رام الله ـ 'القدس العربي' اكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك احد قادة حماس لـ'القدس العربي' الاحد بأنه يتوقع ان تكون هناك دعوة واضحة ومباشرة من الحكومة في غزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوجه للقطاع، منوها الى ان هناك رغبة لدى حركة حماس ان تكون الزيارة من خلال معبر رفح مع مصر في رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع.
واوضح الدويك الذي التقى عباس السبت في رام الله على رأس وفد من قيادات حماس بالضفة الغربية بان الاخير ينتظر ردا واضحا من حماس على مبادرته للتوجه لقطاع غزة لانهاء الانقسام.
وحول ما دار في لقاء عباس مع وفد حماس السبت في رام الله قال الدويك لـ'القدس العربي' 'محور البحث كان زيارة الاخ ابو مازن لغزة وكيف نزيح العقبات من طريقها. ويمكن ان اخلص اهم ما جرى في ذلك اللقاء في قضيتين رئيسيتين، الاولى هي كسر طبقة الجليد في العلاقات بيننا وبين الرئاسة وفي تقديري ان هذا تحقق بنجاح حيث كانت المباحثات صريحة وودية وتناولت كافة القضايا بما فيها القضايا الحساسة وكافة الملفات التي نعتبرها ملفات عالقة واستثنائية كملف الاعتقال على خلفية فصائلية وملف الفصل الوظيفي وما يسمى بالمسح الامني او التشييك الامني وايضا ملف التراشق الاعلامي والمناكفة الاعلامية'.
اما القضية الثانية التي تم بحثها بين عباس ورئاسة المجلس التشريعي برئاسة الدويك ونواب حماس في الضفة الغربية فقال الدويك 'استطيع ان اقول بانه ازيل الضباب عن حقيقة ما دعا اليه الاخ ابو مازن عندما قال بانه يريد ان يذهب لغزة ليس للحوار، فأوضح بانه لم يقصد بانه لا يريد ان يكلم احدا بل انه لا يريد ان يبدأ من الصفر وانما يريد ان يبني على مجموعة الاتفاقيات والتفاهمات السابقة'.
واشار الدويك الى أن مبادرة عباس التوجه لقطاع غزة لتشكيل حكومة من المهنيين للاعداد للانتخابات وانه لا يريد ان يذهب للحوار فهم منها انها تحمل شروطا مسبقة وقال 'هذه كانت محل جدل كبير في الساحة الفلسطينية ومثار انتقادات من الاخوة في قيادات الحركات الاسلامية على وجه الخصوص'، واضاف 'وبالتالي استطاعت الزيارة- لقاء عباس مع وفد حماس السبت في رام الله - ان تبدد الضباب حول هذه القضية' في اشارة الى زيارة عباس لغزة وانه ذاهب لتشكيل حكومة من المهنيين وليس للحوار من جديد.
وتابع الدويك بان ردود الافعال التي جاءت من غزة عقب لقائه ووفد من حماس بعباس السبت كانت 'ترحب بالزيارة وترحب باللقاء الذي جرى بيني وبين الرئيس في المقاطعة'.
واوضح الدويك بانه تم ازالة الاشياء غير الواضحة حول مبادرة عباس التوجه لغزة، وقال 'ازلنا الابهامات الموجودة حولها على طريق تهيئة الساحة للزيارة المرتقبة التي ثمناها واعتبرنا بأنها خطوة هامة في الاتجاه الصحيح لازالت حالة الانقسام بصورة عملية وفي تقديري وتقدير الاخوة اعضاء الوفد معي بان مجرد وصول الاخ ابو مازن الى غزة واجتماعه بالاخ رئيس الوزراء اسماعيل هنية هناك سيتحقق الانهاء الفعلي والعملي لحالة القطيعة والانقسام بين جناح الوطن في الضفة والقطاع'.
وعن الموعد المرتقب لزيارة عباس لغزة قال الدويك 'نحن نريد ان تتهيأ الساحة السياسية لاستقبال الاخ الرئيس وانجاح الزيارة ولا نريد ان نتسرع في الامور حتى لا نواجه بمجموعة من الاخفاقات اوالاحباطات وخاصة ان هناك معطلين لا يريدون لهذه المصالحة ان تتم وهناك بعض الناس المستفدين من بقاء هذه القطيعة بين جناحي الوطن'.
وحول انتظار عباس رد صريح وواضح من حماس على مبادرته التوجه لغزة قال الدويك احد قادة حماس 'نعم نحن ننتظر الرد من الاخوة - في حماس - لكن انت تعرف بان الوضع الامني في غزة مع التصعيد الاسرائيلي الذي يريد ان يكرس سياسة الانقسام وفق السياسة الاستعمارية التقليدية فرق تسود. والوضع الامني ربما يعطل لقاء قيادات هناك - في غزة - لكن نتوقع خلال الايام القليلة القادمة ان تكون هناك دعوة واضحة ومباشرة للاخ ابو مازن لكي يصل الى غزة'.
واضاف الدويك 'الرئيس يريد ردا واضحا وصريحا يرحب به لزيارة قطاع غزة ومن ثم ستتم الزيارة باذن الله تعالى حتى لو منعه الاسرائيليون من العبور عبر معبر بيت حانون ـ ايريز - فانه ينوي ان يعبر عبر معبر رفح ونحن في الحقيقة نود ان تكون الزيارة عبر معبر رفح لما يعنيه ذلك من رمزية تتعلق بانهاء حالة الحصار على اهلنا في قطاع غزة'.
واوضح الدويك بأن هناك رغبة من حماس ان تتم زيارة عباس لغزة من خلال معبر رفح الا ان الاخير يرغب بان تكون عبر معبر بيت حانون لما لها من رمزية للطريق الامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف الدويك 'نحن بانتظار رد واضح من الاخوة في غزة من جانب الحكومة والحركة ـ حماس - على الترحيب اولا بالرئيس واستقباله الاستقبال الذي يليق بالرئيس'. وتابع 'ابو مازن اوضح ما اسيء فهمه من قبل العديد بانه يأتي بشرط وبفوقية. فقال انا لست قادما لافرض شروطا بل انا قادم من اجل ان نشكل حكومة وحدة وطنية توافقية برضى الطرفين ـ فتح وحماس - '.
وحول توقعه بموعد زيارة عباس لغزة قال الدويك 'اتوقع ان تكون قريبة بعد ان اوصلنا الى الاخوة - في غزة - حيثيات ودقائق وتفصيلات ما تم التباحث حوله في المقاطعة'.
واوضح الدويك بانه وعباس اتفقا على انه 'اذا ما تم تجاوز العقبة النفسية التي اساءت للعلاقات الفلسطينية الفلسطينية' فان نتائج ايجابية ستتحقق على الساحة الفلسطينية'.
وكان عباس شدد خلال لقائه مع وفد من حركة حماس في الضفة الغربية السبت، انه 'لن يكون هناك سلام يحقق طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإجراء انتخابات دون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية'.
وبحث عباس خلال اللقاء مع وفد حماس المبادرة التي كان اعلنها قبل حوالى 10 أيام بالتوجه إلى غزة من أجل إنهاء الانقسام الداخلي وتشكيل حكومة وحدة من شخصيات مستقلة. واطلع عباس وفد حماس على تفاصيل مبادرته لإنهاء الانقسام بالتوجه إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على المبادرة، وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة، تقوم بالبدء بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.
ودعا عباس إلى ضرورة التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني 'في مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي وتهديده بضرب قطاع غزة مجددا'.
وحث بهذا الصدد على ضرورة التمسك بالتهدئة مع إسرائيل في غزة 'من أجل قطع الطريق أمام الجانب الإسرائيلي للاستمرار في تهديداته، ومن اجل مواجهة الأوضاع الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية'.
وكان د. وصفي قبها وزير شؤون الاسرى الاسبق وعضو وفد حماس الذي التقى مع عباس أكد في تصريحات صحافية أن اعضاء الوفد خرجوا بانطباع يبعث على طمأنة حماس بشأن مبادرة عباس التي قال فيها إنه ذاهب الى غزة لتشكيل حكومة مستقلة وليس للحوار.
وقال قبها إن عباس وضّح الأمر وأكد انه قصد من كلامه أن الحوار لن يبدأ من الصفر، وإنما سيبدأ من حيث وصل وسيتم البناء على ما تم الاتفاق والوفاق عليه بدءا من حوار القاهرة عام 2005 وكل ما اتفق عليه سواء باتفاقيات مكتوبة أو شفوية.
وبشأن الرسالة التي سلّمها الدويك لعباس أوضح قبها انها اشتملت على رؤية الوفد لبناء الثقة بين حماس وفتح، مشيراً إلى أنها تضمّنت جملة من القضايا التي اذا تم الاتفاق عليها فمن الممكن أن تحدث المصالحة.
ومن بين القضايا التي رأى قبها أنها هامة ونوقشت على مدار الساعتين اللتين أمضاهما المجتمعون، سبل تعزيز الديمقراطية واطلاق الحريات ووقف كافة المظاهر التي تسبب التوتر، مثل: الاعتقالات السياسية والمسح الامني وغيرها من القضايا التي من شأنها أن تزعزع الثقة بين الأطراف.
ورأى قبها أن الانطباعات الايجابية للوفد تمثل رسالة طمأنة لحماس، قائلا: إن ممثلي الشعب (يقصد الوفد الذي ضم اعضاء تشريعي ووزراء سابقين) يرسلون رسالة طمأنة لقيادة حماس بأن هناك نوعا من التوجه الايجابي، ونأمل من الجميع إعمال حُسن النية للتوافق على الزيارة بما يكفل تحقيق المصالحة.
من جانبه، قال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد إن الاجتماع كان ايجابيا ومعمقا، وأضاف 'حتى الآن لا توجد خطوات عملية من قبل حماس باتجاه تنفيذ رغبة الرئيس بالتوجه إلى غزة'.
وأعرب في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية عن أمله بأن تزول كل العقبات والتصريحات السلبية التي صدرت حول مبادرة عباس، مؤكدا أن المهم الوصول إلى نتيجة عملية والتي لن تكون إلا بوصول الرئيس الفلسطيني إلى غزة.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة