الجزيرة نت-خاص
فشلت محاولتان على الأقل حتى الآن في حل الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان، عقب الأزمة الأخيرة في العلاقات بين الرجلين، بحسب ما ذكره مسؤول بارز في حركة فتح.
وقال المصدر للجزيرة نت -مشترطا عدم ذكر اسمه- إن أعضاء في اللجنة المركزية لفتح تحدثوا مع عباس عن حل الخلاف، لكنه أجاب بالرفض المطلق، معتبراً أن ما تحدث به دحلان وتدخلاته أمور غير مقبولة مطلقاً.
وأشار ذات المصدر إلى أن عباس أبلغ محدثيه من أعضاء مركزية فتح أن دحلان تجاوز حدوده كثيراً، وأنه وجه شتائم وكلاما غير لائق له ولنجليه، واتهمهما بالاستفادة من منصب والديهما في أنشطتهم التجارية، وهو ما ينفيه عباس ونجلاه.
وأضاف أن عباس رفض حتى أن يقوم دحلان بالاعتذار إليه، وجدد له الاتهام بالمسؤولية عن خسارة الأجهزة الأمنية أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مؤكداً أنه لن يسمح بأن تستولي حماس على الضفة الغربية بالتراخي مع أخطاء دحلان وغيره.
مساعدو عباس اتهموا دحلان بتحريض قيادات فتح على استلام الأمور في السلطة (الفرنسية-أرشيف)
وكانت مصادر فلسطينية موثوقة كشفت للجزيرة نت في وقت سابق أن الشهرين الأخيرين شهدا مزيدا من الخلاف بين عباس ودحلان.
تحريض قيادات
وأشارت ذات المصادر إلى أن ثلاث قضايا فاقمت العلاقة بين الرجلين، الأولى اتهام مساعدين لعباس دحلان بأنه وراء تحريض قيادات في فتح وخاصة ناصر القدوة على أنهم أحق من عباس ورئيس حكومته سلام فياض بالحكم واستلام زمام الأمور بـالسلطة الفلسطينية.
والثانية –بحسب نفس المصادر- سعي دحلان لتعزيز نفوذه في الأجهزة الأمنية والوزارات في الضفة الغربية، وهو ما أغضب تلك القيادات، التي تتهم دحلان بأنه المسؤول المباشر عن سقوط غزة بيد حماس.
"
بعد تفاقم الخلافات بين عباس ودحلان، أمر الرئيس الفلسطيني بسحب الحراسات بالقرب من منزل القيادي في فتح بمدينة رام الله
"
تشكيل الحكومة
أما القضية الثالثة -والتي فاقمت الخلاف بشكل حاد بين الرجلين- فهي تدخل دحلان في ملف تشكيل الحكومة الجديدة لفياض، وهو الأمر الذي أزعج فياض وعباس معا. وأضافت المصادر أن دحلان تطوع للاتصال بشخصيات في قطاع غزة وعرض عليها الانضمام للحكومة التي توقف الحديث عنها عقب هذا التدخل.
وبعد تفاقم الخلافات بين عباس ودحلان، أمر الرئيس الفلسطيني بسحب الحراسات بالقرب من منزل القيادي في فتح بمدينة رام الله.
وأضافت هذه المصادر للجزيرة نت أن عباس أمر فياض بإجراء نقل لمديرين عامين ووكلاء وزراء مقربين من دحلان في وزارتيْ الخارجية والداخلية إلى وزارات أخرى ليست ذات علاقة بالسياسة الخارجية أو بالأمن الداخلي.