نشيد النرجس

كأنْ لم يكنْ قبلَ هذا النشيدِ نَشِيدْ

كأني أنا الآنَ مَنْ يخَلِقُ الحرفَ من عدَمٍ..

ويَنْثُرَهُ في ثنايا الوريدْ

أبيضٌ هذا المدى اللانهائيُ..

ونرجِسَتي تسكنُ الروحَ..

وتطعمُ نجمتها سكراً في مساءِ الندى..

وماذا أقولُ لَكُنّ

انتهيتُ أخيراً إلى الجملةِ الفاصلةْ

امرأةٌ لا تمنحني الرغبةَ كَيْ أَرْسُمَها شِعْراً..

امرأةٌ تحتاجُ لأنْ تُخْلَقَ ثانيةً..
من جديدْ..!

وماذا أقول لكنّ..
نرجسةٌ بينكنّ..
وَحْدَهَا..

أغمدتْ حبها في دمي

وأقامتْ على القلبِ حدّ القصيدْ

نرجسةٌ بينكنّ

وحدها الآنَ تكتبني جُرحَها الـمُرّ..

وأكتُبها خيمتي..

وعذابي الطويل..

وقِبْلَةَ قلبي الشريدْ

وحينَ أُحبّكِ..

تختارني الكلماتُ الجميلةُ كَيْمَا أُشَكّلها أغنياتْ

وحينَ أُحبكِ..

يخرجُ الأزرقُ الحلوُ عن طورهِ..

يُمَشّطُ غُرّته مَرّتينْ..

ويمضي على ظهرِ غيمته كَيْ يُعاكسَ رَفّ البناتْ

مَنْ تُراه ابتدا سورةَ العشقِ قبلاً..

قلبي أَمْ البحرْ..؟

يا امرأةً.. بين عِطْرِي ونرجسها ألفَ بحرْ..

يا امرأةً.. تحبو على الشوقِ..

فتبعثُ فيّ النبيّ

وتحنو على الشرقِ..

فتُزهرُ أَصفادُه في يديّ
خذيني إليكِ..

خذيني لعينيكِ عَلّي أعودُ إليّ

يا امرأةً.. من خروجٍ عن النصّ..

ترتدي فتنتها الأولى..

وتدخلُ الآنَ طريقَ الجُلْجُلةْ

تحملُ السيفَ..
والحرفَ..
وتحمي السنبلةْ
وتُحنّي راحتيها بالصلاةْ
ابتدأنا إذنْ..

من حيثُ لَنْ ينتهي الآخرونَ ولَوْ..

أغرقوا ألفَ قرنٍ بهذي الحياةْ‍..

أوّلُ الأبجديةِ والحبّ والحربِ نحنُ..

فمن ذا تراهُ يعاتبُ دجلةَ..

إنْ ماتَ دجلةُ يوماً بحبّ الفراتْ..!

ومن ذا تراهُ يعاتبُ نرجسنا الحلّو إنْ..

ماتَ شوقاً لنخلِ العراقْ..

وَحْدَهَا عشتارُ..

تعرفُ كيفَ يموتُ المحبونَ حزناً..

وكيفَ يكونُ ابتسامُ الحبيبِ بوجهِ الحبيبِ فتيلَ احتراقْ

وتعرفُ أيضاً..

أن ثوراً خلَقتْهُ الريحُ.. يفنى مرتينْ..

ولا يحركُ ساقِيَةْ..

أيهِ جِلْجَامشُ..

راحَ انكيدو.. ولكنْ

ما كانَ يوماً لبابلَ أنْ تتركَ الصولجانْ

وما كانَ يوماً لسقفِ حدائِقِها الخضرِ أَنْ ينحني..

ليمرّ قطيعُ النجومْ..

فَتَمنّعْ يا عراقْ وتَمَنّعْ يا عراقْ كُلّنا الآنَ عراقْ

نشربُ الحزنَ ونجترّ الغضبْ

فمساءُ النرجسِ الحلّوِ علينا..

ومساءُ المجدِ من حيفا..

إلى شطّ العَربْ..


قصيدة للشاعر الشاب عماد حميد رحمه الله

مشكورة عزيزتي دولة جنين

احبيتي كل من قرأ القصيدة صقر الحاج وكفاح والدكتور جاسر وزهرة جبل الكرمل كلماتكم قد اثرت في نفسي وكأن قلبي لم ينبض من قبل
شكرا لكم

نشيد جميل سلمت يداك

مشكور فلسطيني وافتخر