هل المتك الايام
هل سُـدت الأبواب في وجهك؟
هل أظلمت الدنيا فيعينيك؟
هل تعثرت خطواتك؟
هل عانيت من اقرب الناس إليك.. من أخوانك.. منأقاربك؟
هل أصابك الجمود؟هل يئست من الوجود؟
*******
إذا أصابك كل هذا او بعضه.. فأطرق الباب أطرق باب الذي لا يرد آملا ً في رحمته
اطرق الباب فسوف تجد الجواب؟
اطرقه مرة أخرى واشحذ همتك فسوف يفتح الباب لا محالة
أطرق الباب فإن ما بعد الليل البهيم إلا فجرٌ جديـد وصباح ٌ تتنفس فيه الرضا والسعادة
اطرقه ولا تيأس.. وحاول وكرر الطرق
*******
اطرق الباب وقل: يا اللــــه
أظهر له عجزك.. افتقارك.. ناجيه.. توسل إليه ابكِ وتضرع اليه ودع الصدر يهتز كالمرجل
فسوف يفتح الباب أطرقه فإنه الرحيم الذي هو أرحم من الأم
على رضيعها.. وهل تظن ان الأم لاترعى رضيعها؟
اطرق الباب فقد قال وقوله الحق: ادعوني استجب لكم
أطرق الباب كما طرقه نوح عليه السلام فقال: فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فجاءه النصر في حينه:
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ
أطرق الباب كما طرقه موسى عليه السلام عندما ضاقت به الحال في مدين
فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍفَقِيرٌ
فرزقه الله الزوجة والعمل والأمان
أطرق الباب كما طرقه موسى عليه السلام عندما داهمه فرعون عند البحر فقال: قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
فانشق له البحر.. فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَفَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
*******
أطرق الباب كما طرقه يعقوب عليه السلام عندما فقد يوسف فقال: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَنيَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ..فرد الله له ولديه يوسف وبنيامين
أطرق الباب كما طرقه أيوب عليه السلام.. وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فأتى الجواب:
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةًمِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىلِلْعَابِدِينَ
اطرق الباب كما طرقه ذا النون عليه السلام وهو في ظلمة الليل وقاع البحر وبطن الحوت فقال: فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَالظَّالِمِينَ فكان الجواب مباشرا من الله:
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ
أطرق الباب كما طرقه زكريا عليه السلام وناداه: إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً وقال:
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وقال:
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.. فرزقه الله بيحيى عليه السلام
*******
ومن هنا فإن الله تعالى، قد أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة في كتابه
العزيز، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ
الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾ (غافر)،
وأخبرنا سبحانه وتعالى أنه قريب من عباده يجيب
دعاء من دعاه. فقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ (البقرة)، وبين لنا المولى جل في علاه،
أنه يجيب دعاء المضطر، إذا دعاه ويكشف عنه السوء، ولو كان مشركًا، فقال:
﴿َمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)﴾ (النمل).
ولما خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، ليبلغهم دعوة الله تعالى، آذوه وسلطوا عليه سفهاءهم، ورموه بالحجارة، حتى أدموه.
فدعا- صلى الله عليه وسلم- بهذه الدعوات:"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين،
وأنت رب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى عدو بعيد يتجهمني، أم إلى صديق قريب ملكته أمري
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي غضبك
أو يحل بي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
قال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء "رواه مسلم
اطرق الباب وادعوه وادعوه وادعوه فليس بينك وبينه حجاب وسوف يفتح الباب وتجد الجواب