كثيرة هي ومتعددة صنوف المعرفة . بين علم يقرأ ودراسات
تجمع .وبحوث تبحث ماهية الانسان ..وتصبح الساحة العلمية
بشهاداتها تثبت لمن يحملها تفوقه أو تجاوزه أو حصوله علي
هذه المكانة العلمية .ولكن هناك جامعة الكل يدرس بها .لم ولن
يتخرج منها الا بالقليل ..ألا وهي كلية معرفة الانسان .والوقوف
علي تفاصيل النفس البشرية الغريبة الأطوار .ان من يدعي
أنه عالم بالنفوس البشرية انما هو تبحر .في العناوين وضاع
جهده في عناوين لا تحمل تفاصيل المعرفة الحقة .
ان النفس البشرية متعددة متحولة متغيرة .فتسقط ساعتها
النظريات والقوانين .فما بين متناقضات شتي بين الخير والشر
يحيا هذا الانسان ..تغلبه أحيانا أسلحة الخير فنراه يحمل نفس
بريئة طاهرة محبة متعاونة ..وتغلبه أحيانا أخري أسلحة الشر
الفتاكة فلا تبقي أخضرا ولا يابس الا أتت عليه ..ولم أجد معلم
رئيسي من الملامح البشرية أتحدث عنه سوي الكلمة
وهي بداية ما تميز به الانسان عن بقية المخلوقات .وبها يعبر
عن نفسه وطلباته ومشاعره بل بها يكون بداية انسان .وجدتها
تؤثر في عالم الانسان أيما تأثير .فالقرآن الكريم كلام الله عز وجل
وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم أقواله ..حتي الفلاسفة
والمفكرين والشعراء هي كلمة ..تتأثر بها شعوب بأكملها وأجيال
متعاقبة ..وجدتها تحدد مصير أشخاص بل أمة بأسرها
وهي أيضا من تصنع السعادة والتعاسة في نفوس الغير
وهي أيضا بوابة معرفة الآخر
وان كان كل ماتقدم هو عنوان للكلمة وأحد ملامحها الكثيرة
فلماذا نستهين بها هذه الاستهانة ؟
ونجعلها سلعة متوفرة لا ندفع فيها ثمنا ؟..فعندما تخرج الكلمة
بدون روية أو تنقية تصيب هدفها فتدميه فساعتها لن تفيد مئات
الكلمات لاصلاحها أو سحبها أو طمثها
اخواني واخواتي الأعزاء ان الكلمة من أخطر ما يكون ..ومن أعظم ما
يكون ..ومن افضل مايكون ...ولكن عندما نتذوق طعمها ونتفكر
بها ولو ثانية واحدة لتغيرت أمور كثيرة في حياتنا الي
الأفضل ..ولكن ما أكثر حديتنا وما أكثر ماتلوكه الألسن من غث
وسمين ..فنري من ملك كلمته حدد طريقه ومن حدد طريقه حتما
سيصل الي ما يصبوا اليه ...أو فلنعمل بموجب هذا البيت
وجدت الصمت متجرا فلزمته
فان لم أكن رابحا .....فلست بخاسر