تشهد ساحات المسجد الأقصى المبارك اقتحامات يومية من قبل المستوطنين وبحماية الشرطة الإسرائيلية، في ظل تزايد المطالبات من جانب الجمعيات الاسرائيلية التهودية بتكثيف الجهود للإسراع بتنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا.
مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي قال لـ معا إن الجمعيات الإسرائيلية التهودية تنفيذا لدعوات "منظمات جبل الهيكل" ستنظم احتفالا كبيرا في محيط المسجد الأقصى المبارك، تحضيرا لاحياء ما يسمونه بذكرى "خراب الهيكل".
وأضاف الرويضي إن هذا الاحتفال سيقام بعد أداء المستوطنين للصلاة في محيط حائط البراق المسمى إسرائيليا "المبكى" وبحضور عدد من اليهود المتطرفين.
وأشار الرويضي إلى أن هناك حالة من التصعيد بالقدس لا يميز خلالها بين الاسرائيليين وقوات الأمن والحكومة الإسرائيلية، لان جميعهم يستهدفون السيطرة على القدس وتهوديها وبناء الهيكل المزعوم.
موارد مالية ضخمة لدعم السياحة اليهودية في القدس
وأوضح الرويضي أن هناك موارد مالية ضخمة تصرف لزيارات المستوطنين واليهود من الخارج من خلال "السياحة اليهودية" للمسجد الأقصى، إضافة لوجود قرار تعليمي إسرائيلي يشترط زيارة كل طالب إسرائيلي للمسجد الأقصى بشكل سنوي؛ بهدف إيضاح المخططات التهودية لهم وإرساء الأفكار والروايات الإسرائيلية عن القدس في عقولهم.
ولفت الرويضي إلى أن المقدسيين يناهضون هذه المخططات بكل إمكانيتهم، ولكن هذا غير كافي دون وقفة عربية حازمة تجاه ما يجري، مشددا على أن هذه معركة الحقيقة وإذا ما نجحت إسرائيل بوضع أي موطئ قدم في ساحات الأقصى فالتاريخ لن يرحم العرب، مطالبا بموقف عربي لردع الاحتلال عن هذه المخططات.
اجماع مقدسي على تحيد القدس من أي تسييس
وفيما يتعلق برفع الشعارات واللافتات والصور في باحات المسجد الأقصى، أكد الرويضي لـ معا أن أهالي القدس والقوى الوطنية والإسلامية أجمعوا في بيان لهم على تحيد المسجد الأقصى من أي تسييس، وأجمعوا على منع تعليق أي صورة من الممكن أن تخلق أزمة في صفوف المصلين.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك محاولات لخلق الفتن والشحناء من قبل سلطات الاحتلال وزرعها بين صفوف المصلين في المسجد الاقصى.
من جانبها دانت الحكومة الاردنية الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي تجاه المسجد الاقصى المبارك.
واعرب وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني في تصريح صحفي يوم الاثنين، عن قلق الاردن البالغ للمنحى الخطير الذي تسلكه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى وحرمته وقداسته.
ولفت الناطق الرسمي باسم الحكومة الى أن هذه السياسات تتناقض مع مساع السلام التي تعمل اطراف عديدة على احيائها، مشيرا الى ضرورة احترام القوانين والمعاهدات الدولية التي تتحدث عن الاراضي الواقعة تحت الاحتلال.
وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة على ان الاردن سيواصل دوره التاريخي وسيبذل كل ما في وسعه لرعاية المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وحمايتها من اي انتهاكات او محاولات لتغيير او طمس هويتها العربية والاسلامية.
جدير بالذكر إن أكثر من 12 منزل هدم في القدس خلال الشهر الماضي، اضافة الى أن 40 عقار مهدد بالسيطرة عليه في جبل الزيتون لاغراض تهودية استيطانية.
ويذكر أن ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" المزعوم تصادف اليوم الثلاثاء، وخلالها يحتشد اليهود من كل أنحاء العالم بالآلاف للمطالبة ببناء المعبد المزعوم داخل المسجد الأقصى، وسط دعوات لتنفيذ أكبر اقتحام للأقصى كنوع من إنهاء الحداد والبدء بخطوات عملية لإعادة هيكلهم المزعوم مكان الأقصى المبارك.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة