آثار الكثير من التساؤلات حول المسؤول عن عشرات العمليات ضد مدنيين عراقيين
كشف العميلين البريطانيين في البصرة يسلط الضوء على الأدوار الخفية للاحتلال لتشويه صوره المجاهدين السنه و اثارة النعرات الطائفيه
كتب: أمجد العبسي وأيمن فضيلات
اعلان القبض على جنديين بريطانيين وهما يرتديان اللباس العربي ، و ضبط أسلحة ومتفجرات واسلاك معهما من قبل قوات الشرطة العراقية، يفتح الأبواب الموصدة من قبل أطراف عديدة، والتي منها الاحتلال، لمعرفة من يقف خلف العديد من التفجيرات التي تستهدف مدنيين وأطفال وأماكن عبادة في العراق، منذ احتلاله في نيسان من عام 2003.
فهناك تفجيرات مريبة كالتي استهدفت أطفال في شرق بغداد، ذهب ضحيتها أكثر من أربعين طفلا، لم يتبناها التنظيم المتهم دائما بها «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، بل بقيت مجهولة في سجلات الشرطة، بينما كانت معروفة لدى سكان الحي الذين اتهموا القوات الأمريكية بها وساقوا الأدلة على ذلك.
وما حدث في حي العامل يقع في مناطق عديدة في بغداد والبصرة والموصل وبعقوبة، وبالأحرى في المناطق المختلطة مذهبيا بين الشيعة والسنة.
ومع أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لم يتوان لحظة في تبني أي عملية نفذها ضد أهداف معينة بصفتها الشيعية، الا أن هناك الكثير من العمليات التي بقيت بلا تنظيم أو جهة تتبناها، وبقيت جنائيا مقيدة ضد مجهول وسياسيا مقيدة ضد الطائفة المعاكسة للجهة المستهدفة، اذن من ينفذ تلك العمليات؟
في العملية التي برزت على السطح مؤخرا في البصرة تنكشف خيوط الكثير من العمليات السابقة، وكذلك تثبت الكثير من روايات شهود العيان أو ضحايا هذه العمليات، التي تغاضت عنها وسائل الاعلام كثيرا كونها صادرة عن أشخاص غير معلومة وثوقيتهم أو دقتهم من الناحية المهنية.
فالجنديان البريطانيان كانا في مهمة في أحدى زقاق البصرة، وعلى مقربة من تجمع بشري، وفي الذكرى الشعبانية لدى الطائفة الشيعية، وبعد يومين فقط من تهديد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي بـ«الحرب الشاملة» على الشيعة والتي تراجع عنها لاحقا.
والجنديان البريطانيي استمرا في المراقبة كما تروي المصادر الرسمية العراقية لمدة تزيد على ثلاث ساعات، وأن المدنيين في المكان رابهم تمركز هؤلاء الأجانب ذوي السحنات البيضاء باللباس العربي لهذه المدة الطويلة.
ويقول محافظ البصرة محمد مصباح العويلي تم ابلاغ السطات المعنية بأمرهم، وتم القاء القبض عليهم بعد اشتباك بسيط بالأسلحة المختلفة مع قوات الشرطة العراقية، ولكن المفاجأة من وجهة نظره كانت «حين اجتمع المحافظ قيادة الجيش البريطاني التي رفضت الرد على استفسار مجلس محافظة البصرة عن مهمة الجنديين»، وهو الأمر الذي رآى فيه مراقبون دليلا على ارتباط الجنديين بجهات أجنبية ليست بريطانية، قد تكون الموساد.
وضبطت قوات الشرطة العراقية مع الجنديين البريطانيين أسلحة خفيفة ومواد متفجرة وأسلاك، ويتساءل عضو الجمعية الوطنية عبدالفتاح الشيخ (شيعي)، اذا كان هؤلاء في مهمة مراقبة كما تدعي الحكومة في لندن، فلماذا يكون معهم تلك الأسلحة؟
ويذهب الشيخ الى اتهام قوات الاحتلال البريطانية والأمريكية بكثير من عمليات تأجيج العنف الطائفي، ويروي قصص عديدة في نفس السياق.
وكان شهود عيان وضباط شرطة أدلوا بشهادات صحفية تفيد وتؤكد تورط الاحتلال ودولة جوار في تفجيرات تؤجج العنف الطائفي.
ففي حادثة التفجير (شرق بغداد) في 13/7/2005 التي قتل فيها أكثر 40 طفلا، يؤكد شرطي عراقي أن القوات الامريكية كانت في ذلك اليوم قد حذرت الشرطة العراقية من وجود سيارة مفخخة في تلك المنطقة، وأنها طلبت منها اغلاق المنطقة لتفتيشها.
ويكمل الشرطي» الا انه بعد فترة وجيزة أعلنت القوات الامريكية عن عدم وجود أي مفخخة...وأن الدورية الامريكية عادت الى الحي ومعها هدايا وحقائب للأطفال».
ويضيف والد الطفل «حسين» محمد الساعدي «رأيت الدورية الامريكية وهي تلوح بالهدايا للأطفال وطلبت من ابني ان لا يقترب منهم، الا انه رفض ولحق بهم.. وبقيت الدورية تسير والأطفال يلحقون بها الى أن وقفوا بجانب السيارة التي من المفترض أن تكون غير مفخخة بعد أن أكد الأمريكان أنها غير كذلك».
ويكمل: «فجأة القى الجنود الامريكان بكل الهدايا بسرعة على الاطفال الذين تجمعوا بالمئات، وتركوا المكان بسرعة، وما هي الا لحظات حتى دوى انفجار عنيف من نفس السيارة «كيا»وتناثرت اشلاء الاطفال في كل مكان».
ويروي شهود عراقيون عن حالات كثيرة تصادر فيها القوات الامريكية سيارات لمواطنين بحجة تفتيشها، وبعد ساعة او ساعتين تعود القوات الامريكية لتسلمها لصاحبها من جديد، وما هي لحظات حتى تنفجر السيارة في تجمع أو سوق أو امام مسجد او حسينية...ويذكر البعض كيف أن الكثير من العراقيين يفتشون سياراتهم مباشرة بعد مصادرتها من الأمريكان.
ويروي آخر كيف أنه استطاع خداع القوات الأمريكية حين سلمته صهريجه وطلبت منه الاتصال بهم حين يصل الى مكان وصفه بـ«المكتظ»، وكيف أنه قاد الصهريج الى منطقة خالية ومن ثم اتصل بهم بعد ان ابتعد عنه، وما هي الا دقائق حتى انفجر الصهريج.
وكانت هيءة علماء المسلمين قبل بضعة أيام القت بالمسؤولية على القوات الأميركية في تدمير مسجد شيعي في مدينة الدورة، وقالت في بيان له صادر في 9 سبتمبر/ أيلول إن «طائرة أميركية كانت تحوم بالقرب من المسجد الشيعي وألقت أقراصا حرارية، مما يدلل ووفقا للهيئة على أن تفجير المسجد أمر قد دبر بليل، وأن المراد من ورائه إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي.
ما قامت به القوات البريطانية في البصرة وما رافقه من ضجيج اعلامي، يعد سابقه و لحظة تاريخية مهمة في وأد نار الفتنة بين اطراف الشعب العراقي، وتوضيح اجزاء من الصورة المفقودة عن دور الاحتلال في تنفيذ العديد من العمليات ضد المدنيين العراقيين ونسبة ذلك لجهات عراقية مسلحة
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة