دلال المغربي
الشهيدة دلال المغربي في الذكرها التاسع والعشرون كنت اقرء مقالا عن الاخت الشهيدة البطلة دلال المغربي بعد مرور تسعا وعشرون عاما على استشهادهافي ارض الوطن ولا اعرف من كتب المقال ولكن كاتبه من الذين يزرعون الفتنة والحقد في نفوس الضعفاء من شعبناالفلسطيني والذين يرغبون بلوث الحديث بيننا ولا يأبهون للنتائج هؤلاء سامحهم الله ربما يعودون الى رشدهم ... ولهذا السبب احببت ان اكتب عن الاخت الشهيدة دلال المغربي ...وهنا لابد من الحديث بشكل عام عن الوضع ونبدءبالقول:
كان عام 1978 عاما سيئا على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وعدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال عدوان
وضع خطة العمليةالاخ الشهيد الرمز أبو جهاد .... وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست كانت العملية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهمالاخت المناضلة دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إلى دلال
وطلق على العملية اسم عملية الشهيد كمال عدوان الذي استشهد مع كمال ناصر وابو يوسف النجار في بيروت من عام 1973 وكان باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم في بيوتهم في شارع السادات ... في صباح يوم 10/3/ من عام 1978 ذهبت الى صور حيث كانت الشهيدة تجلس مع مجموعة الابطال العشرة وعند وصولي الى البيت المخصص للانطلاق اخبرة الاخوة انني حضرة لاسجل لهم مايريدون من وصايا وكل شيء أي يوم في حياتهم حيث ان افراد الدورية معظمهم يعرفونني جيدا وبدأت عملي وجلسنا بشكل حلقة وفي الوسط كنت افتح جهاز التسجيل من نوع ناجرا وبداء العمل وعندما اقتربت ساعة الفرح والحب والشوق والحنين للوطن ودعنا الشهيد والاخ العزيز ابو جهاد وغادر الى غرفة العمليات في بيروت وبالضبط بعد صلاة المغرب تحركنا من البيت متجهين الى بحر فلسطين البحر الذي سيحمل الابطال الى فلسطين التي كانت بنتظارهم وعلى موعد عروس البحر دلال المغربي تحركت المجموعة على متن قاربين وقمت بوداعهم وبقينا على الشاطىء قرابة الثلاث ساعات حتى تسلمنا منهم اتصال عرفنا ان المجموعة وصلت الى الهدف المتفق عليه ثم عدنا الى المقر وتابعنا اخبار المقاتلين الابطال وفي الساعات الاولى من صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال مع مجموعة الابطال الاستشهادية من قاربين كان يمران أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتهاالابطال بعض الحافلات ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون حيث ان خفر السواحل الاسرائيلي لم يكن يتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو .
نجحت دلال ومجموعتها الابطال في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت باقاف باص إسرائيلي وبعد التحقق من هوية الركاب تبين ان جميع الركاب كانو من الجنود والباص متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع العديد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وان الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب
بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا
وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم بستثناء مقاتلين من المجموعة الابطال و تم اعتقالهم وخرجو في عملية تبادل اخي القارء العربي والفلسطيني وحتى الغربي .
من هي عروس البحر انها الشهيدة دلال المغربي الذي اقامت دولة فلسطين على تراب فلسطين لاول مرة في عام 1978 ولمدة ساعات اما الحقد والوحشية التي ظهرت من خلال شاشة التلفاز وبقيادة الجنرال باراك ومعه سلاح الجو والدبابات والمشات ورجال الكوماندوس الذين قامو بالاشتباك مع ابطال فتح ....ولكن اليكم صورة الحقد والكراهية التي تظهر
صورة هذا الإرهابي باراك وهو يقلب جثة العروس الشهيدة دلال المغربي ويشدها من شعرها بعد أن اشرف بنفسه على اطلاق النار على جسدهاالملقى على الارض بالرصاص ولم يخجل من شدها من شعرها أمام عدسات المصورين وهي شهيدة ملقات على الارض.... ارض فلسطين التي عانقتها والتي ضحت بنفسها لاجلها
الشهيدة دلال المغربي العروس عروس فلسطين وبحر فلسطين هي
شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 تلقت دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان . التحقت دلال المغربي بصفوف الثورة الفلسطينية ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ) منذ نعومة اظفارها دخلة في معسكرات اشبال حركة فتح في لبنان وكانت على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني وخير دليل على ذالك نتائج هذه العملية البطولية الرائدة
وفي ظل هذا الوضع العام الرديء، وفي نهاية السبعينيات، حدثت عملية تل أبيب، على أيدي فدائي حركة فتح ، الذين يظن أنهم جاءوا، بحراً، من جنوبي لبنان. وكانت حصيلة تلك العملية مقتل حوالي ثلاثين إسرائيلياً، وجرح عشرات آخرين. وقتل، كذلك، تسعة فدائيين، ووقع اثنان آخران في الأَسْر.من هنا جاء رد القيادة الاسرائيلية بقيام الجيش الإسرائيلي بعملية الاجتياح الأولى لجنوبي لبنان. و"كان قد هيّأ لها منذ وقت طويل، بانتظار الفرصة الملائمة، التي كانت العملية الفدائية على طريق تل أبيب، مجرد حجة لها".
لقد كان المقصود أن تمهد إسرائيل لإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة إلى جنوبي لبنان، بناء على طلب الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الإسرائيليون يرون، أنه من أجل منع المقاتلين الفلسطينيين من التسرب في الجنوب، يجب أن ينتشر رجال "القبعات الزرقاء" على طول نهر الليطاني، وذلك يقتضي، أولاً، أن يقوم جنود إسرائيل باحتلال المنطقة.
وقد أدى الجيش الإسرائيلي الدور الموكول إليه، على حساب مئات القتلى المدنيين، ونزوح حوالي ربع مليون من المدنيين، اللبنانيين والفلسطينيين، شمالاً، هرباً من الحرب، التي دمرت عشرات القرى.
تركت دلال المغربي التي بدت في تلك الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي شهيدة أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني
بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2007