كثيرون من أبناء عالمنا العربي يرون ان
الديمقراطيه هي الدواء الناجع لكل امراض الوطن و الحل السحري لكل
مشاكله و ( الماستر كي ) الذي يقتح جميع الابواب المغلقه التى تفصلنا عن
عالم التقدم و الرخاء ، و لهذا فهم يرددون حروفها و لا يرون بعينهم
الأخرى واقعها ووقعها في العالم العربي
لقد جاءت نتائج الديمقراطيه في عالمنا العربي مختلفة تماما بل ربما عكس
ما جاءت به من نتائج على الشعوب الغربيه ، فعندهم اتت بالاعمار و
الازدهار و التقدم على جميع المستويات و في عالمنا العربي اتت بالدمار
فلا هي عمرت المدن و لا هي نورت العقول و لا هي اطعمت الجائع و لا هي
علمت الجاهل و لا اعطت المحروم و لا هي اسعدت المحزون .
بل باسم الديمقراطية انقسمت الشعوب على بعضها و تقاتلت مع بعضها ، وتمزق
نسيجها الواحد إلى عدة أنسجة يأكلون بعضهم بعضا بل و يقتلون بعضهم ايضا و
وصار كل منهم يمر على أخيه و هو يتوجس منه خيفه ، وانقلب الإخوان الى
أعداء و اخرجت الديمقراطيه اسوأ ما فيهم و اصبحوا باسم الديمقراطية
يعبرون عن مشاعرهم العدوانية علانيه يتصايحون ويتقاذفون السباب
والشتائم، ويتبادلون التهم المشينة الى حد الاتهام بالخيانة الوطنية
و يبدو ان للديمقراطية وجه أخر مخيف و مشوه و لمن اراد التعرف على هذا
الوجه الآخر ما عليه إلا النظر إلى الديمقراطية على الطريقة العربية .
لقد حولت الديمقراطيه دول عربية كان لها ذكر في التاريخ باعتبارها الأكثر
تفوقا في الإعلام والثقافة والفن والشارع السياسي النظيف و صارت اليوم مقرا
للخلافات والنزاعات والعداوات ولم تعد تنشغل بالتطور والإبداع بل انشغلت
بما فعلته الديمقراطية بها من فوضى و انشقاقات وتشققات و تحولت الى بركان
معرض للانفجار في أي وقت .
اتمنى ان تتعرف دول عالمنا العربي على الوجه المضيئ للديمقراطيه
لتتدارك ما فعلته بها الديمقراطية المشوهه من علل وتشققات وما نالته
منها من فرقة وشتات واحتراب و قطع لكل الصلات والعلاقات