غزة-فلسطين برس- عد رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي نقطة تحول استراتيجي في طبيعة الصراع.
وقال هنية في كلمة له خلال المهرجان المركزي الذي نظم بغزة مساء الثلاثاء احتفاء بإتمام الصفقة وحضره الآلاف من مختلف الفصائل الفلسطينية: إن 'هذا موطن فتح ونصر، أراد المحتلون أن نساوم على حرية هؤلاء الأبطال، فقلنا لا وألف لا، قلنا الموت ولا الذلة الموت ولا المساومة على حرية الأبطال'.
وتابع 'حملنا مئات الشهداء في الحرب، بل آلاف الشهداء على مدار سنوات، وهم يبحثون عن جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي المحرر)، ولكن مضت الحرب وانكسر العدو، وظل شاليط في أيدي المجاهدين، وها نحن اليوم نصنع الانتصار'.
وأشار إلى أن هذه الصفقة التي أبرمتاها حماس 'مصدر عز وفخر لهذا الشعب'، وقال: 'حين عقدنا الصفقة التزمنا بأن تضم من مختلف القوى والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة الأسيرة، ولم ننطلق في المفاوضات من رؤية خاصة أو حزبية، لكننا انطلقنا من موقع القيم الأخلاقية ووضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الأبطال'.
وشدَّد على أن المفاوض الفلسطيني رفض أن يوقع على الاتفاقية وأن يخلف من وراءه ألوانا من ألوان الطيف السياسي، 'فأبناء فتح كأبناء حماس وأبناء حماس كأبناء الجهاد الإسلامي، بل وامتدت الصفقة في المعيار الوطني الإنساني إلى الإفراج عن أخ مناضل محكوم بثلاث مؤبدات، وهو مسيحي يعيش داخل القدس المحتلة'.
وأكمل 'الصفقة لم تكن خاصة بأسرى غزة رغم أن غزة دفعت الثمن كل الثمن، وهو رخيص من أجل الله، ورخيص من أجل كرامة هذا الشعب ومن أجل حرية هؤلاء الأبطال، بل شملت غزة والضفة والقدس والـ48 وامتدت إلى الجولان السوري'.
وتابع 'المقاومة خيار استراتيجي واقعي، بالمقاومة حررنا الأرض، وبالمقاومة نحرر الإنسان، المقاومة اليوم تتجلى بأبهى صورها، بعظمتها، بقدرتها على الصمود والمناورة، وقدرتها على الاحتفاظ بالجندي خمس سنوات ويزيد في منطقة جغرافية صغيرة اسمها غزة'.
وحيا هنية آسري شاليط والمحتفظين به، وزاد 'أقبل أيادي أبناء المقاومة على هذه الأرض، أقبل أيادي أبناء القسام، وأقبل جباههم التي تسجد لله، وأقبل عيونهم التي حرست في سبيل الله، لكم المجد أيها الأبطال'.
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى احتضان الأسرى المحررين إلى قطاع غزة، وأكد على أن حكومته ستقوم بالواجب على أكمل وجه، وطير التحية للمحررين إلى خارج فلسطين، داعيا أن يكرمهم الله بالعودة إلى أرض فلسطين.
وختم بالشكر والتقدير لمصر الثورة التي قادت هذه المفاوضات من موقع الرعاية الملتصق بإرادة الشعب الفلسطيني والثورة المصرية، وقال: 'لقد كانوا أمناء في هذه المحطة، وكانوا على مستوى مكانة مصر العظيمة'.
وللأسرى في سجون الاحتلال قال: 'لن ننساكم، فالإفراج عنكم دين في رقبة الشعب الفلسطيني، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا'، مشيدًا بطاقم التفاوض في صفقة التبادل، وقال: 'كنتم خير الأمناء لم تفرطوا على خط التفاوض ومثلتم نموذجا تفاوضيًا جديدًا'.
من جانبه دعا الأسير المحرر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكرية لحماس بأن يأخذوا على عاتقهم تحرير باقي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال السنوار في كلمة له خلال الاحتفال: 'يجب أن يتحول ذلك إلى خطة عملية يشرع في تنفيذها وترصد لها الامكانات على الفور'، داعيًا كل من لديه القدرة على أن يشارك في هذا الأمر، أن يضع يده وأن يشارك فيه.
وأضاف أن 'الاحتلال لا يمكنه إلا أن يقع بين المطرقة والسندان، فإما أن يدفع الثمن للمقاومة مقابل أسراه عندنا، أو أن يحطم قواعد أساسية في وجوده، والذي من دونها سيتفتت وينهار بسهولة ويسر'.
وأكد السنوار أن الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لهجمات صعبة وقاسية، مقدمًا شكره لكل من شارك في هذا الانجاز العظيم (صفقة تبادل الأسرى) ولمصر.
وتابع 'الله اكبر يا غزة وقد تركناكي جريحة، وعدنا إليك.. تركنا أفئدتنا وأرواحنا، تركنا محمود عيسى القسامي الذي قام بخطف الجندي (نسيم تولينادو) لمحاولة تحرير الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وحسن سلامة والكثيرين من قادة الأجنحة العسكرية'.
ولفت إلى أنه 'لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينقص من الانجاز.. فهذه هي المرة الأولى التي يجرى فيها صفقة تبادل
داخل الأراضي الفلسطينية وعليها.. والمرة الأولى التي يطلق فيها عدد هؤلاء الأخوة كمًا ونوعًا'.
وأشار السنوار إلى أن 'الاحتلال حاول أن يقهر الأسرى، إلا أنهم حوَّلوا الزنازين إلى أكاديميات ومدارس تعد للمعركة الفاصلة.. لنصر عظيم حققه الشعب والمقاومة'.
وقال: 'نحن نعيش الحفل الوطني الكبير'، مضيفًا 'لا يجوز أن ننسى أولئك اللذين غرسوا الغرس الأول من الشهداء ونستذكر الشيخ الشهيد أحمد ياسين'.
وتابع 'نحن مدينون لأولئك الشهداء الذين قضوا في عملية الوهم المتبدد، ومن قضى بعد ذلك في هذا السبيل.. مدينون في حريتنا لكل أم رأت طفلها يتضور جوعًا وهي لا تستطيع أن توفر له حليبه وطعامه يوم أن حاصر قطاع غزة ليقهره على التنازل'.
وتابع السنوار 'نحن مدينون لكل طفل توجع وهو ينتظر الدواء.. لكل مريض لكل أب وكبير وصغير.. مدينون لكل غزي.. ولكل من تضامن معكم'.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة