رام الله- (د ب أ): أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الاثنين مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة قصيرة إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية.
ووصف عباس، في تصريحات للصحفيين عقب وداعه العاهل الأردني، الزيارة بأنها "عزيزة على قلوبنا جدا، ومبادرة كريمة من صاحب الجلالة في هذا الوقت".
وأضاف أن"هذا اللقاء يأتي من اجل استكمال الحوار بيننا وبينهم، خاصة إن جلالة الملك سيسافر إلى أوروبا وأمريكا، ونحن أيضا سنقوم ببعض الجولات العربية فيما يتعلق بقضايا المصالحة وغيرها".
وذكر أن "قضايا كثيرة نوقشت خلال هذه الزيارة العظيمة التي نحن نقدرها وسنحفظها للأبد في نفوسنا ونفس الأجيال القادمة".
وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال عباس "إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان واعترفت بالمرجعيات الدولية فنحن جاهزون للعودة إلى المفاوضات، وهذه ليست شروط مسبقة وإنما التزامات واتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين، لذا في الوقت الذي يقبلون بهذا فنحن جاهزون".
لكنه أشار إلى أنه لا يوجد بوادر حتى الآن تشير إلى قرب استئناف المفاوضات.
وفي رده على سؤال بشأن التقارب الأردني مع حركة حماس، قال عباس "المملكة الأردنية الهاشمية مملكة لها سيادتها وحقوقها، ونحن مع المملكة فيما تراه مناسبا لها، ودون تحفظ وتنسيقنا يصل إلى هذا الحد، ما تقوله الأردن في سبيل مصالحها فنحن نؤيده مئة بالمئة".
وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، زيارة العاهل الأردني إلى رام الله بأنها "تاريخية وهامة جدا"، مشيرا إلى أنها غطت نقاشا شاملا وموسعا ضم كافة الجوانب حول التشاور السياسي والهم المشترك.
وذكر جودة أن عباس أطلع العاهل الأردني على كل التحركات في المحافل الدولية والأمم المتحدة وعلى بيان اللجنة الرباعية الدولية الصادر في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، والذي تضمن أطرا زمنية حددتها الرباعية لبدء المفاوضات ومعالجة قضايا الأمن والحدود.
وشدد جودة على وجود مصلحة أردنية عليا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال إن الأردن يقدم الدعم المطلق للرئيس عباس والسلطة وللموقف التاريخي الطالب بعضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وعبر جودة عن أمله أن تكون الزيارة القادمة "بعد قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس ويعود الحق لأصحابه".
إلى ذلك ذكر جودة أن الملك عبد الله أطلع عباس على تطورات الزيارة المتوقعة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى الأردن التي قال إنه لم يتم تحديد موعدها.
وذكر جودة أن الملك عبد الله أطلع من عباس على خارطة الطريق للعلاقة بين فتح وحماس في المرحلة القادمة، مؤكدا وقوف الأردن على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني.
وشدد على أن الأردن يقف على مسافة واحدة من الجميع وهدفه دعم الموقف الفلسطيني ووحدة الصف الفلسطيني.
وردا على سؤال فيما إذا كانت الزيارة للرد على تصريحات مسئولين إسرائيليين بأن الأردن سيكون الوطن البديل للفلسطينيين، قال وزير الخارجية الأردني إن "هدف الزيارة دعم الملك للسلطة الفلسطينية والرد على كل من يخرج بادعاء الوطن البديل".
وأضاف: "موقفنا واضح، الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس وكل ما يقول دون ذلك فهو واهم".
ومن جهته قال المالكي إن عباس والملك عبد الله اتفقا على وجوب بقاء القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، والتأكيد للملك على التزام الجانب الفلسطيني بمواصلة المفاوضات حال تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بما فيه وقف الاستيطان وقبول مبدأ الحل لدولتين على حدود 1967".
وذكر المالكي أن عباس أكد للعاهل الأردني أن الفلسطينيين لا يسعون لعزل إسرائيل وإنما تكريس مبدأ حل الدولتين على حدود 67 والحصول على عضوية كاملة وتحقيق سلام واستقرار وامن في المنطقة.
وتطرق اللقاء، حسب المالكي، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، حيث أكد عباس للملك أنه لا مصلحة أهم من تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بالنسبة للفلسطينيين الآن.
وقال المالكي إن "زيارة الملك عبد الله لم تكن مفاجئة بالنسبة للقيادة الفلسطينية، وهي ضمن اتصالات متواصلة ومشاورات وتنسيق مستمر بين القيادتين وآخرها كان لقاء قبل أسابيع قليلة بين القيادتين في الأردن".
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة