الشعوب العربيه بين " مرحلة التحرر الوطني" وبين " تحرر العقل العربي" الكاتب ساجي حسام

الشعوب العربيه بين " مرحلة التحرر الوطني" وبين " تحرر العقل العربي"


إن الثورات بمفهومها البسيط تعني عملية "تجاوز" يتم من خلالها إعادة إنتاج لشخصية الفرد ، باعتباره مواطنا يتمتع بحقوق قانونية له موقعه الدستوري في بنية مؤسسة يحكمها عقد اجتماعي لمجموع مواطنيها ، وهذه العملية لا تتم إلا من خلال دور فاعل للنخب السياسية والفكرية ولمجموع المثقفين في قيادة التغيير الاجتماعي الذي يرافق مقارعة المحتل المباشر لدفعه على الجلاء، بحيث تشكل معركة التحرير معركة شاملة ومتكاملة لإرغام المحتل على الجلاء وإنضاج مكونات المجتمع لتتمكن من إنتاج مؤسسات الدولة المحايدة خارج الإيديولوجيات.
لقد تقدمت الجماهير الشعبية بشكل مباشر بدون غطاء حزبي على الرغم من أنها رفعت الكثير من الشعارات التي رفعتها الأحزاب سابقا ولكنها لم تفلح في حشد الجماهير خلفها ، من محاربة الفساد إلى إسقاط النظام ..الخ ، وهذا عامل آخر يستحق المراجعة أيضا ، فإذا كانت الشعارات هي ذاتها، لماذا فشلت الأحزاب في حشد الجماهير حولها ؟؟ ، لقد تقدمت هذه الجماهير لتفرض شروط التغيير ، شكلا ومضمونا ، في الشكل .. هي لم تخرج من عباءة التيارات والأحزاب ، من اليسارية إلى الإسلامية وان حاول البعض ركوب موجتها "أو من جانب الأنظمة" اتهام الإسلاميين في محاولة لشق صفوف الثورة الشعبية وحشد العداء الغربي لها
واننا
نستخلص من واقعنا العربي ان الاضطهاد و الفقر و الجوع والذل الذي كان يتملك الشعوب العربيه جعلها تنظر نظره جديه الى مرحله جديده من التحرر , وقد بدأنا نجني ثمار هذه المرحله والتي سوف تكون بداية التطور و الرقي المجتمعي و الاقتصادي و
السياسي وبداية للنهوض بالشعوب العربيه على أعلى سلم الترتيب

والثورات العربية القائمه كشفت لنا حجم الفراغ بين الحكام و الشعوب
وأما الإشارة الأخرى التي يجب رصدها هي الدور الخارجي الذي ظهر مصدوما مذهولا لما جرى لان الدول الخارجيه ( الغربية ) والتي تكمن بالمصلحة البحته و المبنية على نهب الثروات العربيه وجعل الحكومات المتعاقبة على الدول العربيه عبارة عن آلة وساطة لتنفيذ مطالب و مصالح الدول الغربيه . هددت مصالحها


فثمة واقع عربي متفاعل و متشابك , ما يجري الان في فلسطين وما يجري في لبنان الشقيق من انقسام في وحدة الشعب والتي يدعمها البعض من المنتفعين و الضالين عن الصف الوطني يوجد آخرون يدعمون قضية انهاء الانقسام , فمن الطبيعي أن
يوجد هناك خير و شر ولكن هنا نفكر و ثم نفكر و نقول من سينتصر بالنهايه
فكلما افتعلوا الحدود والاختلاف بين بعضهم بعضا "الأنظمة العربية" ، أعادوا وبأيديهم تأكيد وحدة حالهم ، ولو بأبشع الصور، حين يستنسخون أساليب القمع والتزوير والتوريث

ان جملة المؤشرات الآنفة جعلت الشعوب العربيه تمضي بجديه الى مرحلة تحرر بعيده عن الفساد وطالبت بفصل السلطات الثلاث القضائية , التشريعية , التنفيذيه , ) ومن خلال عملية "التجاوز" التي تسعى لعملية تقويم المسار لإنتاج دولة محايدة ، الشعب فيها مصدر السلطات ، وطيف واسع من التنوع السياسي والأيديولوجي للتيارات والأحزاب وجعل الجيش مؤسسه وطنيه هدفه حماية المواطن
ولا يخدم مصلحه معينه

الكاتب ,, ساجي حسام الشيخ
جامعة القدس

مشكور على المرور ابو مهران