الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
له الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع
فما أعطى إلا فضلا منه و كرماً و ما منع إلا لحكمة
فله الحمد دائما و أبدا
و الصلاة و السلام على من جعله الله سبباً لكل خير نحن فيه
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
و بارك على محمد و على آل محمدكما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
عد منع الله عطاءاً !!!
هل تؤمن حقا بأن الله كريم ؟
و هل تؤمن حقا بأنه رحمن رحيم ؟
إذن لماذا تحزن حين يمنع عنك نعمة ما ؟
قال شيبان الراعى لسفيان الثورى :
يا سفيان عد منع الله عطاءا
أخى / أختى فى الله
إن الله ربى وربكم أرحم الراحمين
أعطاك الكثير و الكثير
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }النحل18
و حين منع عنك شيئا ما
منعه لحكمة ما فهو أحكم الحاكمين
فحين منع عن هذا نعمة المال
كان هذا رحمة منه به
فربما لو كان معه المال لطغى فى الأرض فسادا
ولأضاع دينه ودنياه
و لكن الله جعله فقيرا كى يلجأ إليه و يتوسل إليه فيزداد بذلك قربا منه
{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }
الشورى27
فهو خبير بعباده جميعا
يعلم سرهم و علنهم
ومن رحمته بهم أن منع عنهم ما يضرهم و أعطاهم ما ينفعهم
ومنع عن هذا الصحة
فهو مريض
رحمة من الله به
فالمرض تكفير للسيئات إن صبر العبد واحتسب
ورفعة للدرجات فى الجنة
وربما يبلغ بمرضه وألمه من الدرجات فى الجنة ما لم يكن يبلغه بعمله لو كان صحيحا معافى
{وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }
المؤمنون75
فسبحان الله
ما أعظمه
منعه عطاء ورحمة بعبده المؤمن
وعطاءه منـَّة و فضل منه على عبده
فكيف بعد هذا تحزن على نعمة لم تحصل عليها فى الدنيا ؟
فربما لو حصلت عليها لم تسعد بها
وربما شقيت بها فى الدنيا و الآخرة
فارضى
ارضى بما قسم لك الله
فهو الخير
ارضى بما أعطاه لك
فهو كثير جدا
ولا تنظر لما لم يعطيه لك
فهو قليل جدا
واعلم
أن ما أعطاك إياه إنما هو من فضله عليك
و إلا فأنت لا تستحق
كن راضيا بالله يرضيك الله و يرضى عنك
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته