رام الله ـ 'القدس العربي' توفيت طفلة الاسير الفلسطيني يوسف سكافي المحكوم بالسجن المؤبد فجر الجمعة نتيجة منع سلطات الاحتلال الاسرائيلي لها من معانقة والدها مما ادى لاصابتها بصدمة عصبية ادت الى وفاتها.
واكدت مصادر محلية في الخليل الجمعة وفاة الطفلة عبير (11 عاما) دون أن تتمكن من تحقيق أمنيتها المتمثلة باحتضان والدها وتقبيل يديه، كبقية أطفال العالم.
وكانت الطفلة عبير دخلت في غيبوبة، منذ أيام، إثر مرض أصابها جراء الصدمة العصبية والخوف والقلق الذي انتابها بعد منعها من معانقة والدها، الذي يقبع في سجن النقب الصحراوي ويقضي حكما بالسجن المؤبد أربع مرات، أمضى منها ثمانية أعوام.
واوضح جد الطفلة بان حفيدته في زيارتها الاخيرة لوالدها حاولت بشكل قوي الوصول اليه خلف الجدار الزجاجي الذي يفصلها عنه - تكلمه عبر الهاتف - الا ان كل المحاولات فشلت لاقناع السجان بتمكينها من الوصول لوالدها ومعانقته مما ادى لاصابتها بحالة من العصبية الشديدة بحيث بعد عودتها للمنزل بدأت تفقد السيطر على نفسها مما اضطر العائلة لنقلها للمشفى الذي اوضح بانها تعرضت لصدمة نفسية عنيفة.
وحسب جد الطفلة عبد الرحيم سكافي فإن عبير كانت متلهفة لملامسة أبيها واحتضانه، بعيدا عن الزجاج الذي كان يفصلها عنه في زياراتها المعدودة له، والتحدث معه عبر جهاز 'الإنتركوم' عن بعد، مشيرا الى انه زيارتها الأخيرة لوالدها في سجن النقب، اشتد غضبها لاحتضان والدها للدخول إلى معتقله، فأخذت تضرب جدار العازل الذي يفصلها عن والدها بيدها اليمنى قبل ان تعود لمنزلها مصابة بصدمة عصبية شديدة لتبدأ رحلة علاج مؤلمة وقاسية قبل ان تنتقل الى رحمة الله تعالى فجر الجمعة.
وأعلنت مصار طبية في مستشفى الخليل الحكومي جنوب الضفة الغربية فجر الجمعة وفاة الطفلة عبير يوسف السكافي، متأثرة بالصدمة العصبية التي تعرضت لها بعد ان منعتها قوات الاحتلال من رؤية والدها والذي يمضي عقوبة المؤبد لأربع مرات في معتقل بئر السبع.
واوضحت المصادر الطبية بان وفاة عبير كانت نتيجة صدمة عصبية شديدة، وقالت 'تعرضت لصدمة عصبية وخوف شديد، أدى إلى عدم مقدرتها على الحركة والنطق'.
وحمّل مدير نادي الاسير في محافظة الخليل أمجد النجار، حكومة الاحتلال مسؤولية ما حدث مع الطفلة السكافي، مشيراً الى ان ما تقوم به ادارة سجون الاحتلال في الزيارات اجراءات عقابية بحق الاسرى، وتمنع الاطفال فوق الستة اعوام من احتضان آبائهم لهم ما يؤثر سلبا على نفسية الاطفال، وهذا ماحدث مع الطفلة الشهيدة عبير السكافي حيث منعت من احتضان ابيها ما خلق عندها صدمة تطورت مع الوقت لتؤدي الى شللها ومن ثم وفاتها.
وطالب النجار، الصليب الاحمر بأن يكون له دور اكثر قوة وفعالية في السماح لاطفال الاسرى باحتضان آبائهم في غرف الزيارة.
واعتبر عضو للجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي ما حدث مع الطفلة السكافي بأنها جريمة بحق اطفال الاسرى المحرومين من رؤية آبائهم منذ فترات طويلة.
وطالب زكي المؤسسات الدولية كشف الجريمة المنظمة التي يتعرض لها الاسرى وعائلاتهم في سلسلة اجراءات المنع المتواصلة لزيارة ابنائهم الاسرى.
ومن جهتها نعت حركة فتح الطفلة عبير التي فارقت الحياة صباح الجمعة نتيجة القهر وحرمانها من رؤية والدها الأسير والمحكوم بأربع مؤيدات، معتبرة استشهادها وصمة عار في جبين الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان صحافي الجمعة إن الشهيدة عبير كانت تحلم بالحرية لوالدها ولكافة الأسرى، وكان حلم طفولتها الأخير أن تحضن والدها للمرة الأخيرة قبل استشهادها، إلا أن ظلم الاحتلال وجبروته منعوا تلك اللحظة الإنسانية بين الطفلة ووالدها الأسير.
وأكد القواسمي أن عبير يوسف السكافي هي شهيدة الحرية لجميع الأسرى قبل أن تكون شهيدة حركة فتح، وستبقى دلالة دامغة تعبر عن معاناة الأسرى وذويهم من جهة، وتعبر عن ظلم الاحتلال وقهره حتى لأطفال فلسطين من جهة أخرى.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة