أبيت البقاء بلا أقنعة ..فكان الحب والإخلاص سبيلي للفناء ..وقررت الرحيل للوجه الآخر والحياة بين الأقنعة المزيفة ..ولكن قلبي وعقلي وقفا في مفترق الطرق ..ورأيت الدروب أمامي مظلمة.. وها أنا أجد ذاتي في حيرة من أمري وأناملي ترتجف رغم حرارة الشمس الساطعة ..لا أجد حروفا تصف حيرتي ..لا أعلم من أنا فقد أصبحت مجهولة الهوية ..بلا وطن ومعالم وجهي تشوبها الذكريات ..ذكريات مضت منذ سنوات ..ذكريات الطفولة الراقدة في قبر زمن الغدر والأحزان ..صرخة الوداع والرحيل بقلبي كبركان خامد ..والدموع بعيني أسيرة بقيود الرياء ..وبسمة غير صافية أخدع بها من حولي ..والفرار من البشر حلم يراودني بين الحين والحين ..لكنهم لا يدعونني وشأني ومازالت عقولهم وأفئدتهم تلاحقني ..تعشق عيناهم النظر إلي في غمرة دموعي وآلامي ..وقلبي يدق دقات متواصلة وسريعة بلا هوادة ..الخوف من الوجه الآخر يلاحقني ..ولكنني أبيت السكون في زمن الحب ..فلم أجد منه سوى طعنات متكررة بقلبي الصغير ..بحثت عن الداء لعلتي وسقمي ..فغادرت لأوطان غير أوطاني ورسوت بسفينة الحياة على شطآن غير شطآني ..ولم أجد بها سوى أشواك بستاني ..لذا قررت الرحيل إلى مسرح الأوهام ..لتعرض المسرحية الهزلية الملقبة بالحب في زمن السراب ..والأقنعة تخفي وجوه حين تراها لأول وهلة ..يسلبك سحرها بلا حدود كملامح الطفولة الملائكية ..ولكن يبقى الوجه الآخر في النهاية بلا ملامح بشرية ..بل ملامح لمخلوقات ليست من سائر البشر ..ولكن مخلوقات من زمن العجائب ..
عذاب ان تحب
وعذاب ان لا تحب
والعذاب الاكبر ان تحب بلا امل