نعمة الألم
بقلم : صالح صلاح شبانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الألم هو شعور الانسان بما يحمل في نفسه من امراض وظواهر غير طبيعية ، والشعور بالألم هو البحث عن سبب العلة والداء ، حيث يدل الألم على مكانهما ، وبالتالي اجتثاث سبب الآلم ، وقهر الداء ، وحصول السلامة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الألم نعمة من نعمه العظيمة التي لا تحصى ولا تعد على الانسان، فلولا وجود الألم ، لقتلت العلل البشر وفتكت بالعالم بلا رحمة ، وهم يلهون ويضحكون بسعادة ، غير آبهين بالدمار الذي عطل ابدانهم ...!!!
قرأت ذات مرة عن طفلة لا تشعر بالألم ، وقد اكتشف اهلها ، هذا الخلل عندما تعرضت لكسر في ساقها ولم تشعر بالألم ، ومشت على الكسر الذي سبب تفتتا بالعظم.. وبعدها عانت معاناة شديدة من تأثير تلك الواقعة..!!
وعلى اثر ذلك كانت مهمة الوالدين صعبة جداً، حيث وضعا الطفلة تحت المجهر ، وصارا يقيسان درجة حرارتها يوميا ، ويتفقدان جسمها واسنانها وشعرها واطرافها وعاشا برعب حقيقي خوفاً على حياتها.. فهي لا تحس بالألم ولا تدري ماذا يحل بها ....!!!!
والألم في الجسد غير الألم في الوطن.. قد تكون الصحافة الحرة هي الألم ، وقد يكون البرلمان المخلص هو الألم .. فالبرلمان يراقب الحكومة ، ويحصي عليها انفاسها.. وكلما احس بشيء غير طبيعي وخزها..، فيظهر من وراء الألم السبب ، وقد تتم المعالجة السليمة فيسلم الجسد الكل من ألم الجزء. ولكن اذا كان للنواب مصالح غير مصالح الوطن ، ولا يستطيعون تحسس الألم ، كيف سيتم استئصال سبب العلة ..؟؟؟!!!!
والصحافة كذلك.. الصادقة ، الحرة ، صحافة الوطن التي لا تعادي الا من يعادي الوطن ، فهي باساليبها ومهنيتها تستطيع اكتشاف ورؤية ما وراء الأكمة ، وتكتب وتناقش وتصرخ.. حتى لو اتهمها البعض بالكذب.. فلا دخان بلا نار ، ولا صوت يصرخ من فراغ.. فالألم هو الذي اطلق الصوت..!!
فكم من مرة تحس المرأة انها حامل.. وتحس باحساس الحامل.. ويكون الحمل وهمياً؟
وكم من ألم مفرط يعتمل في الجسد.. ولا يظهر في اي فحص مخبرياً كان أم سريرياً.. ولكن هناك سببا يقف الطب امامه طويلاً حتى يكتشفه هكذا هي الصحافة..!!
ترى ما لا يرى كل الناس.. وتنقل الخبر.. قد يكون العلاج وقائيا، وقد يكون نفسياً، وقد يكون عضوياً بحاجة الى حبوب و(كبسولات) أو بحاجة الى حقن ، أو بحاجة الى جراحة .. أو بتر... فلكل علة دواؤها..!!
ولولا الألم لقتلت تلك العلة صاحبها دون ان يشعر...!!!
الألم لا يكذب.. فالصداع مؤشر لغالبية العلل العظمى.. البحث عن اسبابه يكمن في عموم الجسد ، والألم نذير خير، يخرجك من الوهم الى الحقيقة ...!!!!
القلم قد ينكسر تحت حذوة ونعل البسطار ، وقد ينكسر بضربة سيف ، ولكن الكلمة التي خطها القلم لا تنمحي ولا تزول وقد تصبح قنبلة بإمكان الأجيال.. بأمكان توارثها ..!!!
اي قوة استعمارية احتلال فلسطين والعراق، واي بقعة في الدنيا، وبسهولة يحكمها التفوق العسكري.. ولكن كل التفوق العسكري لا يدع جفن الأمان يغمض جفنا للمحتل ولن يجد بقعة باردة ينام ويسترخي عليها دون ان تلسعه النار....!!!!
الألم نعمة، والشعب الذي يحس بالألم شعب حي.. والجسد الذي يشعر بالألم جسد سليم.. والأطراف التي لا تشعر بالألم اطراف ميتة..!!
وطننا حي ما دامت اقلام حرة تقض مضاجع المفسدين.. فهي نعمة.. مثل نعمة الألم ..!!!
التاريخ : 2005/12/21
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
هذا الرابط لموقع شخصي وخاص ، وهو محاكاة للتراث الشعبي حسب وجهة نظر الكاتب ، وقد يطلق عليه التأريخ الأبداعي ، وهو يختص بتراث القرية الفلسطينية من وجهة نظر أهل سنجل ، أرجو وأتمنى منكم عدم حذف الرابط بذريعة قوانين المنتدى ، وأرجو من القوانين القفز عن هذا الرابط لما فيه من تواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني المهَجّرين ، ولكم التحية