الأمانة في الإسلام

الأمانة في الإسلام

قال تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك

واعتبر خيانةالأمانة من علامات النفاق، حيث قال صلى الله عليه وسلم:

(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)

ولذا فقد حرص صلى الله عليه وسلم وهو في أضيق الأوقات وأشدها

وذلك في وقت الهجرة أن يؤدي الأمانات إلى أهلها وهم من مشركي مكة

ليظهر لنا الأهمية العظمى للأمانة، ويبين أن من أهم واجبات المسلم

أن يرد الأمانة إلى أهلها ولا يستغل أي ظرف من عداوة أو خصومة

ويسعى لأكل الأمانات لأنها حقوق ومظالم يتحملها يوم القيامة أمام الواحد الديان.

إذنلابد أن يكون المسلم موضع ثقة الناس ومحل سرهم ومستودع أماناتهم

ولا يفرط في ذلك مهما كان، ولا شك أن الشيطان يسعى جاهدا لإغراء المؤمن

بمغريات كثيرة لكي ينال من أمانته، ويحاول إيجاد ثغرة ولو بسيطة في نسيج أمانة

الإنسان لأنه إن فعل ذلك (لعنه الله) يكون قد أوقع هذا المؤتمن في فخ الخيانة

فيجعله يهوي في دركات الرذيلة والخيانة .

ويقول تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين

أنيحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا(

ولا شك أن أمانة الاعتقاد والإيمان هي من أعظم الأمانات ويتبعها

أمانة العبادة والقيام بالشعائر التعبدية وتأتي في مقدمة سلسلة طويلة من الأمانات

ولذا فالحرص عليها والتمسك بها- لأنها العنوان الذي يلج المرء من خلاله

إلى رضوان الله وجنته- يعتبر أعظم وأولى وأفضل ما

يحافظ عليه المرء من أمانات، ولا شك أن أول ما يحاسب عليه المرء من أعماله التعبدية (الصلاة ).

ويأتي بعدها أمانة الحكم وتحمل المسئولية، وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم

ذلك في جزء من حديث شريف: ( إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة،

فقال رجل :وما ضيعتها يا رسول الله فقال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة )

وقلما نجد في زماننا هذا من يتوسد أمراً يستحقه وهذا للأسف الشديد،

فالرجل لا يوضع في مكانه المناسب ولا يتسلم منصباً هو أهل له،

بل تجد أن هناك غياباً واضحاً لفعالية المسئول وكفايته وإتقانه لعمله وينتج

عن ذلك القصور والضعف والتهاون في أمور العامة، ويكون التردي والتراجع إلى أدنى المستويات

في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها والسبب هو ضياع الأمانة وعدم تحمل مسئولية الناس.

والناس يعانون من المسئولين الذين يضيعون الأمانة ويشعرون بمدى استخفافهم بالعامة ومصالحهم وتغليب المصلحة الشخصية على

المصلحة العامة، والمساهمة الفعالة في الفساد والرشاوى والسرقة والاختلاس والتحايل واستغلال المنصب وربما يؤدي ذلك إلى

موالاة أعداء الوطن والدين والمساهمة في تدمير البلاد وهلاك الحرث والنسل وكثرة الأشرار، ثم لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس .
وقد وضح الإسلام بصورة لا تقبل الشك أن الأمانة يحاسب عليها كل إنسان، لأن الجميع مؤتمن حيث يقول صلى الله عليه وسلم :

( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فكل فرد في المجتمع يعتبر مسئول عن أي أمر تحمل مسئوليته: فالوالد مؤتمن على أولاده

وأسرته ومسئول عنهم في تربيتهم والإنفاق عليهم وتعليمهم، وكذلك التاجر مؤتمن على أقوات الناس وعدم المغالاة في السلعة أو

الاحتكار أو الغش، فكل ذلك هو إهدار للأمانة وتضييع لها، والصانع مؤتمن في صنعته فعليه أن يتقنها، والعامل في عمله بحيث يؤديه

على أكمل وجه، والموظف في وظيفته فلا يتسرب منها بل عليه أن يؤدي وظيفته كالمطلوب دون نقصان وأن يراعي مصالح الناس

من خلالها، والمعلم مؤتمن على تلاميذه، والأم والزوجة والخادم وكل إنسان مسئول عن أمانته بقدر حجمها .

وفي النهاية أقول: أخلاقنا هي نبراس حياتنا وهي النور الذي نسترشد به نحو التقدم والازدهار، وكلما تمسكنا بخلق ارتفعنا نحو

الحضارة التي يريدها الله، والتي قوامها فعل الخيرات ولذا: فالخيانة هي ضد الأمانة، والإنسان قد يعيش حياته، إما أمين، وإما خائن،

فعليه أن يختار أحدهما، وليس هناك أمراً وسطاً بينهما، والأمين يحشر مع الأمين صلى الله عليه وسلم

أسأل الله العلي القدير ألا يكون بيننا من هو خائن للأمانة

الامانة من اعظم اخلاق المسلم فهي تدل على الصدق و حسن النية و الحفاظ على العهد

وهي من شيم الرجال و الايات التي تدل على ذلك كثيره فهي من صفات المؤمنين

قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) الاية 8 سورة المؤمنون

و من لم يتصف بها فليحذر من النفاق

قال صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان )

جزاك الله خير اخوي و جعلها الله في ميزان حسناتك