رسالة مني انا توفيق الكردي الى شعب فلسطين "
اعذرني يا شعبي الحزين يا شعبي العظيم. كنت دائما احتمي بك في الضيق في ساعات ما قبل...! انظرني عينا بعين ولا تشح وجهك الضاحك عني انا عين هابيل الرائية بعد ما قتلني شقيقي قابين. لا تحديا اخاطبك ولا من موقف قوة بل انما يأسا من هذا الظرف اللئيم الذي يحاصرنا جميعا هل سمعت ماذا يجري بالامم المتحدة خلف الكواليس .......؟؟؟؟؟ لا... بل اصبح الحديث على المكشوف وواضح وجلي ... ومن الدولة التي تدعي الديمقراطية ..... انا بريء منها ... هل اسخر منك الان يا شعب فلسطين لانك اصبحت العجوز الضعيف الحائر المهزول. هل اجدف لانك الكسول النائم على مجدك الترهل، هل ابحث في الارض عن شعب آخر على الارض غيرك، لانك اصبحت غير قادر كما كنت سابقا في العطاء او لانك خائن نفسك ومسلم اتباعك لعدوك في الارض، هل الطم وجهك كي تصدق انني لم اعد احبك او اعشق ما تعشق من الارض، كنت تقول وكنت اصدق كنت تقول من يملك حب الوطن، كمن يملك ايمان مثقال حبة الخردل يستطيع ان يقول لهذا الجبل انتقل فينتقل ويصير في البحر يا شعب فلسطين ويا جذور فلسطين الان أسألك لا أن تنقل الجبال وتسقطها في البحر بل ان تصد المؤامرة التي تدور حولك وفيك ومنك بل صد منافسيك والمتأمرين عليك وتمنعهم عني وعنك، هل تستطيع هل تقوى على ذلك، لا نريد اعجوبة منك يا شعب فلسطين لاننا بتنا نعرف ان اعجوبتك لن تجد مكانا لها في ارض فلسطين، لان الشر، الشر الذي صنعته بيديك الاثنتين، قد تمرد عليك وصار الاقوى شر العبقرية الكبرى هذا هو الان اقوى منك يا شعب فلسطين.
كان الشيطان اقوى، ولم يكن ثمة قوة في الارض تستطيع ان تتغلب على الاعجوبة. كنت تقول ان الاعجوبة تقدم الدواء لكل مريض وتشفي المرضى، وتبني الدول، وتصنع المعجزات وترسل قوس قزح في العاصفة. وتشل يد المعتدي وتجمدها. تقطعها. شرط فقط ان نحب ان نثق كنا نؤمن يا رمز... وكنت البرهان لا أزال اومن فأين هو دليلك وبرهانك الان ولماذا لا يتحقق؟ لماذا لا تقطع ولا تشل، الان يد هذا الشيطان الاكبر الذي يدعى الولايات المتحدة؟ .
اذا كنت الشعب حقا فافعل ما تمليه عليك قوتك وما تريده لي ولا تطلب شيئا في المقابل. لماذا يا رمز، يا شعب فلسطين هل كنت احبك اكنت اومن بك ام لا، ولماذ تتهرب مني؟ ولماذا صرت ضعيفا وجبانا ومخذولا؟ هكذا تريد النهاية يا صاحب الكينونة المتحولة. لا لست انت، انت الرقم الصعب في كل المعادلات. لماذا صرت الهارب والمخبئ وجهك عني وعينيك امام ضحكة الشيطان القوية لا تنظر.
لماذا، وأنا اناديك واسميك لتسمعني وتراني وتعرفني جيدا منذ البداية وحتى الان. لماذا صرت يا شعبي قاتلا في ارض فلسطين بعدما كنت ناصرا لمظلومي الارض؟ لماذا لا تستقوي بأبطالك وجندك الكثر ا لهائمين بك وبسببك في بقائع الارض؟ لماذا لا تحتمي بهم؟ حتى اؤلئك الذين مصالحهم غير مصالحك، وهمومهم غير همومك، لماذا حين يقفون في وجه الشر، لماذا لا تعضدهم وتقوي عزائمهم لماذا لا تمد يدك لترجف آلة الشر العظمى هذه التي تدعى واقعيا ورمزيا الولايات المتحدة؟ لماذا لا ترسل خبراتك وصفوة عقلك لا لتخرب بل لتوقف الخراب الذي ملاء ارض الوطن ما دمت ارسلته في احد الايام الغابرة، وانقذت ثورتك ورمزك.
لماذا لا ترسله الان كي تضع حدا لهذا الشر الذي استشرى، هذا الشر المقيم بيننا بثوب الجمعيات الخيرية وهو القادم اكرر وهو القادم الينا بضحكات الملائكة لكنهم الاشرار؟.
وما دمت اخاطبك بإسمي، لماذا لا تمد يدك لترجف آلة الشر التي تبيدك وتبيد شعبك، شعبي.
آلا يكفيك، ايها الرمز العظيم ان الشعوب بأسرها هذه الشعوب ترفع اليك ايديها ضارعة الى الله مستغيثة/ موقظة اياك من هربك العظيم من نومك الابدي، من وقوفك الصامت. اكاد اقول: الى جانب الشر ما بالك لا تسمع يا شعبي ما بالك لا تستجيب استغاثة شعب العراق وشعوب المنطقة المظلومة؟ الشعوب المتألمة، الرائية، الضعيفة، الحرة، القتيلة، المختلفة عن القطيع، إن هذه الشعوب ترفع اليك ايديها ضارعة مستغيثة ما بالك لا تسمع لا تستجيب.
وهو نفسه شعب فلسطين وشعب لبنان وشعوب افريقيا وشعوب الظلم كلها؟ ما بالك لا تراه؟ ما بالك لا تتذكر ماية عام من الفظائع والمجازر والاضطهاد والظلم منذ بداية وقوفك الاخير منذ ان رميته بعيدان الكبريت كما كنت تقول وتتحدث وانا احدق بك.
ما بالك لا ترى بعينيك هاتين التين تريان الكون وما فيه وما فوقه وما تحته، ما بالك لا ترى الجحيم الذي نعيش به في هذه الايام . ولا ترى هذا الجزار الامريكي الاسرائيلي وهو يشحذ سكاكينه ليتها تكون سكاكين – ضاحكا جائعا، ضحكة المجانين المرضى وجوعهم الابدي الى الفتك والقتل والدم والسيطرة والالغاء؟ ماذا دهاك يا شعبي الا تستطيع ان تصوت في مجلس الامن؟ اليس تحت يديك هواتف حمراء تخاطب بها المتمردين، المترددين كي تقنعهم بالتصويت لك كي يعودوا الى جادة الصواب؟ اتكون ضد نفسك، ام تكون يا ترى قد ارتأيت ان الشر المقيم لا دواء له سوى هذا الشر الآتي؟ اليس لديك من ترسله الى هناك، الى مجلس الامن في الامم المتحدة لتمنع وسواس المصالح والمخاوف والضغوط والتهديد والرعب من ان ينفث غيومه السوداء فوق التشيلي وانغولا والمكسيك لدفعها دفعا الى التصويت للحرب السوداء؟ اكسر يا شعبي يد هذا الطاغوت اخلعها خلعا من الكوع كي ترتد عنا كن متحدا كن قويا متماسكا على المستوى الداخلي؟ لا تنظر ما اذا كنا نؤمن ام لا اخترناك وقلنا لا . خرجنا في النهار في الليل قلنا لك نعم، افعل شيئا في هذه المرحلة نتذكرك به من اجل اطفالنا اطفال العراق اطفال السودان ا فغانستان اطفال العرب من اجل شيخوخه وعجزته، من اجل فلاحيه ونبلائه من اجل شعرائه وكتابه وفنانيه، من اجل نسائه، من اجل ابطاله واساطيره وتاريخه وطقوس التاريخ فيه من اجل اديانه، من اجل مياهه كي لا تصير مياها عاصية عليه، قاحلة من حوله، افعل شيئا كي لا تصير بيداء الارض ارض الانبياء ارض الرسالات ارض الاسراء ارض المحبة والشهداء تلك في هذه المرحلة الارض العربية المغمورة بالعبث القادم من الغرب وبكل العبث الاخر وبكل الاسماء الاخرى. ها هو التغير بالش بالدول العربية ... لكن نرفض ان يكون في فلسطين .
من ارض فلسطين الى ارض الحجاز الى ارض الارض في فلسطين، الى ارض وادي الرافدين وارض وادي النيل الى ارض المغرب العربي كله، الى ارض الخليج وهي الصحراء ذات الشوك الابدي التاريخي المبلولة بالماء الاسود الذهبي المقزز ماء الموت الذي يشتاق اليه المستبد الظالم الذي لا يعرف الا القتل والدمار وهنا نطرح سؤال ماذا حصل في البوسنة والهرسك ماذا حصل في لبنان ماذا حصل في افغانستان ماذا حصل في العراق .. مصر .. تونس .. ليبيا .. اليمن .. والان الطامة الكبرى في سوريا ...؟؟؟؟؟ ماذا حصل في بلدنا ماذا سيحصل في بلاد الحجاز والسودان وماذا سيحصل في البلدان التي هي على قائمة الانتظار. هذا المستبد الامريكي يريد ويتمنى ان ينام فيه، يا ليت ويحترق. اعطنا يدك، يدك القادرة تلك، لا يدك الساكتة هذه، لنرد بها كيد اعداء الحياة ونلوي اعناق ارواحهم الشريرة نرد كيدهم وافعالهم القبيحة، واعمال من يثق بهم القابعين خلف السراب الذين لم يرو الشمس من الغربال.
اعطنا يدك لا لنقتل بها انما لننشل شعبنا اهلنا فلذات اكبادنا ومعه شعوب الارض المظلومين كلها، من ايدي الطغاة كلهم، من مخالبهم من اسنانهم الكاسرة، من حقدهم الاعمى من ظلمهم الظالم، من اعينهم التي تلتهم وتحرق وتبيد من سماسرتهم التي لا تعرف الا الخراب والدمار والاستيلاء ما هو اصبح مقدورا عليه. اعطنا لا ان نصير عبيدك بل ان نعود اليك كما كنا في البداية نحن معك ومن اجلك نقف مع الحق نقف مع المظلوم ضد الظالم مع بناء وطننا وعلى طريقتنا، لا رمز توراة نريدك بل رمزا للحب الصادق الامين يا امين هذه الامة، قلنا الحقيقة في هذا الظلام الدامس في هذا البحر الاحمر القاني بدماء شهدائنا قل لنا: نحن شعب ألـ "7" مليون مشرد في بقاع الارض.
اعطنا بدون مقابل، اعطنا كي نظل نستطيع الوقوف الى جانبك، ان نتحداك، وان لا نؤمن بغيرك ولا نثق الا بك، اعطنا ان لا تظل تقبل فينا الغلط وان تظل تعطي.
النور في نهاية هذا النفق: كم نحن بحاجة الى هذا النور. كفى مائة عام من العذاب لقد صرنا يا نوح يا خالق نوح واسماعيل لا نريد على طريقة توما ولا من اجلنا، لكن من اجل ان تستحق ان تكون رمزا جديد.
توفيق الكردي "ابو البراء "15/ 10/ 2012