اكد خبراء ومختصون في الطاقة الشمسية، انه بات بمقدور المواطن الفلسطيني، التحول من مجرد مستهلك للكهرباء، الى منتج لها باستخدام الطاقة الشمسية بحيث يسد احتياجاته، ويبيع الفائض الى شركة توزيع الكهرباء المحلية التي يرتبط بها حاليا، ويحقق بذلك ارباحا معقولة.جاء ذلك خلال ورشة "تحفيز مشاريع الطاقة الشمسية المنزلية في اطار المبادرة الشمسية" التي عقدتها في فندق الياسمين بمدينة نابلس، اليوم الاثنين، الجمعية الفلسطينية للطاقة الشمسية المنزلية، وذلك ضمن مشروع التوعية والمناصرة لسياسات استخدام الطاقة المتجددة لخدمة التنمية المستدامة، الذي تنفذه الجمعية بالتعاون مع خدمات الاغاثة الكاثوليكية (CRC) بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية (USAID).وشارك في الورشة، رئيس مجلس ادارة الجمعية، أنور هلال، ومدير المشروع في الجمعية، الدكتور رياض الهودلي، ومدير مركز أبحاث الطاقة التابع لسلطة الطاقة الفلسطينية، المهندس باسل ياسين، وممثلة شركة كهرباء طوباس، المهندسة اشراق جرار، وممثل البنك الاسلامي العربي، مروان بدوي.ويفتح هذا المشروع الباب واسعاً امام فرص تحرر الفلسطينيين من هيمنة اسرائيل والاعتماد عليها في التزود باحتياجاتهم من الطاقة الكهربائية.
خلية شمسية
واكد المتحدثون ان تحول المواطن من مستهلك الى منتج للكهرباء، اصبح متاحا بعد اقرار الحكومة الفلسطينية قبل نحو عام، لما سمي "المبادرة الشمسية الفلسطينية"، وتتلخص بالسماح للمواطنين باقامة نظام توليد الكهرباء على اسطح المنازل، وبيع الكهرباء المنتجة لشركة التوزيع بتعرفة مميزة.وتهدف المبادرة الى تشجيع اقامة مشاريع منزلية صغيرة بقدرة لا تزيد عن 5 كيلو واط لكل مشروع، حيث بامكان المواطن اليوم اقامة محطة توليد كهرباء على سطح منزله، وربطها بشبكة التوزيع وبيع كامل الانتاج الكهربائي بسعر تحفيزي، في الوقت الذي يستهلك فيه هو الكهرباء بالسعر الرسمي الارخص.وبين المشاركون في الورشة، الجدوى الاقتصادية لهذا النظام، موضحين ان نظاما بقدرة 5 كيلو واط من الخلايا الشمسية يكلف في المتوسط نحو 10 آلاف دولار، وينتج سنويا حوالي 8250 كيلو واط ساعة من الكهرباء. وهنا فان شركات الكهرباء سوف تشتري الكهرباء من صاحب المشروع، بموجب اتفاقية، بسعر ثابت (80 اغورة) للكيلو واط ساعة لمدة عشرين عاما، ما يعني ان صاحب المشروع يمكن ان يبيع الكهرباء المنتجة لشركة الكهرباء بحوالي 1800 دولار في العام، مما يتيح استرداد راس المال بأقل من 6 سنوات، علما ان النظام مضمون لمدة 25 سنة، وفيه عقد بيع كهرباء بسعر ثابت لمدة عشرين سنة".واوضح هلال في كلمته ان الطاقة الشمسية متوفرة في فلسطين باكثر من ضعفي ما هو متوفر في الدول الاوروبية، التي بادرت للاستثمار في الطاقة المتجددة لتقليل نسبة التلوث الناجمة عن استخدام البترول والغاز، مشيرا الى اعتماد فلسطين بصورة شبه كاملة على الكهرباء الاسرائيلية، "الامر الذي يجعلنا تحت رحمة الاحتلال، وان نجاحنا في انتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية فان هذا من شأنه ان يحررنا من تبعات سيطرة اسرائيل على قطاع الطاقة الكهربائية".
من جهته، قدم الهودلي بعض الحقائق عن الطاقة في فلسطين، مبينا ان هذا القطاع يشكل نقطة الضعف المركزية للاقتصاد الفلسطيني، بسبب التبعية الكاملة لقطاع الطاقة الاسرائيلي، موضحا ان نحو 88% من استهلاكنا للكهرباء يأتينا من الشركة الاسرائيلية.وشدد على انه لدينا فرصة للاستغناء عن الكهرباء الاسرائيلية، من خلال تطوير استخدام الطاقة المتجددة وبشكل خاص الطاقة الشمسية المتوفرة لدينا بشكل كبير.بدوره اشار الدكتور ياسين الى ان سلطة الطاقة الفلسطينية عملت على اعداد استراتيجية للطاقة المتجددة جزء هام من منظومة المصادر، حيث تحتاج فلسطين الى طاقة كهربائية اكبر وانظف. وان سلطة الطاقة تهدف الى الحصول تدريجيا على 240 جيجا واط ساعة، لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بما يعادل 10% من القدرة الكهربائية المنتجة محليا بحدود 2020، وذلك حسب الخطة الاستراتيجية لقطاع الطاقة.واوضح ياسين ان الخطة تشمل عدة مراحل، تبدأ بالمرحلة الاولى مبادرة تم الاتفاق على تسميتها المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية، وتتكون من ثلاث مراحل تمتد 3 سنوات من منتصف عام 2012 وحتى منتصف 2015، وتهدف اقامة مشاريع صغيرة بقدرة 5 كيلو واط لكل مشروع، يتم تركيبها على اسطح المنازل للحصول في العام الاول على نصف ميغا واط من كل منزل، وتوسيع المشروع ليصل الى توليد واحد ونصف ميجا واط خلال العام الذي يليه، وفي العام الاخير من المشروع يتم توليد 3 ميغا واط اضافية ، أي بمجموع 5 ميغا واط خلال الثلاث سنوات، أي ما يقارب 1000 منزل موزعة بنسبة 30%، و40%، و30% في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية على التوالي، بالاضافة الى 400 منزل في قطاع غزة عندما يتاح ذلك.وذكر ياسين بانه كخطوة تحفيزية من قبل الحكومة، فان كل مواطن يقوم بتركيب هذا النظام، سيحصل على تعرفة كهرباء مميزة للطاقة المنتجه.واستعرضت المهندسة جرار، تجربة شركة كهرباء طوباس في هذا المضمار، مشيرة الى ان لديهم الان نحو 40 شخصا تقدموا حتى الان بطلبات تركيب خلايا شمسية، وتمت عملية التركيب فعلا لسبعة مشتركين، وقد اثبتت المشاريع المنجزة نجاحا كبيرا.بدوره استعرض المصرفي بدوي، اليات منح البنوك قروضا لمثل هذه المشاريع، والتي تسمى "القروض الخضراء". وتم خلال الورشة استعراض عدد من النماذج لمواطنين، بادروا الى تركيب خلايا شمسية، واصبحوا منتجين للكهرباء.
إذا كنــتَ تخطـط لعـام فـأزرع الأرزوإذا كنـتَ تخطـط لعشريـن عـام فأزرع الشجـروإذا كنـتَ تخطـط لمائـة عـام فـعـلـّم الـنـاس ,,!!الفرق بين الأحرار والعبيد ؛ هو أن الأحرار يدافعون عن أفكار مهما كان الأشخاص الذين يحملونها ،، في حين أن العبيد يدافعون عن أشخاص مهما كانت الأفكار التي يحملونها !!