عندما تعاندك الابتسامة النابعة بصدق من اعماقك
وعندما يغيب عن مشاعرك ذلك المعنى الحقيقي للفرح وعندما تأن تلك الألام الصامته في أعماقك
وعندما تتوقف كل السبل في طريق الحيرة والهم وعندماتتكاتف الظروف محاولة كسر ذلك الشموخ فيك
وعندما تتحول تلك العيون إلى عدسة تتدقق وتسجل كل عثراتك
وعندما يحاول الأغلب أن يضخم تلك العثرات في ظروفك القاسية وعندما تشعر بأن أضلعك قد ضاقت ذرعاً بقلبك الحزين
وعندما يتبرهن لك بأنه ليس هنالك أمل يشعشع في الظلام حالك
وعندما يعجز عقلك عن إدراك ما قد يحيط بك من معاناة وألم وقسوة
وعندما تفرض الأيام عليك الصمت فرضاً حتى لا تبوح بمكنونك
وعندما يعبس الوقت في وجهك محاولاً كبح جماحك
وعندما تكسر رياح الزمن مجاديفك بقسوة حتى لا تبحر
وعندما ترى أنك قد أُحطت بما لاتطيقه استطاعتك وقوتك
وعندما ترى كل الحروف قد حاولت أن تخون تلك التعابير الصادقة في جوفك
وعندما ترى أن تلك الشمس التي تنير لغيرك لا يصل نورها إليك
وعندما تتمكن كل مقومات الإنكسار من مواطن القوة في قناعتك
وعندما تتراكم تلك الأحمال الثقيلة على كاهلك لتقعدك عن المسير وعندماتُحس أنك تتكلم لكن من غير صوت مسموع
عندما تترجم مشاعرك بإحساس صادق وتُفهم بعكس ما تتمناه
عند هذا وبعد هذا إرحل إلى الأعماق قليلاً
تمسك بما كنت تؤمن به في أوقات لم تتكاتف عليك فيها الظروف
حاول أن تُركز قوتك في اعماقك فهي بداية لقوتك الخارجية
كن كمن يتمتع بالمرونة التي تعيدك إلى حيث كنت تدريجياً
كن مرناً أمام هذه الظروف في خارجك وقوياً متماسكاً في داخلك
حاول أن تكيف نفسك مع هذه الظروف تكيفاً يعيدك لطريقك الصحيح
أستشعر لكل شعور صادق يناديك في داخلك
وأنظر ملياً في هؤلاء الذي يحيطون بك
فبينهم إنسان محب لا يعلم ماذا يقدم لك
وبينهم إنسان محب لا يعلم أين ومتى يبدأ معك
وبينهم إنسان محب يريد أن يراك قوياً
وبينهم إنسان محب يكفي أن تفعل المستحيل من أجله
وبينهم إنسان محب لربما قست عليه الظروف كما تقسو عليك
وبينهم إنسان محب يريد أن يوقد شمعته من طاقتك وقوتك
وبينهم إنسان محب يحس بك وإن لم يستطع التعبير لك
وقبل هذا تذكر أنه كلما قست الظروف فهي ستلين يوما
و تذكر أن مرارة التجارب تنضج العقل
وتذكر أن الأيام تدور بحلاوتها ومرارتها
وتذكر أن بعد الدمعة إبتسامة
و تذكر أن الشيء لا يرى جيداً الا بنقيضه
أغمض عيينك قليلاً
لترى النور في اعماقك يبحث عن مخرج
وأعلم أن الألم يعلمنا كيف نتجاوز الضعف