الذوق هو قمة الأخلاق و هو عطرها و نفحاتها ... تتجلى في تعاملات
البشر و أحاديثهم التي تنطوي على أجمل المشاعر و أنبل العواطف
الذوق هو حاسة معنوية تدل على الاعتدال في المزاج و كمال العقل و بعد
في النظر و نباهة في النفس ... شعور اجتماعي محبب يدعو صاحبه
لمراعاة مشاعر الآخرين و ظروفهم و أحوالهم مما يقربه لنفوسهم
ويكسبه تقديرهم ... و لكن
هل نعلم بمدى أهمية الذوق في حياتنا ؟؟
قال حبيبك صلى الله عليه و سلم : " إن من أحبكم إليّ و أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "
و كما ذكرنا فإن الذوق هو قمة الأخلاق فإن كانت هي ما يقربنا لله
ورسوله فالأولى حرصنا جميعا عليها فهي سبيلنا لأعلى الجنان كما أخبر
النبي صلى الله عليه و سلم
و كذلك ... من منا لا يُعجب بالشخصية الراقية في تعاملاتها التي إذا
غضبت حلمت و إذا سمعت أصغت و إذا تحدثت صدقت ؟!
و كما تعلمون ... إن الأخلاق صفة مكتسبة و ليست فطرية
و لا ننسى أيضا مراعتنا لبعض أهم المظاهر للذوق العام :-
1-الإستئذان ... 2- المصافحة ... 3- إفشاء السلام ... 4- الخفض في
الصوت ... 5- طلاقة الوجه و التبسم ... 6- عدم الإمعان بالنظر في
الناس لما يسببه من إزعاج عند كثير منهم ... 7- المحافظة على النظافة
العامة في الملبس و المسكن و الأماكن العامة و غيرها
ومما يساعد على التخلق بالذوق العام
1- التدبر في معاني القرآن الكريم ... 2- سيرة الحبيب المصفى صلى الله عليه و سلم
3- و جميع كتب أهل العلم و الفضل ... 4- الرفقة الصالحة
نصيحة :- اكسب أعدائك في صفك بضم مايميزهم في نقاط قوتك
لا شك بأن الفرد الواعي قد يتمالك أعصابه و انفعلاته في معظم
الأوقات ... و لكن قد يكونوا هناك أناس يستطيعوا و بكل سهولة بإن
يفقدونه ذلك الاتزان و يجبروه بإهلاك طاقته في كثرة المنازعات و
الصراعات معهم و قد يزداد الأمر عن ذلك و ينهار
على هذا الفرد بإن يوجه طاقته من إثارة هذه الصراعات إلى السيطرة على
بوادرها بحلها مما يمنع ظهورها مرة أخرى ... كأن يبحث فيهم عن شيء
يفتقره في ذاته و يحاول أن يتعلم منهم هذا الشيء و يبدي اهتمامه بهذه
الصفة فيهم و يقاوم إحساس النفور منهم الذي قد يخلق له العديد من
المشكلات التي قد لا تكون لها أصل ... و بعد فترة من الزمان سيجد بإن
تواصله أصبح أفضل معهم إذ إنه أحلّ المشاعر الإيجابية عوضا عن
السلبية في تعامله و نظرته إليهم فيكون بذلك ضاعف نقاط قوته بالكثير
وكسب هذا العدو السابق في صفه
و هناك الكثير من الطرق الأخرى التي توصلنا لهذا الاتزان الذي به نكون
في قمة الذوق
" اللهم كما أحسنت خَلقي فحسّن خُلقي "