اليأس يُطْفِئُ جَذْوَةَ الأملِ في النفوسِ
إيَّاكمْ واليأسَ وأهلَهُ، فإنَّه يُطْفِئُ جَذْوَةَ الأملِ في النفوسِ،
ويقطَعُ خُيوطَ الرجاءِ مِنَ القلوبِ، وهوَ الذي يقتلُ بواعِثَ الجِدِّ
والعمَلِ، ويُسْلِمُ أصحابَهُ للسآمَةِ والملَلِ، وليسَ اليأسُ والقنوطُ
مِنْ صِفاتِ المؤمنينَ. ،محذرا من الملل والقنوط
ولَقدْ جعلَ اللهُ - تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ لا تستقيمُ
لأَحدٍ علَى حالٍ ولا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ،
وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ
كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ
للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ،
ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ.
وقال:
لقد انتشر في زماننا اهتمام الناس ووسائل الاعلام بالحوادث فلا تخلو صحيفة
أو مجلة الا وتقرأ فيها ما يدمي القلب وانتشرت في الجولات المقاطع المؤلمة
في جسد الأمة من قتل وذبح وتعذيب وان هذا التصرف يوهن في جسد الأمة ولا
يبعث فيها الأمل
ولقَدْ كانَ رسولُنا صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الفأْلُ
لأنَّه حُسْنُ ظَنّ باللهِ سبحانه وتعالى، فقَدْ أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ
عَنْ أنسٍ رضى الله عنه أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا
عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ويُعجِبُنِي الفأْلُ
إنَّ حقيقةَ الأملِ لا تأتِي مِنْ فَراغٍ كما أنَّ التفاؤلَ لا يَنْشَأُ مِنْ عَدَمٍ،
ولكنَّهُما وَلِيدا الإيمانِ العميقِ باللهِ تعالَى، والمعرفَةِ
بِسُنَنِهِ ونوامِيسِهِ في الكونِ والحياةِ، فهوَ سبحانَه الذي يصرِّفُ
الأمورَ كيفَ يشاءُ بعلمِهِ وحكمتِهِ، ويُسَيِّرُها بإرادَتِهِ ومشيئَتِهِ،
فيُبَدِّلُ مِنْ بعدِ الخَوْفِ أمْنًا، ومِنْ بعدِ العُسْرِ يُسْراً،
ويجعلُ مِنْ كلِّ ضيقٍ فرَجاً ومِنْ كلِّ هَمِّ مَخْرجاًَ.