متاهات في خارطة الحب
لعل النقطة الأولى التي ننطلق منها إلى عالم الحب هي الوحيدة التي نقع فيها في أي لحظة وتحت أي ظرف ، ودون أن يكون لنا في ذلك إنذار سابق ، فلا نشعر إلا ونحن بداخل الشبكة .
وهنا تتلاطم الأمواج وتختلط الأوراق ، ساعة في القمة، وساعة في القاع .
متاهات في خارطة الحب ، أسئلة كثيرة في قاموسه ، وأجوبة تحيّر أكثر من الأسئلة نفسها .
أجوبة تشعل نيران الأسئلة.
ما هو الحب ؟ ولماذا الحب ؟ ولمن الحب ؟
من أجل ماذا ؟ وما هي النتيجة ؟
لكنها أسئلة تدور في فلك من يسجل اسمَه في مدرسة الحب .
وخلاصة الحب أنه عاطفةٌ تتجاوب مع رد فعلٍ معيّن ، وفي توقيت يصادف قبول النفس للحب ، أو بمعنًى أصح : لأن تحب مهما كان المحبوب .
في لحظة كهذه لا يمكن أن يكون هناك مجال للخيار والاستئذان .. أحب أو لا تحب .. لأنه وقع الحب وتسللت العاطفة.
وقد نلاحظ ذلك في حينه ولا نشعر به إلا والكرة في المرمى ، ويصفرُ القلب معلناً تسجيل الهدف ، وربما لا نشعر بالعزف المنفرد الذي يؤديه القلب إلا بعد مضي وقت طويل من أداء مقطوعة الحب داخل القاعة ( النفس ) .
وتبدأ المتاهات منذ اكتشاف خارطة الحب حين تتشابك الخيوط وتختلط المسارات بين صاعد وهابط ومستقيم ومنحنٍ.
وتزداد حدة الحيرة حين تبلغ الشبكة أو الخارطة قمة التعقيد نتيجة غياب بعض الدلائل والمؤشرات التي تؤدي إلى حيث يستقر الحب ، أو لعدم حدوث رد فعل إيجابي للحب ، أو عدم الإحساس به أصلاً والجهل بقيمته في النفس.
والحب ليس كلمة تقال وشيئاً على جانب الطريق ، ولا يقتصر على أحد أو على نواحٍ محدودة ، بل الحب بأشكاله كافة..
حب المحسوسات ذات الجمال - الحب المعنوي - الحب الذي يترجم نفسه على وجه صاحبه دون أن يخبر عن حبه ، يظهر في السلوك والأفعال حتى ولو حاول الواحد منا طمس صورة الحب عن وجوهنا؛ لأن الحب عاطفة صادقة تظهر بوضوح ولا يمكن تزويرها والتخفي بها ؛ لأنها إما أن تكون صادقة مائة بالمائة ، وإما أن تكون غير ذلك ؛ فلا تلبث أن تظهر على حقيقتها بأسرع مما يتوقع لها.
أعدك ... بـأنني ...
سـآستمر بإلتزام الصمت
لن أعآتبك بشيء .. لن أجادلك!
فقط سَـأراك تفعل ماتشاء
أعلم بَـانك تستغرب من صمتي ..
لست بـقاسي!
ولست بشخصية لا مباليه !
كل مـفي الأمر
لغة الصمت لا يفهمها
الا... من خابت أغلب توقعاتهم