قد يكون من المؤلم جدا كتابة هذه الكلمات لكن بما أن العقل يقاسي والقلم يشق جيب محبره ويلطم سنقول أن هناك أشياء غريبة تحدث في هذه الأوطان وستحدث في الغيب لا نستطيع نحن ولا أنتم ولا غيرنا من العاقلين أن يوقفها ..إن العقل المبدع يواجه أزمة نفسية كبرى أمام وطن جاف لا يراعي عبقريته ولا يحافظ على خصوصيته ولا يجد دعما ماديا أومعنويا محسوسا الى أن يلقى مصيره في إثنين إما إغراء أسطوري من دولة أخرى يفرغ فيها طاقاته الفكرية والعلمية وإما أن تغتاله قوى الإستخبارات المعادية كالموساد مثلا وغيرها ....جعل التعذيب في السجون فرض عين على كل رمز عسكري أو وطني في حين أوقف الغرب الحروب وأنشأوا محاكم لجرائمها وسنوا قوانين حقوق الإنسان كما الحال في أوروبا وغيرها..قلة الوعي الفكري والقنوات الداعية الى التنوير العلمي والثقافي ..قصور أصحاب الفكر العقلاني على فئة من الشعب دون غيرها وصعوبة وصولهم الى باقي فئات الشعب مما يجعل تلك الفئات تعيش في نزق وزهق من روتينية الجهل والتجاهل اليومية التي تعاني منه المجتمعات ..تسلط كثير من الحكام على المحكومين وكبت حرياتهم إاى أن هاجرت الأدمغة المفكرة الى الغرب....الإنسان لا قيمة له وحقوق الإنسان لا زالت فكرة تقض مضاجع الطغاة من الحكام وعلية القوم ..كثير من المجتمعات العربية لا زالت متخلفة ومنغلقة وتعيش أوهاما كهوفية لا تقبل الحوار مع الآخرين إلا بشق الأنفس وإن قبلت فالنتيجة حتمية إما تكفير أو هدر للدم أو لمز وهمز أو إتهام بالجنون أو تحريض للكراهية وإن سلم من هذا كله فبالحذاء يؤخذ كل نصيبه المقسوم من ذلك .. الشاب المثقف أصبح يعاني من أزمة إجحاف ونبذ من قبل بعض الأطراف ويحارب أحيانا بمجرد مروره على إحدى المكتبات لشراء كتاب ..التقاعس في العمل وترك الامور لتسوء حتى تتفاقم ككرة ثلج لايمكن إيقاف دحرجتها ..هناك ضغينة يمكنها قتل الافاعي ..هناك نظرة دونية وعدوانية غير مسؤولة من دعاة جدد للوطنية أقرب لشعوذة (راسبوتين)عن عدالة الشعب ..إقحام الدين في كل مسائل الحياة حتى وإن كلف ذلك إرتباك الموازين الكونية مخالفين في ذلك موقف الرحمة (أنتم أعلم بأمور دنياكم) البيئة الأخلاقية والفكرية أصبحت ملوثة ..هناك منعطف خطير يتواجد في ركنه بعض الرويبضة ...بدأ السفهاء بإستفراد عضلاتهم على العاقلين ولا أحد يوقفهم ..بعض المفكرين والمثقفين أصبحوا يعانون من أزمة نرجسية ذاتية وغرور في الشهادات رغم من هو أفضل منهم عشرات المرات خارج إطار التجمعات الثقافية ...المنصفون الحكماء من ذوي الألباب في حالة غليان من إستفزازات الآخرين ...بعض الأوطان أصبحت مرتعا للطالحين فلا مكان للمصلحين ..الصحف والمجلات أصبحت ككهنة خبر السماء يأتيها الخبر الصادق فتزيد عليه 100 كذبة وكلما وافق أجندتها زادت في عدد تلك الكذبات ...فوداعا للأمانة القلمية والفكرية ووداعا لقدسية كرامة الإنسان والشعب للأسف الشديد هو الآخر وفوق كل هذا يصدق تلك الكذبات دون بحث وتدقيق..الشعوب العربية لبست كما كانت مثل السابق فهناك حسد متنامي إستحوذ براءة الصغير وعقل الكبير.متهورون ملأوا وزارات الدولة جورا وظلما ...مسعورون يحملون سوى طوق البيروقراطية على أعناقهم ..بعض فئات من الشعب لا تزال تسئ استخدام الديمقراطية بالشكل الصحيح ...إنتشرت العنصرية ..تطاير شظايا الأحقاد في كل مناسبة ...أوطان أبكت رجالا لايعرفون الدموع ..الثقافة في خطر ..الأخلاق على شفا الحفر ..إنحطاط وسياط ..لغة العنف بدأت تسود الحوارات ..هناك فرض أراء ووصاية على العقول حتى الجنون ...تناقضات لا تتواكب مع عقلية سادت بغزارة التنمية سابقا ..تجار عبدة الأسعار لا يخافون بطش الجبار ..الفقير فيها ينسى والمسكين يأسى...وفاة الطبقة الوسطى وإن لله ما أخذ وله ما أعطى ...إسلاميون لا يعرفون من الإسلام إلا إسمه ومن القرآن إلا رسمه...تقلب أمزجة في لحظة بهرجة ..مزدوجون جنسيا وجنسية ...تكالب مصالح في لحظة نكدة ثم تولى الأدبار ...طغاة لا يعرفون أعناب النعيم ...مخلصون خلف القضبان وخونة يواكبون الركبان ....سجون الباستيل ما زالت هنا لكن بصبغة حيطان جديدة