زراعة الزيتون في بيت عنان بين الماضي و الحاضر

الزيتون من الأشجار المباركة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات ، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن يأكلوا من زيتها ويدهنوا به، وقد ثبت علمياً فوائد أكل زيت الزيتون ، والدهان به ., وقد ورد ذكره عدة مرات في القرأن الكريم :
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ)
لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ينعه : حال نضجه وإدراكه.
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين)
قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال
لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) تشتهر قرية بيت عنان بزراعة الزيتون و هو المحصول الاول فيها و تزرع به غالبية اراضي القرية لكون الزراعة الغالبة عليها هي الزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الامطار و هو محصول تتميز به القرية و يعتبر زيت القرية من اجود الانواع و هو من افضلها و اعلاها سعرا و قد يكون السبب في الجودة العالية لنوعية الزبت العناني هي أراضي القرية الجبلية المعتدلة و تربة بيت عنان الحمراء و البيضاء و طريقة زراعته البعلية في القرية .
و لكن زراعة الزيتون في القرية تواجه العديد من الاشكاليات و العقبات وهي :
1 - تذبذب سقوط الامطار بين عام و آخر و انحباسها لفترات طويلة وصلت لعدة شهور متتالية في السنوات الاخيرة و كمياتها غير الكافية و التي هي اقل من المعدل السنوي التي تتراوح ما بين 550 ملم و 650 ملم في المتوسط السنوي .
2 - التربة الرقيقة و غير الكافية و التي غالبا ما تكون عدة سنتيمترات و التي لاحظت في السنوات الاخيرة انجرافها الشديد بسبب انتشار الرعي الجائر و قطع الاشجار البرية و عدم العناية بالجدران الاستنادية و تهدم الكثير منها و بالتالي انجراف التربة بفعل الاقنية و الانهيارات الترابية مما يترتب عليه انكشاف الجذور و جفافها .
3 - قلة وعي المزارعين و انتشار الكثير من الممارسات و المعتقدات الخاطئة فيما يتعلق بالعناية بالارض و قد لاحظت تباين الاراء و الاجتهادات و طرق الممارسة الزراعية في العديد من المجالات مثل القنابة ( التقليم) أو الحراثة أو التدميل ( تغطية الجذور) أو التسميد و من خلال حديثي مع المزارعين لاحطت الكثير من التضارب و التباين .
4 - إهمال الاراضي بفعل :
- الهجرة و التغرب و ترك الارض بورا لا ينتفع بها و مجالا متاجا لممارسة الرعي الجائر .
- العمل في اسرائيل و ترك الاراضي لكبار السن و عندما يتوفى احدهم تتعرض ارضه للاهمال و التدمير و يشيع في قرية بيت عنان مثل يقال : فلان مات و ماتت ارضه معاه ..... - قلة توعية المزارعين و غياب المعاينة أو الاشراف من قبل الجهات صاحبة الاختصاص .
- عزوف الكثير من الشباب عن مهنة الزراعة مع ان الكثير منهم يصنف ذاته في خانة الباحثين عن العمل .
5 - عدم وجود معصرة للزيتون في بيت عنان مع ان القرية تاتي في مقدمة قرى محافطة القدس من حيث كمية الانتاج و تكبد مزارعي القرية عناء نقل زيتونهم لعصره بمعاصر القرى المجاورة مما يزيد من عنائهم و الاعباء المادية مع انه من الممكن التعاون فيما بين المزارعين و الجمعيات و المؤسسات في القرية لبناء مثل هذا المشروع الحيوي .
6 - مصادرة الاراضي وجدار الفصل العنصري التوسعي الذي قضم مساحات كبيرة من اراضي القرية المزروعة او القابلة للزراعة و اشاع حالة من ارهاب المزارعين في وصولهم من الاراضي القريبة من الجدار بسبب الدوريات الاسرائلية المتتالية و تصدي العديد من الشبان لتلك الدوريات مما ادى الى اهمال الكثير من الاراضي قرب الجدار .
6 - طريقة الحصاد القاسية من قبل بعض المزاعين و التي تضر بالاشجار كاستخدام العصي لجني الثمار.

تنمو شجرة الزيتون في عدة أنواع من الأتربة ويعتمد مدى نومها على خصوبة التربة وعلى كميات الامطار المتساقطة في محيطها وقد يصل ارتفاعها من 5-7

أمتار .تبرعم أشجار الزيتون عادة في أواخر فصل الربيع وتنمو الحبة إلى أن تنضج في منتصف شهر تشرين أول "هذا في حالة وجود كميات امطار كافية في الموسم

السابق. هناك عدة أنواع من الزيتون في بيت عنان مثل :الصوري ،النبالي و البلدي و البيوضي و وهي منتشرة في اراضي القرية و اعمارها تتراوح من عمر أقل من سنة و حتى أكثر من 1000 سنة و يسمى الزيتون الرومي الذي تتجوف جذوعه بفعل الزمن ، وتستعمل ثماره للزيت و وتستخدم في الكبس و يسميه أهالي القرية (رصيص) و تستعمل أخشابه للتدفئة شتاءا و تشعمل بقايا نواه في صناعة الجفت و هو بقايا عملية عصر الزيتون . و عادة يبدأ المزارعون بقطف الثمار في شهري تشرين 1 و تشرين 2 و ذلك حسب ارشادات وزارة الزراعة .

يمتاز شجر الزيتون "بالمعاومة" بلغة الفلاحين في بيت عنان حيث أنها تحمل ثمارا كثيرة في عام وترتاح في العام الآخر وعند حملها تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة ويسمونها سنة

ماسية. هناك عدة طرق لقطف الزيتون أولها وأكثرها محافظة على الشجرة وأغصانها هي "التحليب" باليد .

ثم القطف بواسطة الجدادة والعبابة والعراد والشاروط لأشجار الزيتون المعمرة والعالية. في كلا الحالتين تفرش تحت الشجرة وحولها " المفرش او الشوادر " وهي قطعة

من القماش أو الحصيير و حاليا البلاستيك التي توضع تحت الشجرة لتتساقط الثمار عليها ومن ثم تجمع في أكياس من الخيش أو البلاستيك . الثمار التي لا تتساقط على المفرش أي على التربة تلتقط في عملية

تسمى بلغة الفلاحين "الجوالة" لتضاف إلى الكيس.

هناك بعض الفلاحين الذين يتركون هذه الثمار على الأرض لما يسمى ب "البعار" الذين يحضرون إلى كرم الزيتون بعد انتهاء صاحبه من القطف "ليتبعروا" أي يلتقطوا ما يتركه المزارعون بدون قصاف و عند جمعه مرة أخرى في وقت لاحق يسمى تصيف .
في الماضي استغرقت وقتا طويلا حيث كان لدى الأهالي في القري عدة دونمات
مزروعة في الزيتون حيث كانت العائلة الكبيرة "الجد وأبناءه وأحفاده" ذكرهم وأنثاهم يخرجون عن بكرة أبيهم لقطف الزيتون من الصباح وحتى المساء كما قال المثل

" أيام الزيت أصبحت أمسيت.

بعد جني المحصول كان ينقل إلى المعصرة على الدواب " الحيوانات" وكانت المعصرة تعمل بواسطة الحيوان أيضا حيث ربط حجر الدرس "الحجر الذي يعصر

الزيتون" بحمار أو حصان وتوضع ثمار الزيتون تحت الحجر الثقيل فيعصر وينزل الزيتون من الثمرة وتطحن البذرة لتتحول إلى "جفت" ( يستعمل كسماد للأشجار أو

وقود للطابون لأن في نسبة من الزيت الذي يساعد على الاشتعال) اما الزيت فينزل إلى إناء خاص يسمى تنكة.
و بفي من تلك المعاصر في بيت عنان معصرة واحدة سليمة من اي أذي يتمنى كل سكان القرية ان ترمم و تحول الى موقع تراث فلسطيني . يسميها أهالي القرية معصرة دار حميد و هنالك معصرة أخرى لا تزال بعض بقاياها قائمة و لكن ازيلت معظم ادواتها و هنالك ثالثة أزيلت بالكامل و حل مكانها البناء الحديث .
أما النقل فكان فيما مضى يستعمل الاهالي الحيوانات من حمير و بغال و أحصنة لنقله أما اليوم فيمتلك الكثير من المزارعين سيارات معضما غير مرخصة تستعمل للوصول لبساتينهم في الجبال البعيدة من خلال طرق ترابية معضمها بحاجة للرصف و الترميم و عمل أقنية لجريان مياه الامطار التي تدمر بعضها في فصل الشتاء .
بحث و اعداد الاستاذ ناصر جمهور - 7-11-2011

يسلموا يا استاد ناصر على هده المعلومات القيمه
تقبل مروري واحترامي

مشكور على المعلومات

يعطييييييييك الف عاافية
يسلمو على المعلومات

يسلموا على المعلومات يا استاذ ناصر
تقبل احترامي