القدس -معا- قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أنّ تحركات نشطة وغير عادية تجري في هذه الأيام في أجزاء من مقبرة مأمن الله بالقدس ، في المنطقة المسورة ، وتحديداً في المنطقة التي تخطط جهات إسرائيلية أمريكية – منظمة سيمون فيزنطال ومقرها في لوس انجلوس - بناء ما يسمى بـ "متحف التسامح " ، وتأتي هذه التحركات ضمن أعمال استئناف عملية نبش لمئات القبور الاسلامية في مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية في القدس ، تمهيداً لبناء قريب مُحتمل لـ "متحف التسامح" .
وبحسب ما أفاد ممثلون عن "مؤسسة الأقصى " زاروا مقبرة مأمن الله اليوم ويوم أمس فإن هناك تحركات لمعدات حفر تدخل الى المنطقة المحاطة بجدار حديدي عالٍ جداً وبأسلاك حديدية شائكة ، كما وشوهد دخول عدد كبير من العمال يرجح أنهم هم الذين ينفذّون أعمال الحفر والنبش للقبور ، وكذلك عمال هندسة ومسح هندسي ، وعلمت "مؤسسة الأقصى " من ممثليها أن الحراسة على الموقع شددت أكثر من ذي قبل ، ولم يسمح لهم بدخول الموقع المسوّر ، في حين غطيت منطقة الحفريات بغطاء قماش سميك على كل المساحة التي تتم فيها عمليات نبش القبور ، الأمر الذي يحول دون معرفة دقيقة لحجم الحفريات وعدد القبور التي تحفر وتنبش .
وقالت "مؤسسة الأقصى" في بيانها :" نؤكد أن مقبرة مأمن الله بكل أجزائها تحتوي على كثافة عالية من القبور ، حيث ان الدفن توالي فيها على مدار نحو 1400 عام ، وبالتالي فإن استئناف مثل هذه الحفريات سيؤدي الى نبش مئات القبور إن لم يكن أكثر ، وقد تم في السابق أكثر من مرة الكشف عن حفر ونبش آلاف القبور في هذه المساحة من مقبرة مأمن الله ، واننا نعتبر استئناف الحفر والنبش والأعمال الانشائية التمهيدية جريمة أخرى من جرائم المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها بحق مقبرة مأمن الله والمقدسات والاوقاف ، وإننا إذ ندين بشدة هذا الإنتهاك المتكرر والمتجدد لمقبرة مأمن الله والإعتداء على حرمة الأموات ، فإننا نقول للمؤسسة الإسرائيلية ارفعوا أيديكم عن مقبرة مأمن الله ، وكفاكم عدوانية وهمجية ، ثم إننا نطلقها نداءاً لكل المسلمين والعرب وأحرار العالم أن تحركوا من أجل إنقاذ ما تبقى من مقبرة مأمن الله " .
وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية قالت في عددها يوم أمس الاثنين " أن أعمال الحفريات الأثرية تجددت قبل نحو أسبوع في محيط المتحف المسمى "التسامح" والمقام على أرض مقبرة مأمن الله في القدس" ، وأضافت "أنه بالرغم من أن الجهات ذات الصلة ترفض الإدلاء بأية تفاصيل، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود قبور لمسلمين دفنوا هناك طيلة المئات من السنوات" ، كما لفتت الصحيفة " إلى أن المبادرين إلى أعمال الحفريات بادروا إلى إخفاء الحفريات عن أعين الجمهور، وذلك من خلال جدار عال من الصفيح، علاوة على أن الحفريات تتم تحت ستار من الأغطية الكبيرة" .
وأضافت الصحيفة "أنه بالرغم من استقالة المهندسين الاثنين اللذين خططا للمتحف فإنه سيتم البدء في الأسابيع القريبة في إقامته في مقبرة "مأمن الله" " ، وذكرت "هآرتس" أنه في شتاء العام 2008- 2009 أجرى المبادرون لإقامة المتحف، بواسطة المعهد للآثار التابع لجامعة تل أبيب وبمصادقة سلطة الآثار، حفريات لنقل رفات أكثر من 1000 قبر دفنت في المكان ، وأشار تحقيق نشرته "هآرتس" في أيار/ مايو 2010، إلى شهادات عمال عملوا في المكان جاء فيها أنه تم إجبارهم على إجراء عملية النقل بسرعة الأمر الذي تسبب بأضرار للرفات، كما أنهم اضطروا للعمل في الليل وفي أحوال جوية قاسية لإنهاء العمل ، وبحسب الشهادات فإن الحفريات وصلت إلى الصخرة الأساس التي لا يوجد قبور تحتها، وأضافت أنه في إطار الاستعدادات لبدء أعمال الحفر مجددا، تم نقل أنبوب قديم من المكان، وتم اكتشاف قبور أخرى تحته.
ونقلت الصحيفة أنها حاولت استيضاح الأمر مع الجهات ذات الصلة بالحفريات إلا أنها رفضت الإدلاء بأية تفاصيل واضحة ، وادعى الباحث في الأثريات غدعون سوليماني، الذي كان أول من بدأ الحفريات في مقبرة مأمن الله وأشغل منصب مسؤول دائرة القدس في سلطة الآثار، أنه من المتوقع العثور على رفات للأموات في المنطقة التي يتم الحفر فيها في هذه الايام .
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة