سمكة عزرائيل
كان أبو بكر صدقي الصياد، وهو من أهالي سدمنت بمديرية الشرقية بمصر يصطاد يوماً كعادته بترعة الصافورية، وألقى شباكه عدة مرات، فلم يظفر فيها بشيء، فانتقل من مكانه إلى مكان آخر وألقى شباكه، فعادت فارغة، فأخذ ينتقل هنا وهناك طول يومه على غير جدوى، فغاظه هذا النحس الذي لازمه ذلك اليوم، وأخذ يسخط على السمك وصيد السمك بصوت عالٍ سمعه الريفيون فضجوا بالضحك.
وألقى أبو بكر الشبكة آخر مرة، وجذبها، فإذا كل ما فيها سمكة لا يزيد طولها عن خمسة سنتيمترات، فأمسكها بيده وصاح لاعناً السمك، فاغراً فمه بالسخط على صيده، وإذا السمكة تفلت من يده وتقفز في حلقه وتـُحشر فيه حشراً لا تخرج ولا تدخل حتى اختنق الرجل ومات ضحية هذه السمكة، فهل كانت سمكة عزرائيل!
أبو بريص الموت
ومات السيد أمين رشيد نسيب الأستاذ عبد الله بك عفيفي في حادث بعد مهزلة عجيبة من مهازل الموت، فقد كان جالساً يوم وفاته – رحم الله أمواتكم – في قصره بالمطرية، وهو القصر الذي سكنه أمير الشعراء أحمد شوقي بك في عهد الخديو عباس، فرأى أبا بريص في أعلى النافذة، فنادى أحد الخدم وأمره بطرده أو قتله، فأخذ الخادم يطارده على غير جدوى، فضاق السيد أمين ذرعاً بهذه المطاردة، ونهض هو من مجلسه، وتناول عصا طويلة، وتوجه إلى حيث كان أبو بريص واقفا، وكانت النافذة مفتوحة، فوقف عليها وضرب الأبا بريص بعصاه، فسقط، ولكن يشاء الحظ العاثر، أو يشاء الموت الهازل أن يسقط في صدره، فذعر السيد أمين وقفز قفزة قوية من هذه المفاجأة، فهوى من النافذة التي لا تعلو عن الأرض بغير أربعة أمتار، فأصيب إصابة مات بها بعد ساعتين، وكانت هذه النهاية حقاً من مهازل الموت.
نحلة تغرق رجلاً
وكان راشد محمد راشد، وهو من سائقي السيارات بين القاهرة والزقازيق قادماً ذات يوم بسيارته من الزقازيق إلى القاهرة، فلما بلغ (تل روزن) وأدار عجلة القيادة عند المنحنى المحاذي للترعة دخلت نحلة صغيرة في أذنه، وأخذت تطن فيها، فرفع يده من فوق عجلة القيادة ليطردها، فالتوت يده الأخرى بالعجلة، ففقدت السيارة توازنها، فهوت به في الترعة، ومات المسكين، وماتت النحلة داخل أذنه (طبعاً)، وكأنها شاءت أن تنتحر هذا الإنتحار السخيف!
حدأة تقتل طفلاً
وصعد أحد أطفال (عرب يسار) المجاورين لمدافن الإمام الشافعي، إلى سطح داره، فوجد حدأة وضعت بيضها على طرف السطح، فتسلل محاولاً اغتصاب البيض، فأبصرته الحدأة عن بعد، فأسرعت إليه، ولما همّ بأخذه ضربته على ذراعه ضربة قوية شديدة اختل بها توازنه فسقط من السطح ومات في الحال.
يرثي نفسه
مرض أحد العلماء الغربيين مرضاً شديداً، وأيقن بالموت، لكنه أراد أن يقرأ ما ينشر عنه بعد وفاته، فكتب رثاءً لنفسه وبعث به إلى إحدى الجرائد فنشرته، وتناول الجريدة وقرأ المقال حتى إذا انتهى منه فاضت روحه!
وكان أحد المؤلفين يطبع كتاباً، فاعتراه مرض شديد، لكنه أبى إلا أن يستمر في تصحيح كتابه، فكانوا يرسلون إليه البروفات فيصححها على الرغم من آلامه، حتى كانت البروفة الأخيرة وكان يعاني سكرات الموت. فأرسلوها إليه طوعاً لأمره، وانتظره الموتُ حتى قرأها وكتب عليها "تـُطبع"، ثم خطا إليه فلفظ النفس الأخير.
عذاب ان تحب
وعذاب ان لا تحب
والعذاب الاكبر ان تحب بلا امل