في وقت المساء .
يحين وقت القهوة والرحيل .
أحزم فيه حقائب ذكرياتي ونظراتك.
وأجد نفسي أستجمع بقايا عمري المبعثر.
في حقول الإغتراب والمرافيء العتيقة
.
رتبت لتوي إبتساماتك .
وكل دفاتري القديمة .
وأغلقت النافذة خلف موّاسم الهجرة.
حتى لايسيل النسيان إلى ذاكرتي.
كان القمر يبتسم وقلبي يسافر إليّك.
رأيّت في المرآة حدود أنفاسي .
يمتد عليها طيفك وعرائش الياسمين.
أهواك بكل ساعاتي .
كنجما لايضيء إلا في سمائك.
فأنا لو خيرت في وقت .
لكان هواك أيامي.
وفي عيّنيّك تسكن النجوى .
و همسات المساء .
وكل الورود التي نامت في مقلتيّ .
أينعت في روضك الخجول .
وفاح منها الزعتر والحنين .
إمنحني الآن حبا .حجم فراشة .
تطير فوق شرفات أشعاري .
لأمنحها رحيق الزنابق والورود .
أشجاك كصرخة حلم تملأ غرفتي .
وأغرس في مراياك بذورالبنفسج.
أنا أكتب كي لا أغرق في شذاك .
وكي لاأتعثر بين شرانق الحرير.
أتقرأ عيّناك دمعة تدلت للتو .
على رمشي وأمعنت مسافات السفر .
وجف الزمن الجميل .
قلمي تملأه الأزاهير ورائحة البرتقال .
يريد أن يدون الفرح و كل أسمائك .
ومواعيد الذي كان يوما بستانا .
يتغنى به الناي في أرض قفار .
سأنثر في سمائك كل الألوان .
وطيّف الأرجوان .
وأبني من كل قصاصات قصائدي .
التي طافت فوّق جداولك .
نوّرسا يحملني إليك .
لماذا كل هذا الصمت المريب ؟
أخبرنى بربك .
هل تاه الطريق ؟
أم أن خط المسير يبدأ .
بنافذة فتحت في وسادتي .
لأطل منها على بعض أحلامي .
على أي حال سأشرب قهوتي.
فدرب الشوق لاتحرسه الليالي.
أما أنت فلا تكون .
وحيدا كالقمر.
وتتركني كمحار .
تتقاذفه أمواج البحر .