويمارس أي لعبة موت شاء و..(ذنبه على جنبه) دون أن يتحمل الآخرون وزر مزاجه الخبيث ..!!!
نتمنى بعد التحية لمدير الأمن العام أن يكون هناك قانون أمني اسمه اجتثاث الزعرنة ، وعدم رحمة الزعران أو الرأفة بهم أبدا ، والحد والقصاص هما في الأصل لصيانة المجتمع ، وحماية المواطن ، وأن يكون آمنا بأهله وماله ...!!!
وأقترح أن ترافق كل موكب فرح سيارة اسعاف على حساب صاحب الفرح وسيارة شرطة يدفع تكلفتها على حسابة ريثما ينضبط المجتمع ، ويتم تقليم أظافر أبناء المتنفذين ، وأبناء الأغنياء على السواء ، والله من وراء القصد ..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]منتديات سنجل الباسلة
أعر