لا نجد يوماً يكاد يخلو من قتل للمسلمين شيوخاً وشباباً وأطفالاً ونساءً
لا نجد يوماً يكاد يخلو من هدم لبيوت مسلمين على رؤوس ساكنيها ، حتى بيوت الله لم تسلم
لا نجد يوماً يكاد يخلو من مطاردة واعتقال شباب المسلمين من قبل الكافرين المحتلين والحكام الظلمة في بلاد المسلمين
لا نجد يوماً وقف فيه حكام المسلمين العملاء في صف شعوبهم وأمتهم ، وكيف يمكن أن يكون هذا وهم مَن صنعهم
الكافر المستعمر على عين بصيرة ، وهم وكلاؤه في بلاد المسلمين يذيقون المسلمين أصناف الذل والعذاب ، ويستقبلون أعداء الله ويعقدون معم الاتفاقيات والمؤتمرات والمؤامرات على المسلمين .
ففي كل يوم يجدد الكافر المستعمر حربه على الاسلام والمسلمين.
في كل يوم يزداد المسلمون ذلاً وظلماً وقهراً وضياعاً .
لعل ما يحدث للمسلمين مؤشراً على اقتراب الفرج والنصر ، فهذا ما كان يحدث مع الانبياء عليهم السلام ، فكلما ضيقت عليهم أقوامهم واشتدت بهم الكروب ، جاءهم الفرج والنصر من رب العالمين ونجى من شاء ولم يرد عذابه عن القوم المجرمين ، قال تعالى : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }.
فهذا فرعون قد استكبر وطغى وبغى وقتل الاطفال والمؤمنين ولحق بنبي الله موسى عليه السلام ، فكان أن أغرقه الله وجنوده في البحر وأورث عباده المؤمنين الحكم ومكن لهم في الارض وهذا ما جاء في بداية سورة القصص ، قال تعالى : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6}} وفي هذه القصة ذكرى وعبرة وبشرى للمؤمنين ، فلن يدوم الظلم وأن الظالمين إلى هلاك وزوال وأن الحق سيظهر ولو كره الكافرون .
وهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد لقي وأصحابه قبل الهجرة من تعذيب حتى قُتِلَ مَن قتل ، وحوصر
وتجويع حتى أكرمه الله بالأنصار فنصروا دينه ونبيه وأقاموا دولة الحق ، فقُضي على يهود في المدينة وفُتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً ومن ثم فتحت للمسلمين كنوز كسرى وهزم قيصر وامتدت دولة الاسلام إلى ما شاء الله . وبهذا نزداد طمأنينة رغم شدة ما أصابنا ويصيبنا من ألم وظلم فالعاقبة للمتقين .
ولنعلم بأن الذي سيعصم دماءنا ويصون أعراضنا ويحفظ أموالنا وممتلكاتنا ويحمي ثغورنا هو فقط خليفة المسلمين الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : " إنما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به " ، وليس هؤلاء الحكام العملاء الجبناء المتسلطين على رقاب المسلمين ، ولا حكومة تقودها حركة وطنية كانت أو إسلامية تعيش تحت الإحتلال ، كما أنه لايمكن لها أن تحفظ دماء وأعراض وأموال المسلمين ، أضف إلى ذلك أنه لا يجوز أن يكون للمسلمين أكثر من دولة ولا يجوز أن تكون دولة قومية أو وطنية او عرقية بل دولة واحدة دستورها القرآن وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.وهي الخلافة الراشدة الثانية التي بشر بها رسولنا الكريم.
فبالخلافة وحدها تتحرر الأمة من سيطرة الكفر والكفار
بالخلافة وحدها تتوحد الأمة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
بالخلافة وحدها تتحرر فلسطين والعراق وافغانستان
بالخلافة وحدها تقهر الأمة أعداءها وتنتصر عليهم
بالخلافة وحدها تصبح الأمة مرهوبة الجانب
بالخلافة وحدها تعز الأمة وتسود العالم
بالخلافة وحدها تفتح روما وواشنطن
بالخلافة وحدها يعيش المسلمون بأمن وآمان واطمئنان
بالخلافة وحدها ينعم العالم بالخير
فعلى المسلمين جميعاً العمل على إقامتها فهي تاج الفروض بها يقام الدين ، وفرضيتها غنية عن البيان ، فلنعمل مع العاملين المخلصين الذين نذروا أنفسهم لتحقيقها ، وبذلك نري الله ما يحب أن يراه منا ، فيمن علينا بإنهاء هذه المرحلة المظلمة من تاريخ هذه الأمة ويعجل لنا بانبلاج فجر دولة الخلافة التي ستكون على منهاج النبوة قال تعالى : {.... وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } وتتحقق بهذا بشرى رسول الله صلى اله عليه وسلم " ... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"