الطريق الى القدس بقلم: حسام الشيخ

الطريق الى القدس
جاء ذهابي الى القدس في ليلة القدر نابعاً من الفرصة التي اتيحت لشعبنا الدخول الى البلد المقدسة نتيجة أهداف سياسية واقتصادية يضمرها الاحتلال فقد اتيح لي اغتنام هذه الفرصة بعيداً عن التنسيق الامني وعدم مقدرتي الحصول على تصريح يختص بهذا الامر نتيجة المنع الأمني الموضوع من قبل الاحتلال من بيت عنان انتلقت وكأن حلماً سيتحقق بعد عشرين عاماً وصلنا إلى الحاجز الذي يربد فوق صدر قلنديا وإذا بألوف المواطنين جائوا ليحققوا الحلم وهناك كان الجنود يقفون وكأنهم يقررون مصيرنا ، رغم الإذلال ورغم المعاملة التي عهدناها في جندهم دخلنا الحاجز وكلي خوف من ان يطلبوا هويتي للفحص ودخلنا البوابة المتحركة حيث كان هناك طوابير طويلة كانت الحركة فيها بطيئة غمرتني الفرحة بعد عبوري الحاجز وشعرت وكأن انتصاراً يجتاحني ، صعدنا إلى الباصات ذات الخطوط الخضراء التي كنت دائما انظرها عبر شوارع رام الله متمنيا ً ركوبها إلى القدس ، عبرنا ضاحية البريد عبوراً ببيت حنينا وصولاً الى قلب القدس الذي شعرت بقلبه يتدفق كل يوم ، رأيت مسرح الحكواتي ، نزلت من الباص لأقدس هذا التراب وأروي ظمأي وشوقي له ،لطالما مشيت بهذه الشوارع كل يوم بشارع صلاح الدين وشارع سينما الحمرا الى عمارة الشريف رغم وجودي هناك إلا انني شعرت بالإغتراب والصدمة في بلد ٍ كنت اخطو شوارعه مرات ومرات عديدة قبل عشرين عاما حيث كنت ادرس بالكلية الابراهيمية في نفس الشارع قبل انتقالها الى حي الصوانه ثم اتجهت لباب العامود رغما الازدحام رأيت القدس فرحة بأهلها وجماهيرها لها نفس شوقهم رأيت الداخلين والخارجين كما نهراً ضفافه بيوت القدس العتيقة رغم صورالنشاز من جنودٍ هنا وهناك يستوقفون بعض الشباب لتفتيش وإظهار صورة الاحتلال الحقيقية ومع شلال هذا النهر وصلنا باحات الأقصى ونمت في باحاتها وصليت صلواتها في الصباح قمت بزيارة مقبرة القدس وقبر الشهيدان القائد فيصل الحسيني وعمر القاسم وقرأت الفاتحة على ارواح الشهداء وبعدها زرت مؤسسة إيليا للإعلام والشباب ومسرح الحكواتي بالمجمل شعوري كان لا يوصف وقد كنت طائرا ً محلقاً بسماء القدس لإني موجود فيها ولا اعرف متى سأعود اليها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

زياره موفقه ومقبوله ان شاء الله