نحن أبناء آدم وآدم من تراب
كلمة يقولها الجميع ، بل ويزيدون عليها ( كل مافوق التراب ، تراب )
وهذه الكلمات الجميلة نتلوها ، عندما نخوض في حديث يرفع من
قيمتنا أمام الناس .
ولكن ما أن يكون الحديث فيما نريد ولا نريد فـ سنختار ما لم يمسه
التراب وله بريق الذهب والألماس .
في الزوجة وفي الزوج
في الصديقـة والصديق
في السيارة
في المنزل والأثاث وفي كل أمور حياتنا
لتكون المفارقة بين شهواتنا ،، وبين ما نعتقده صحيحا ، كبيرة
الى الحد الذي سيأتي اليوم الذي نتهم أنفسنا بالنفاق و بامتياز
لو حصل وصرنا تحت التراب .
المال أولى بالإنتظار
يحكى أن تشرشل كان عندما يريد أن يذهب إلى الإذاعة ليلقي خطابه
يستقل سيارة أجرة ، وفي إحدى المرات وعنما وصل الى دار الإذاعة
وقبل أن يعطي السائق أجرته ، قال للسائق هل تنتظرني لأعود معك
فاعتذر السائق قائلا : لا ، لأنني أريد أن أذهب لأستمع خطاب تشرشل
ولم يكن يعرف أن الراكب معه هو تشرشل ، ففرح تشرشل بكلام سائق
الأجرة وأعطاه ضعف أجرته ، عندها قال له السائق : سأنتظرك وليذهب
تشرشل الى الجحيم
قلتُ : وليت السياسيون اليوم يعطون عن كل حرف رغيف خبز بدل الخطابات
الرنانة ، فـللمال صدىً أوسع من الكلمات وإن كانت في حب الأوطان
*********
يقال أن الناس قاموا بالقاء همومهم في مكان ما فتجمعت أكواما
أكواماً ، ثم قيل لهم ليخرج كل واحد منهم يختار هماً من هذه الهموم
وله الحق باستبدال همه بهم آخر ، وبعد أن قاموا بفعل ذلك تبين أن
كلاّ منهم قد اختار ذات همه وعاد به الى بيته يحمد الله بعد ان
قَـلّبَ هموم الآخرين ورأى منها مالايحتمل
فهل تعني هذه الحكمة ان الله جعل الهم بما يلائم نفس حامله
من قدرة تحمل ومزاج وتكوين وأسباب تخفيفه التي لايمتلكها غيره
( ومن جرب عرف ذلك وآمن ) ثم ارتاح ورضي
البعض منا يفكر بصوتٍ مسموع ، لكن الناس يعرفون أن الأصوات تخرج
لكي تتلقاها مسامعهم ، وحينذاك يكون لهم الحق في تداول الكلمة
وتوجيهها الى حيث يظنون ، فـعلينا أن نجعل رؤوسنا مكانا مغلقا
لفكرنا ، وإذا ما أبحناه صار لنا فيه شركاء لهم علينا به حق التفسير
ومشاطرة الرأي ، ولكل كلمة ظرفين من مكان وزمان
فان عدمت المكان ضل بها الزمان ، وإن عدمت الزمان اضطرب بها المكان