الناصرة ـ 'القدس العربي' ـ من زهير أندراوس: كشفت صحيفة 'معاريف' العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين النقاب عن أنّ بناء الجدار على طول الحدود الإسرائيلية مع مصر، الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية مؤخرا، سيُحوّل حدود الدولة العبرية مع المملكة الأردنية الهاشمية إلى قنبلة موقوتة، للتهريب والتسلل، كما قال مصدر أمني في تل أبيب وُصف بأنّه رفيع المستوى للصحيفة.
وبحسب المراسل العسكري للصحيفة، أمير بوحبوط، فإنّ الحدود بين إسرائيل ومصر تجتذب الآن الانتباه أكثر، بسبب الإعلان عن بدء العمل في بناء جدار، يرمي في الأساس إلى صد ظاهرة المتسللين، لافتا إلى أنّه سينتهي بناء جدار الفصل وتنشأ حلقة أمنية حول الضفة الغربية، هذه الحقائق جعلت المنظومة الأمنية في الدولة العبرية، بحسب 'معاريف' تستعد لمواجهة الظواهر النابعة من الإجراءات الجديدة.
ونقل بوحبوط عن مسؤول عسكري مطلع في تل أبيب قوله إنّ النتيجة المباشرة للإجراءين ستؤثر على الوضع في الحدود الإسرائيلية مع الأردن، لافتا إلى أنّ ضغط عمليات التهريب، والمتسللين ومحاولات تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية سينتقل إلى حدود الأردن، ولاسيما إلى جزئها الجنوبي الذي تمكّن التضاريس فيه من وصول مريح، باختصار شديد، قال المسؤول العسكري الإسرائيلي، هذه قنبلة موقوتة، على حد وصفه.
واضافت الصحيفة العبرية قائلة إن منطقة البحر الميت، قرب الحدود الأردنية، تقض مضاجع كبار الضباط في ما يسمى بمنطقة المركز في جيش الاحتلال، الذين ينبهون إلى حركة الفلسطينيين الذين يستطيعون اليوم الوصول بلا عائق تقريبا إلى شواطئ البحر الميت، لافتةً إلى أنّ قوات الجيش الإسرائيلي تجري في هذه المنطقة دوريات دائمة وتبذل قدر استطاعتها جهودا تقنية جديدة لإحباط كل محاولة إرهابية في هذه الحدود المصنفّة إسرائيليا بالسلمية.
كما كشفت الصحيفة عن خطة أعدها الجيش الإسرائيلي والقاضية بشراء قطع بحرية خاصة تبحر في البحر الميت و'تصيد' كل من يحاول تنفيذ عمليات تهريب من الجانب الأردني، لكن بالمقابل، أشارت المصادر عينها، الى أنّ الخطة ما زالت في بداياتها، وأنّه سيمر الوقت الطويل حتى يتم إخراجها إلى حيّز التنفيذ، على حد قولها. وبحسب المراسل العسكري فإنّ جولة على طول الحدود الأردنية تكشف عن غبار، وذباب مضايق وأراض مفتوحة بلا جدار توشك أن تصبح الأزمة القادمة للدولة العبرية، والسؤال الجديد هو من سيعالج الأزمة المتوقعة: قوات حرس الحدود أم جنود الجيش الإسرائيلي.
وتابع قائلاً إنّه في منتصف سنة 2011 سيُنزل محاربو حرس الحدود العلم عن الصاري ويُخلون المواقع على طول الحدود الأردنية لجنود احتياط، وهذا الإجراء أدى لموجة من الاحتجاجات من قبل جهات رفيعة المستوى في المجالس الإقليمية، وهذه الجهات تزعم أنّ المعلومات التي جمعتها قوات حرس الحدود تفوق كثيرا جدا تلك التي في أيدي قوات الاحتياط أو كتائب نظامية من قيادة الجبهة الداخلية، ولكن بالمقابل يزعم ضباط في قيادة الجبهة الداخلية أنّ التكاليف الاقتصادية لحرس الحدود على الحدود مع الأردن عالية لا تناسب فيها، ومن اجل زيادة الجدوى في الجانبين العملياتي والاقتصادي سيتم نقل القوات إلى مناطق احتكاك في الضفة الغربية، وتأتي مكانها قوات نظامية واحتياطية. ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى يعمل في منطقة الحدود قوله إنّ الحديث عن حدود سلمية تمر منها مخدرات شديدة كالهروين والكوكايين، ولا أعتقد أنّ الجيش سيكون مؤهلاً لمواجهة هذه الظاهرة، على حد قوله.
وأوضحت المصادر العسكرية الإسرائيلية أيضا أن الخوف الرئيسي عند جهاز الأمن في إسرائيل هو من قارب مطاطي ذي محرك، يدخل البحر الميت من جهة الأردن ويستطيع في غضون عشرين دقيقة أن يصل الجانب الإسرائيلي وينفذ عملية، وبحسب ضابط كبير في المخابرات الإسرائيلية فإنّ قوات الأمن الأردنية تُحبط الكثير من محاولات التهريب وتنفيذ العمليات العسكرية ضدّ الدولة العبرية.
وبحسب المصادر عينها، يثير محور التهريب، الذي يبدأ في لبنان مرورا بالأردن ثم إلى إسرائيل، القلق في صفوف القادة في الميدان بشكل خاص، وفي جهاز الأمن العام (الشاباك) بشكل عام، ونقلت الصحيفة عن قائد عسكري قوله إنّ الدولة العبرية تعتبر دولة مرور، حدود مخدرات خطيرة تأتي من لبنان، يمزجون في إسرائيل المخدر ويتم تصديره إلى دول أخرى، ويضيف القائد نفسه: لا يعلم أحد منا متى يقرر حزب الله أو منظمات جهاد عالمي السيطرة على محور تهريب المخدرات ومحاولة دفع عمليات إلى الأمام، وسيطرة هذه القوى المعادية على محور التهريب، سيُحوّل التهديد القائم أصلاً إلى تهديد إستراتيجي، على حد قوله.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة